على مدار الساعة

جائزة شنقيط في مهرجان مدائن التراث بوادان!!

15 ديسمبر, 2021 - 18:33
المرابط محمد لخديم ـ باحث

  بدعوة من مدير المهرجان الدكتور عدنان ولد بيروك كان لي الشرف ان اشارك في  مهرجان مدائن التراث النسخة العاشرة

كانت فرصة لأتعرف على هذه المدينةوكنوزها عن قرب والتي يرجع تاريخها الى 1140سنة تقريبا..

     كنت قد كتبت عن هذه المدينة وخاصة موقع "قلب الريشات" الذي حير العلماء و اصبح بوبة للرواد الفضاء من الجو بشهادة وكالة الفضاء الامريكية ناسا NASA...!!

     وقد لخصت تلك الدراسات في لوحات بالاضافة الى موقع آخر لايقل أهمية عن "قلب الريشات"وهو مصفوفة اوصخرة بنعميرة ثاني صخرة في العالم بعد أستراليا..

     ولكن مشاركتي في المهرجان كانت مختلفة حيث شاركت   بمنشور عن الحاصلبن على جائزة شنقيط منذ نشأتها الى آخر نسخة اي من 2001م--2021م.حصل عليها 74عملا من اصل 3000 كتابا.

   لن أزيد على ماكتبت سابقا حول هذه الجائزة فقد أخذت من الكثير من الوقت والعمل المضني هذه روابط اهم المقالات التي كتبتها عن الجائزة للمهتمين:

   جائزة شنقيط بين الموت السريري في الداخل والانجازات المعتبرة في الخارج!!  

هل تحولت جائزة شنقيط  من جائزة دولة الى جائزة محلية؟ .. 

جائزة شنقيط: طاقات وطنية عالية مهدورة

 

     في نسختها لهذه السنة2021م تكون جائزة شنقيط قد بلغت سن الرشد اذا اقتطعنا منها ثلاث سنوات كان الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز حريص على التخلص منها الى الأبد ولأن الجائزة تحمل اسم شنقيط فقد تريث الرجل طيلة الثلاث سنوات لكي يجد ثغرة ما لنيل منها..

    كلف الرئيس الاسبق معاوية ولد سيد احمد الطايع العلامة محمد المختار ولد اباه بانشاء جائزة دولة تحمل اسم شنقيط تقديرا لجهود الباحثين الموريتانيين والاجانب في الحقل المعرفي  والعلمي في تخصصات ثلاث: الدراسات الاسلامية العلوم والتقنيات الاداب والفنون…

  وفعلا  تم إنشاء جائزة شنقيط بموجب القانون رقم 06-99 الصادر بتاريخ 20 يناير 1999 والذي عدل وكمل بالقانون رقم 21-2002،الصادر بتاريخ 24 يناير2002 م.

القانون رقم 99-06 بتاريخ 20 يناير1999 م

تنص النصوص المنظمة للجائزة على أن الفائزين بها يحصلون على “شهادة تقديرية، وميدالية، ومنحة مالية قدرها خمسة ملايين أوقية تمنح كل سنة، ويتولى إدارة جائزة شنقيط مجلس جائزة شنقيط، الذي يضم إ-ضافة إلى رئيسه- تسعة أعضاء يعينون بموجب مرسوم رئاسي، لمدة أربع سنوات، وقد بدأ توزيع هذه الجائزة سنة 2001م.

كنت قد كتبت الكثير من المقالات حول الجائزة بعناوين مختلفة مثل:جائزة شنقيط الى اشعار جديد!! وجائزة شنقيط بين الموت الاكلينكي في الداخل والنتائج المعتبرة في الخارج…. !!

  ويبدوا أن هذه الجهود أثمرت عن نتيجة وهي تعين مجلس جائزة شنقيط على استعجال..

