على مدار الساعة

للإصلاح كلمة تبين وجهة نظرها عن حقيقة ما بين الرئيسين السابق والحالي

18 فبراير, 2022 - 15:15
الأستاذ محمدو بن البار

بادئ ذي بدء أقول، إن الجميع يعرف أن لا أحدا أفقه لطبيعة عزيز من غزوانى، لقد اصطحبا مبكرا مع ما بين طبائعهما من التباين الطبيعي، واستمرا على ذلك، وعززه  بعد ذلك خوف كثير من الضباط من الدفع بهم إلى ساحة معركة الإرهاب في لمغيطى فاتفقوا على إزاحة معاوية.

 

ومن تلك الساعة وجد عزيز الذي كان ضابطا شجاعا مقداما ولكنه منزو وفقير مع شدة حبه للمال. وجد نفسه رئيسا قد ترك له معاوية ما بعد الأحداث دولة فوضوية بسبب خلق ديمقراطية لا على  أساسها وجميع ما تملك أصبح دولة بين الأغنياء ورجال الأعمال والوجهاء والسياسيين إلى آخره.

 

فاستلم التركة ولكثرة الموارد مع فقر الناس بدا بكلمته للشعب المشهورة: إنه سيكون رئيسا للفقراء

 

وفعلا عنده شخصية مواجهة الأغنياء، ونفذ أولا كثيرا من إصلاحات الفوضى التي كانت  سائدة في الدولة منها الكراء على نفقتها إلى آخره، وأنأ هنا أود أن أجعل مروري على كل المحطات قبل موضوع العنوان مرور الكرام بإشارات مفهومة فقط.

 

وعندما علم عزيز جيدا من أين توكل الكتف؟ وهي هنا ما عند الدولة أو ما تكون الدولة طريقا له مثل الصفقات، فقام تحت بصره وتمكنه من مفاصل الدولة بوجوده الأول رئيسا للحرس الرئاسي، ووجوده بعد ذلك رئيسا للدولة عند الانقلاب الأول.

 

وما بين ذلك ورئاسته التي تيقن فيها الطريقة السالكة إلى جمع الأموال ولو بالحضور في كل عملية تدر مالا.

 

فجاء أولا برئاسة اعل رحمه الله وهو يعرف عدم طموحه وانزوائه عن تلقى المشاكل، مع أنها محدودة سلفا، وجاء برئاسة سيدي ظنا منه أن حركته الهادئة يمكن التحكم في التصرف معها في ما عند الدولة إلا أن خبرة سيد في الاقتصاد وممانعته ضد تسيير الفوضى تخلص منه تخلصا عرف الجميع منه وجهته المالية مع أنه قائدا عسكريا طموحا شجاعا وأخذ هو الحكم مرة أخرى بالانتخابات التي لا تقبل الدول غيرها، وترك لها معاوية أسس طرق فوضوية يكفى أن تقرب فيه بالامتيازات بعض المثقفين عندهم ألسنة حداد ووزراء متروك لهم التصرف فيما عندهم بل مطلوب منهم إنفاقه على الحملة بجميع وجوهه حتى وصلت هذه الفوضى إلى ضباط كل قطاع يلبس الزى الرسمي. وكانوا ممنوعين بنظامهم من السياسة.

 

وهذه الصورة تمكن منها عزيز حتى أتى أولا بنفسه وبالرئيس الحالي إلا أن الرئيس الحالي انتخابه ساعدته  فيه طيبوبة علاقة الرئيس الحالي مع كل قطاع خدم فيه، وفي كل هذا التطور كان الرئيس الحالي شريك بنسبة لا بأس بها في تحركاته، وفى نفس الوقت  يلاحظ ما يصدر من زميله، وعند ما استوفى عزيز مأمورياته وكان يستطيع ببساطة أن يغير الدستور لصالحه أو يفعل ما يشاء تذكر أنه حصل على ما يريد من المال والمهم الآن هو حراسته بقوة سياسية فجاءته وبسرعة فكرة ترشيح زميله مع أن زميله كانت تلك فكرته، ولكن مع هدوء فرشحه ولكن زميله صمم أن لا يجعله عزيز مثل اعل وسيدي، وهي نفس فكرة عزيز كانت فبدأت إرهاصات شخصية الرئيس التي كانت مخبأة في الحاسة الأخيرة من أمكنة الحواس فخطب خطابه الترشحي الاستقلالي عن عزيز، وذهب فيه بأمه للإشارة إلى مسحته الدينية الخاصة به.

