على مدار الساعة

الرئيس غزواني ومسار التوفيق

19 أبريل, 2022 - 01:29
ذ / الشيخ سيديا ولد موسى - عضو المجلس الوطني لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية

منذ أزيد من سنتين وبلادنا تساس بروية؛ تساس بمنهج جديد عصي على الانمحاء عصي على ألا يتلمسه كل مهتم بالشأن العام.

 

أشياء كثيرة وكبيرة حصلت معنا في وقت وجيز. خطاب وادان الذي يتنزل في فلسفة المؤاخاة بين الناس؛ وتحديث عقد المواطنة بين الوطن والمواطن. حيث فتحت فيه الدولة كنانيش المساواة وأشرعت أبوابها أمام المنسيين؛ والذين همشوا بالولادة؛ حيث حدثهم رئيس الجمهورية بصوت عال أني أسمع وأتلمس ما تلاقونه في بلد ولدتكم فيهم أمهاتكم أحرارا.

 

واليوم في منتصف إبريل 2022 ومنتصف رمضان 1443؛ يجلس فرقاء السياسة يمينا ويسارا موالاة ومعارضة وجها لوجه؛ لا للتباحث حول مخرج من حالة سياسية استثنائية؛ بل للحديث بحرية عن تسيير الاختلاف. وعن التشاركية في العملية السياسية؛ دون شرط أو قيد أو مناحٍ محظور الحديث فيها أو أخرى مباح فيها.

 

لا يجتمع الموريتانيون في عاصمة بلد مجاور ولا تحت إشراف وسيط أجنبي؛ بل في مباني وزارة الخارجية الموريتانية؛ والمشاركون موريتانيون والهم موريتاني.

 

قبل ذلك بقليل؛ تحدث رئيس الجمهورية بلغة بسيطة وصراحة غير مسبوقة عنا عن الأرقام التي تشكل وسما على بلدنا؛ فكانت رسالة مدريد الصريحة مشفوعة بمؤتمر الشراكة بين القطاع العام والخاص في نواكشوط؛ تأسيسا لمنهاج في تعاطي الحكامة عماده المكاشفة وعدم اللف والدوران في ما يصدر من سدة الحكم إلى عامة الشعب.

 

ثم اتضح بعد تشكيل حكومة ولد بلال 2 أن تقريب الإدارة من المواطن عنوان بارز ولون جديد ينضاف إلى سابقيه من الديناميكيات المستحدثة لم يعهدها الموريتانيون كثيرا من ساستهم.

 

وكمنتخب سابق بالبرلمان الموريتاني (الجمعية الوطنية) عن دائرة بتلميت؛ وفي إطار مقاطعاتي أضيق من الوطن افتتح الرجل مأموريته بتسمية وزير أول من المقاطعة كان أهلا لها؛ وأشرك الكثير من كوادر مقاطعتي ضمن كوكبة من أبناء الوطن في التنفيذ والتخطيط لما هو قيد الاعتمال؛ وولى إحدى النساء الشابات الكفؤات ملف العمل الاجتماعي والمرأة فتولته عن جدارة. ثم الآن يقود أكبر الضباط رتبة في الدرك الوطني ونائبه سلكهما؛ وأوكل الرئيس لرجل وامرأة من أكفاء أطر المقاطعة حقيبتين وزاريتين؛ وأوكل الأمانة العامة لوزارتين من وزارات البلد لإطارين كفؤين من أبناء المقاطعة؛ فضلا عن إدارة عامة لمؤسسة محورية وأكثر من رئيس وعضو مجلس إدارة.

 

نفس الشعور بالإشراك في الأمر والمشورة يتسرب بدرجات متفاوتة في الظهور والاختفاء إلى كل أو جل ولايات ومقاطعات ومراكز إدارة وبلديات الوطن.

 

غير أن المراد من هذا الاستطراد هو إظهار جانب جلي من التوفيق رافق الرئيس غزواني في إدارة البلد أرجو أن يثمنه أصحاب الرأي.

 

فنحن في منطقة هائجة مائجة تتنازعها أزمات حكامة وصلت لحمل السلاح خارج القانون داخل البلد الواحد في أكثر من بؤرة في محيطنا الجيوسياسي.

 

ونحن نستعد للانتقال المالي والاقتصادي الأعظم في تاريخنا وتاريخ محيطنا.

 

بدا للرجل أن إعدادنا واستعدادنا اجتماعيا وسياسيا وإداريا ومنهجيا لما هو قادم؛ مع الحد الأقصى من حفظ الموجود والحد من طلب المفقود؛ أولى من الطلاء على الشعر.

 

بالتأكيد ما زال أمامنا كثير من اللمسات الضرورية؛ لكن ماقيم به حتى الآن وما هو قيد التنفيذ مُحمَّل بشحنة حصافة وروية وتوفيق لا تخفى على كل ذي لبٍّ تجرد ليرى ببصيرته لا ببصره أين كنا؟ وأين صرنا؟ وإلام نحن سائرون؟