  اعلنت رئاسة الجمهورية انه بموجب مرسوم صادر اليوم 14/7/2011م تم تعيين رئيس واعضاء مجلس جائزة شنقيط وذلك على النحو التالى:

الرئيس

أبوبكر ولد أحمد

الاعضاء؛

احمد سالم ولد بوبوط (رحمه الله)

محمد فاضل ولد محمد الامين

بونا عمر لى

عيشة منت الحسن

ابراهيما ديالو

عليون بارى

محمد ولد معييف

هوليماتا با

احمدو ولد حوبه

    ولكنه ظل طيلة حكمه لا يحضر لتقسيمها مما أثر عليها سلبا وحد من عالميتها لعدم حضور  السفراء  والهيئات العربية ولإقليمية والدولية تأتي عادة عندما يحضر رئيس الجمهورية!! 

  ورغم حصارها فقد تبوأت مكانة مهمة على الصعيد العربي والاقليمي والدولي حيث أهلت فائزين بها  لدرجة بروفيسور في أمريكا وأوربا وكذالك عمادة جامعة بير زيت في فلسطين..

   فاز بها من غير الموريتانيين: فرنسي وفلسطيني ومصري وفي نسختها  قبل الاخيرة2021م ياباني الجنسية.

  بعودة مبرمجة الى القانون المنشيء للجائزة نجد المادة الخامسة تقول :

يتولى إدارة جائزة شنقيط مجلس ترأسه شخصية معروفة بالنزاهة والمعرفة والكفاءة تعين بموجب مرسوم رئاسي.ويضم المجلس لجائزة شنقيط، ستة أعضاء يعينون لمدة أربعة أعوام بمرسوم.

هذه كانت تعينات 2011م  والآن اليكم تعينات 24/7/2019م.

  أعلنت رئاسة الجمهورية بموجب مرسوم صادر اليوم  24/7/2019م تم  تعيين رئيس وأعضاء مجلس جائزة شنقيط..

الرئيس أبوبكر ولد أحمد

الأعضاء:- عبد الله ولد أعل سالم

محمد فاضل ولد محمد الأمين

سيد المختار ولد باب الملقب الدرديري

أحمد ولد المصطف

إبراهيما جالو بكاري

محمد سميغا

محمد ولد معييف

حليمة با

محمد ولد هنون

  حسب القانون المنشيء للجائزة السابق فان المادة الخامسة:  حددت مدة التعيين بأربعة أعوام وهذا مايبين أن المجلس قد انتهت مأموريته باستثناء الأمين الدائم للمجلس..

واذا قبلنا جدلا بالتمديد لأربع سنوات أخرى تكون أيضا قد انتهت بحلول 2019م فهل تعمدت الدولة عن قصد أوغير قصد هذه المعضلة القانونية والحسابية !!! 

   التعين الثاني:2019م- التعين الأول 2011م =8 سنوات؟!

ولأن جائزة شنقيط غير مهمة عند رئيس الجمهورية السابق محمد ولد عبد العزيز سامحه الله فقد جدد لرئيسها من خارج الاطار القانوني للجائزة الآنف الذكر…؟!

   يعود تاريخ منح جائزة شنقيط لأول مرة إلى العام 2001م حيث انشأت بموجب قانون ويتولى ادارتها مجلس يتكون بالاضافة إلى رئيسه من تسعة أعضاء يعينون بمرسوم رئاسي لمدة أربعة أعوام، ويحدد النظام الداخلي للمجلس الاجراءات المتبعة لمنح الجائزة ومعايير اختيار البحوث المقدمة لنيلها..

    إلا أن الدولة تناست أن غالبية الأعضاء انتهت مدة تعينهم ثم ان هؤلاء الأعضاء يجب أن يكونوا من الحاصلين على الجائزة هم والخبراء الذين يصححونها..كما هو معروف في جميع الجوائز الدولية..كما يجب اعادة هيكلتها وتطويرها الى شكل أفضل بعد أن أصبحت عضوا في جوائز الدول العربية وعلى رأسهم جائزة الملك فيصل..وتبنتها المنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم (ايسسكو)..

أيعقل أن الذي يبحث عن الجائزة في الشبكة العنكبوتية التي أصبحت مستودع العالم يصادفه موقع الكتروني بالشكل الحالي لموقع الجائزة؟

    وتشكل جائزة شنقيط بارقة أمل امام المثابرين من الباحثين والمختصين في الشأن العلمي والثقافي من أجل كسب رهان العلم والمعرفة واستعادة روح المبادرة والابداع في ميادين التدافع الحضاري في عالم اصبح فيه مستوى مؤشر الاستثمار المستند على البحث العلمي يشكل دلالة على المكانة التي تحظى بها الامم والشعوب.. 

