على مدار الساعة

حرفيو الحجارة يشكون صعوبة العمل وغياب الاهتمام والدعم الرسمي (فيديو)

11 ديسمبر, 2021 - 23:34
ولد بو عيله يستعرض بعض مقتنيات متحفه (الأخبار)

الأخبار (وادان) – اشتكى عدد من حرفيي الحجارة المشاركين في معرض مهرجان مدائن التراث بمدينة وادان من صعوبة الظروف التي يعملون فيها، وغياب أي اهتمام أو دعم رسمي، مؤكدين قدرتهم على المنافسة لو وفرت لهم الوسائل.

 

وشارك في المعرض عدد من حرفيي الحجارة، قدموا من مناطق مختلفة من البلاد، حيث عرضوا المنحوتات التي صنعوا منها أغراضا مختلفة، تضم أوان منزلية، وأدوات للزينة، وغير ذلك.

 

سفر على الحمير

وقالت داده عمار امحيمد إنهم يعتمدون على هذه الحرفة في توفير دخلهم، مؤكدة أن يسافرون إلى منجمه الذي يبعد عن المدينة 80 كلم، ولا يجدون من وسيلة للتنقل سوى الحمير.

 

وأضافت بنت عمار أن الرحلة تأخذ منهم أحيانا يوما وليلة، وأحيانا يضطرون للبقاء يومين أو ثلاثة في المنجم لاستخراج الحجارة، وأخذها إلى المدينة لتبدأ بعد ذلك رحلة تقطيعها إلى أحجام مختلفة حسب الشكل النهائي الذي ستأخذه.

 

وشدد بنت عمار على أن العمل ينهكهم كثيرا، حيث يستخدمون الفؤوس، والأدوات التقليدية لتكسير الحجارة، في ظل غياب أي دعم رسمي، أو اهتمام بهذه الحرفة التي توارثتها الأجيال في المنطقة.

 

وأكدت بنت عمار قدرتهم على المنافسة إقليميا ودوليا لو وفرت لهم الوسائل، ووجدوا آليات لتقطيع الحجارة، واستغلال المناجم النوعية المنتشرة في المنطقة، وتطوير إنتاجهم وتنويعه.

 

وجهة للمستكشفين

يسلم ولد بوعيله – وهو مالك مالك متحف غالبية مقتنياته من الحجارة – أكد في حديث مع الأخبار أن المنطقة بشكل عام، ومنطقة "البيظ" (80 كلم من وادان) بشكل خاص شكلت منذ عقود وجهة للمستكشفين الغربيين، والذي كان السكان يسمونهم باللهجة المحلية "الشيمامة".

 

وقال ولد بوعيله إن فكرة إنشاء المتحف، كانت مقترحا من المستكشف والباحث الفرنسي تيودور مونو، والذي زار المنطقة خلال عقد السبعينات، ورافقه هو لمدة أسبوع، نصحه في ختامه بإنشاء متحف لحفظ ثروة المنطقة من الحجارة والمقتنيات الثمينة المنتشرة فيها.

 

وأضاف ولد بوعيله أنه لم يهتم في البداية بالنصيحة، وكان هو وكل سكان المنطقة يبيعون أو يعطون ما يعثرون عليه من مقتنيات للسياح الغربيين أو "الشيمامه"، قبل أن يقرر في العام 2000 تطبيق الفكرة وإنشاء المتحف.

 

وأكد ولد بوعيله حاجة سكان المنطقة للدعم بشكل عام، وكذا حاجة متحفه للاهتمام الرسمي، وتوفير مكان لإيوائه، وتشجيع الصناعة المحلية المعتمدة على الحجارة.

 

واعتبر ولد بوعيله أن دعم العمل في هذا المجال سيساهم في تنمية المنطقة، وتغيير  واقع ساكنتها، واستغلال ثروة وطنية هائلة بشرية ومادية ما تزال منسية ومطمورة.

 

وشارك في المعرض الذي بدأ أمس الجمعة مجموعة من الحرفيين الذين يعتمدون على الحجارة في الصناعة، ويختارون نوعيات خاصة من الحجارة لكل نوع من الصناعة، إضافة لتعاونيات نسوية قدمت من المدن التاريخية، ومن مختلف مناطق البلاد.