 

وأرسل عزيز زوجه نيابة عنه ولتذكير الشعب أنه موجود هنا أي في السلطة ولذا أكد غزواني أن وجودها في الحفل جاءت باسمها مواطنة فقط فلم يبق لعزيز أمام الجيش والمواطنين إلا الاستمرار.

 

وكان متأكدا أنه ولو ظهر له قليلا من شخصية غزواني لأن قيادة الحزب لا تمكن الحيلولة دونه وتكفيه لحماية أمواله وشخصيته السياسية في الدولة.

 

وعند رجوعه من راحة تفكير محارب مقدام واجتمع بأعضاء من حزبه وتحرك غزواني تحركين دفاعيين الأول لتحصين الحزب منه، والثاني لتحصين نفسه من مغامراته هو الذي يدرك غزواني جيدا أنه هي فكره ولن يتراجع عنها ولو قطعت أوصاله النرجسية خلقها  الله فيه وتغذيها الأن فقدان السيطرة على المصالح مع أن عداوة الصديق تبدأ بأكل القلب ففكر في يوم الاستقلال الذي كان سيحضره تفكيرا الله أعلم به وعند غزوانى علم به فبدأت الحرب ساعتئذ وبدأ التفكير فيما وقع حتى الآن من تكوين لجنة إلى مرا فعات اللجنة وما بعد ذلك وحتى لأن.

 

خلاصة ذلك أن عزيز ولو خلد في السجن لا يترك غزوانى يستريح ما دام رئيسا وغزوانى لا يأمن عزيز ما دام متعلقا بالرئاسة فكل من يريد التفكير في غير هذا ليأتي بغيره فسيفشل فشلا ذريعا وأعيد ما دام عزيز حيا فلن يترك غزوانى وغزوانى تعلم كيف  يحمى نفسه بمعنى أن نهاية حكم غزوانى والله أعلم متى ذلك فذلك هو ابتداء راحة الرجلين وتعليقا على حياة الرجلين وطبائعهما فإن عزيز لا يراجع فكره ولا يفكر قبله فهو ابن نفسه وليس ذلك عن خبث نفس بل هو من الضباط الملتزمين دون المعرفة لكن أقرب الناس إليه لا يتراجع عن ضرره إذا فكر فيه ولكم أن تأخذوا أبناء عمه مباشرة وقبيلته وأصهاره إلى أخره ومن لم يصطدم بمصلحته فلا خوف عليه.

 

لا شك انه أسدى كثيرا من الخدمات العامة للدولة ولا سيما من ناحية سيادتها وخلق كثيرا من المنشآت الذي لولاه لم تنجز  في ظني لجشع رجال الأعمال الذين تركهم معاوية حتى خافوا منه هو  وأنهوا هذه المنشآت تحت ظل سكين السجن، ولا شك أن أغلب أمواله التي لا تتصور كثرة اكتسبها من وجود نفسه داخل  كل شيء مادي يمكن ألا يكون  من أصل مال الدولة ولكن لو لم يكن رئيسا  لما حصل عليها.

 

وبالمقابل فإن كل ما أراد من تحطيم سيادة الدولة قام به ببرودة أعصاب فتغييرات الدستور وإسقاط الشيوخ وهدم مكاتبهم وبيع مدرسة الشرطة وبناء غرف  للمواطنين فوق تدريبها ومناوراتها الخدمية واحتفالاتها بأعيادها كل هذا أصبح كأنه في صالونات المواطنين.

 

وهنا أعرج قليلا على فعله في الشرطة التي جاء للحكم يحقد عليها حقد من ضربت مصالحه في الصميم وتمكن من الفاعل فهو كما قلنا لا يراجع فكرته.

 

فعدما كانت زوجه تزاول التجارة بيننا والمغرب عن طريق المطار وهو يساعدها بالدخول آمنة من الشرطة وفى الخروج آمنة من الجمارك وقع خلاف شديد بينه والشرطة وهو آن ذاك رائد على حراسة الرئاسة، فعندما جاء إلى الحكم نزع منهم المرور مع أنه جزء لا يتجزأ من الأمن العمومي فعمل الشرطة الآن مهيض الجناح،  فالذي يعرف دخول المرور في الأمن العمومي للعلم أن نزع المرور من الشرطة يمثل قول الشاعر:

ألقاه في اليم مكتوفا وقال له *** إياك إياك أن تبتل بالماء

 

ولا يخفف ذلك وجود المرور تابعا للداخلية، فالحرس تابع لها، ولكن لكل نظامه.