    ولقد كانت قبلها الجامعات المتنقلة أو ما يعرف اصطلاحا ب:(المحظرة) التي جعلت من هذا البدوي إنسانا كريما محترما معتزا بنفسه واثقا منها غيورا على المثل والوطن مستميتا دون مبادئه النبيلة لا يعرف اليأس سبيلا إليه بني حضارة الدين والدنيا على ظهور أحقاف متحركة كما يجمع العلم ويحصله من شتى أصقاع الدنيا ليبثه قلوب الرجال حسبة لله تعالى..

  ..  وقد كان نبراسا أينما حل يحب العلم والعلماء يعظ الناس ويقودهم بأخلاقه قبل أن يقودهم بأقواله

      وهذا ما اشار اليه المدير العام ل (ايسسكو) الدكتور سالم بن محمد المالك، في كلمته أثناء مشاركته في تقسيم جوائز شنقيط نسخة 2019م حيث اعتبر العلاقة بين المحظرة وجائزة شنقيط علاقة عضوية..

      ولإحياء هذا المنهج وضخ دماء جديدة فيه وتطويره بما يلاءم روح العصر و يثمن جهود السلف يجب على المعنيين تشكيل هيأة أو أكاديمية علمية تشمل جميع التتخصصات المعرفية..وبالنظر الى لائحة الفائزين فان لبروفسور سيد أحمد ولد مكية الذي حصل عليها سنة 2002م بعد المرحوم لبروفيسور يحي ولد حامد هو الأقدم والأكبر درجة علمية..ويبقى الخيار للجماعة..

      ولا شك أن اقتراح مشروع إنشاء أكاديمية علمية بمنهجية حديثة هدفها تدريب الأجيال على الفكر المتجدد سينعكس إيجابا على المجتمع من الناحية الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية والثقافية، و يجعله ملما بمعطيات العصر ، مدركا للإمكانيات المتاحة للإصلاح والتطوير، خبيرا بأمراضه ،عالما بسبل علاجه، وإذهاب أدوائه، رابطا كل المجالات بعضها البعض ليكون لديه التصور الكامل لنهضة البلد. كما ستعمل بحول الله نهضة تعليمية شاملة من الابتدائية إلي الجامعة لأننا وصلنا لوقت التعليم فيه يشكل مشكلة كبيرة من أول المناهج مرورا بنظام التعليم نفسه إلي مشكلة الخريج والعمل..

    إن مشروع كهذا سوف يسهم بشكل كبير في أعادة الاعتبار إلى دولتنا بعد ما ضاعت هيبتنا وفقدنا هويتنا في عصر العولمة والمناهج المستوردة وتطبيقها بدون فحص لها...

   وأقتبس هنا من كلمة العلامة عبد الله بن الشيخ المحفوظ ولد بي أثناء استلامه للجائزة سنة: 2004م

   "إن بناء الأمم يتم عبر الأفكار والأعمال والإنجازات، وبقدر ما تكون الأفكار راقية والأعمال نافعة والإنجازات مؤثرة تكون الآثار خالدة لينشأ عن تراكماتها الفعل الحضاري...

           إن تخصيص الجوائز لتشجيع العلم والعلماء إنجاز مؤثر وفعل حضاري يمكن لكل موريتاني وعربي الاعتزاز به خاصة إذا حمل اسم "شنقيط" العاصمة التاريخية التي أصبحت رمزا للعلم والعلماء وأصبح الانتساب لها في العالم الإسلامي مرادفا للعلم").

     ان الذي لم يتسلح بالعلوم والتقنية والبحث العلمي سوف يصفع ويداس وسوف تفرض عليه أجندة لا يرغبها ولكنه سوف يضطر إلى القبول بها لذلك فإن استخدام البحث العلمي في إيجاد المخارج للمشاكل العالمية القادمة يجب أن يبدأ من الآن..

    فهل يرد رئيس الجمهورية الاعتبار لجائزة شنقيط؟ 

   وهل ينتشلها أصحابها من كبوتها بعد ان اصبحت حديث الساعة في مهرجان المدائن  للتراث بوادان..