على مدار الساعة

المرحلون من تفرغ زينه.. قطع أرضية ومساعدات وشكاوى من ضعف الخدمات (فيديو)

9 أكتوبر, 2021 - 12:51

الأخبار (نواكشوط) ـ باشرت فرق تابعة لوزارة الإسكان والعمران والاستصلاح الترابي منذ أسابيع عملية ترحيل سكان الأعرشة والأخبية في مقاطعة تفرغ زينة، والذين يعمل غالبيتهم في حراسة المنازل قيد الإنشاء، إلى أحياء الضواحي شرق وجنوب نواكشوط.

 

وقد شمل الترحيل حتى الآن مئات الأسر وجاء بعد إحصاء للمستهدفين أجرته وزارة الإسكان والتي حذرت في وقت لاحق من وصفتهم بأنهم يحاولون تقويض الجهود الهادفة لمساعدة المتواجدين في تفرغ زينه كحراس، من أن لائحة المستفيدين معروفة سلفا وسيتم إرجاع المخالفين إلى الأماكن التي جاؤوا منها.

 

قطع أرضية جديدة 

تتضمن خطة الحكومة لترحيل حراس تفرغ زينه منحهم قطعا أرضية مملوكة لهم، موزعة بين منطقتين تقع إحداهما في مقاطعة الرياض على طريق مدينة روصو، والثانية  تابعة لمقاطعة توجنين.

 

تقول داده بنت المصطفى إن المصالح التابعة لوزارة الإسكان والاستصلاح الترابي تعاملت مع المرحلين بسلوك حسن وأخبرتهم خلال شهر أكتوبر من عام 2020 بالتحضير لعملية الترحيل عن  مقاطعة تفرغ زينة، كما تثمن منحهم القطع الأرضية الجديدة والإشراف الحكومي على عملية الترحيل.

 

كما تثمن حسنية بنت اشويخ منح القطع الأرض الأرضية للمرحلين من مقاطعة تفرغ زينه، وأضافت: "لا ينقصنا سوى المياه التي نشتريها بـ 300 أوقية، بالإضافة إلى مدرسة لتدريس أبنائنا الذين ينتظرهم مستقبل مجهول إذا لم يلتحقوا بالدراسة هذا العام».

 

أما سهلة بنت هنون فتتحدث شاكية: "منحونا قطعا أرضية غير صالحة للبناء بفعل ملوحتها وكذا صغر مساحتها فهي لا تتجاوز 10 متر، رغم اختلاف عدد أفراد الأسرة ورغم أن 10 متر لا تكفي لبناء مرحاض أحرى سكن لأسرة يبلغ أبناؤها 5 أو 10 أبناء".

 

وتضيف أن الجهة التي قامت بترحيلهم "كسروا أخبيتنا وأعرشتنا ووضعونا في مكان مليء بالقمامات، حتى أصبحنا نخشى على أنفسنا من الجن والشياطين، لا يمكن أن يعتبر أي أحد أننا مواطنون وأن ما فعل هذا بنا هي دولتنا".

 

ظروف إقامة "غير ملائمة"

يعتبر العديد ممن التقيناهم من المرحلين أن ظروف إقامتهم الجديدة غير ملائمة في ظل ضعف الخدمات العمومية الأساسية.

 

ويرى الحسين ولد عبد الله أنه "كان على الرئيس أن يقوم بتوفير المياه والكهرباء في المنطقة التي سنرحل إليها قبل أن نصلها، نحن الآن نعيش بلا مياه ولا كهرباء ولا يمكننا استمرار العيش في هذه المنطقة المعزولة والتي لا تتوفر على أي خدمة عمومية مهما كان نوعها".

 

أما سهلة بنت هنون فتشير إلى أنه منذ قدومهم إلى سكنهم الجديد قبل 24 يوما لا توجد بالمنطقة من مصادر المياه سوى حنفيتان فقط، لافتة إلى أن الإقبال عليهما يضطر البعض إلى المبيت في انتظار دوره في الطابور.

 

وتضيف: "الأمن غير متوفر في الحي الذي نقلنا إليه، يجب أن توفر لنا دوريات أمن"، مشيرة إلى أن اللصوص يتابعون تحركاتهم في كل ليلة "ويترصدون خروجنا من أعرشتنا، لأنهم يعرفون أنه لا يوجد من يشرف على تأميننا".

 

مساعدات غذائية "وأزمة جوع"

ورغم حديث السلطات الحكومية عن توزيع مساعدات غذائية وفتح نقطة لبيع الأسماك بأسعار مخفضة ومنح مبالغ نقدية للمرحلين، إلا أنه كان من اللافت أن العديد منهم يشكون من جوع وأزمة أغذية. 

 

بنت هنون تقول إن الجوع يفتك بها وبأبنائها، وتضيف: "لم يمنحونا ما نسد به الجوع عن أبنائنا"، إلا أنها تشير إلى منح بعض المرحلين كمية من الأرز واللبن المجفف وزيت الطهي.

 

ويعتبر الحسين ولد عبد الله أن "جميع أسر الحراس المرحلين من تفرغ زينة يشكون الجوع"، ويضيف: "يوجد بيننا أرامل لا حول لهم ولا قوة ويعيشون ظروفا قاسية منذ أيام".

 

أما خديجة بنت اعمر فتتهم المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء (تآزر) بعدم استيفاء المساعدات التي كان من المقرر تقسيمها على أسر الحراس المرحلين، مؤكدة أن "البعض من المرحلين حصل على مساعدات ناقصة والبعض الآخر لم يحصل عليها".

 

من جهتها تشير خدجة بنت الحر إلى أن المرحلين قضوا ثلاثة أيام من الانتظار في الشارع بعد وصولهم إلى مكان سكنهم الجديد، قبل أن تحدد لأي منهم القطعة الأرضية الخاصة به والتي تصل مساحتها 10 أمتار.

 

وتضيف أن السلطات لم تمنحهم تعويضا عن الأعرشة التي كانوا يقيمون فيها ولم تمنحهم ما يقيهم حرارة الشمس، وتضيف: "نحن وأبناؤنا نعتبر أن الحكومة استغنت عنا وألقت بنا كالحيوانات، دون إبداء أي شفقة أو اهتمام".