 

وهنا ننبه وزارة الثقافة أنها تركت شيئا من خصوصيتنا لم تذهب به إلى معرضنا في دبي  ألا وهو وجود ضباط من الجيش والحرس والدرك رؤساء المرور داخل العاصمة.

 

 والمعروف لدى العالم أن الشرطة هم وحدهم قوة الشعب الحضري ومع ذلك كل مكان تعمل فيه الشرطة طوقه عزيز بفرقة من الدرك مثل مطار نواكشوط نواذيبو عبارة روصو، ولا أعرف هل ذلك ما زال موجودا ولم يزدادوا في سنواته الأولى بأي اكتتاب انتظارا بهم بالموت والتقاعد.

 

وأما طبيعة الرئيس الحالي فيمكن تقسيمها إلى طبيعة الهدوء مع قيم للناس عنده هي التي حاز بها المعارضة وله طبيعة أخرى لها نواجذ تعض بها على ما اهتم به من إرادته ولكن جعل نواجذها وزراء أضراسه وعليه أن يسمح  بحقنة من دم عزيز تتعلق بدم الخوف منه من بعيد لصرامته، فمن رأى أن الوزراء لا يدخل الآن عليهم مواطن له مشاكل إلا إذا كان نائبا فكأنهم لا شعب عندهم إلا النواب، والنواب يعرف الله كيف جاءوا للنيابة كلهم ملفوفا في طيات حزب أو لائحة لا يعرفون شعبية ولا تعرفهم ودائما نسمع عند كل انتهاء مجلس الوزراء وصية بتقريب الإدارة من المواطنين ولعله يقول لهم بعيدا عن الإعلام أعني النواب أما عن متابعة تركة عزيز فكان على لجنة النواب أن تبدأ بإرجاع  سيادة الدستور وتبطيل جميع ما ترتب عنه آن ذاك من جهة  ونشيد إلى آخره فقد ترك تغيير الباب المتكلم عن التغيير، وتمسك بالمادة ٣٨ المتعلقة بالاستفتاء على حالة الطوارئ. فإرجاع الأموال لا يستفيد منه إلا ما كان عنده المال فلو رجع النشيد والعلم وبني ما تهدم من أملاك الدولة لكان ذلك يوم عيد كبير يستحق الإنشاد بالقول:

كن الإله ناصرا

وأنكر المناكرا

إلى أخره.

 

وفى البنية الاجتماعية على الرئيس أن يعيد موريتانيا إلى أربع شرائح فقط حسب اللغات.

 

فلحراطين إذا كان الرئيس منهم ومنهم جميع الوزراء فلم يتغير شيء، فكثير من البيظان يختار وزير حرطاني من قبيلته عن بيظانيا وقطعا وزراء بلار لا ينفعون سرقل ولا وولف والعكس كذلك لأن العبرة باللغة لا باللون ولا توجد أي  دولة فيها شريحتين لغتهم واحدة.

 

ولكن عزيز لم يهتم  عند رئاسته إلا بالفساد المالي الذي قبله لإفساد البنية الاجتماعية فأصيب المجتمع بكثرة الشرائح وحرية الكلم الجارح مع أن المادة الثانية من الدستور تعاقب على الكلام العنصري الذي كثر وتحدي أيام عزيز دون أي مبالاة بذلك حتى ترك منه تركة يصعب إرجاعها إلا بالحكمة والموعظة الحسنة فالغالبية من كل الشعب ما زالت على الفطرة الإسلامية السليمة.

وأختم هذا المقال بوجهة نظر في مقالات البعض من محامى عزيز حيث أعطاه الله قلما سيالا وكان الله اشترط عليه ألا يكتب إلا ما يجرح به قلوب المواطنين ولا ينفع موكله إن لم يضره فما يكتب يعرف الجميع موضوعه سواء كان القانون أو عزيز أو تصرف القضاء ومع ذلك يضرب هو بقلمه يمينا وشمالا كأنه يسمعه أحد، فلو استطاع القلم الإضراب عن كتابة ما تعرف الناس نقيضه لفعل ومعه الحق مع أنني والله يعلم ذلك لا أريد لعزيز أن يمسه أي سوء ولكن الله يقول {كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم} إلى آخر الآية.