على مدار الساعة

مواشي "كيفه" ثروة تنتظر من يحسن استثمارها

15 يناير, 2011 - 15:12

الأخبار (كيفة) - تعتبر الحيوانات في موريتانيا ثروة اقتصادية كبيرة تعتمد عليها البلاد وتسد حاجات المواطنين لما تحققه لهم من الاكتفاء الذاتي من اللحوم، في الوقت الذي هي تجارة رابحة وسلعة رائجة ومنبع مالي يدر بالدخل للباعة والمتسوقين، فضلا عن فوائد تنميتها التي تعد من المجالات الخصبة الصالحة للاستثمار.

وهو ما جعل بعض رجال الأعمال الموريتانيين في الآونة الأخيرة يستثمرون في هذه الثروة الهامة معتبرين أنها أسرع نموا وأكثر ربحا، من غيرها من البضائع والسلع الاستهلاكية، حيث افتتحت مؤخرا في مدينة كيفه شركة وطنية لإنتاج الألبان وتسويقها، بيد أن بعض الخبراء الاقتصاديين يعيبون على المنمين الموريتانيين المنهجية البدائية التي تركز على الكم بدل الكيف والشكل بدل المضمون، فالثروة الحيوانية على وفرتها لم تحقق للسكان الاكتفاء الذاتي من الألبان، حيث يلاحظ أن المنتجات الأجنبية للحليب تدخل كل البيوت الموريتانية، وهو أمر لا مبرر له.

 

بورصة المواشي

سوق المواشي في كيفه الذي يعرف محليا "بالمربط" يتحول في فصل الصيف من كل عام إلى ما يشبه البورصات العالمية من حيث تذبذب الأسعار وتباين الأسهم بين الهبوط تارة والارتفاع أحيانا أخرى.

يعود ذلك إلى أن الدواب تعتمد أساسا على الأمطار وما تنبته من كلأ ومرعى فإذا حبس الغيث واشتد القحط أصبحت عبئا على مالكها فيصير بين أمرين أحلاهما مر، إما أن يتركها تصارع الموت أو ينفق عليها من المال مبلغا طائلا قد لا يساعده الحظ على تعويضه، مما يجعل تساقط المطر بشير خير يوحي بارتفاع قيمتها وانحباسه نذير شؤم بهلاكها وكساد بضاعتها.

ولا غرابة هنا أن ترى بقرة تعرض بالغداة بثمن بخس قد لا يتجاوز عشرة آلاف فإذا نزل المطر زوالا ارتفع الثمن إلى ما يناهز مائة ألف أوقية، مما يجعل البيع تضحية والشراء مغامرة تحتاج إلى قرارات صارمة وجرأة حازمة، وحينها سيعض الخاسر على يديه ويفرح الرابح بما لديه.

ولا يخلو أصاحب هذه الصفقات من احتمالين إما ربح فاحش يرفعهم إلى مصاف الأغنياء أو خسارة فادحة تردهم إلى عوز الفقراء، فيما يبقي المطر وحده هو صاحب القول الفصل في ذلك كله، ومن لا يعرفون السوق يسقطون ضحية لكمائن التدليس وخيوط التلبيس لأن المكائد المٌبرَمة والصفقات المحرمة التي يشوبها النجش والخداع هي سيدة الموقف والحاسمة في البيع.

 

مشاكل تواجه السوق

يفتقد هذا السوق لكثير من التجهيزات والحاجيات الضرورية وهو ما دفع الاتحادية الوطنية لتنمية وتسويق الحيوانات إلى مطالبة البلدية بتأهيل سوق ملائم للحيوانات وتزويده بالمياه والمرافق العمومية لما يمثله من أهمية اقتصادية وتجارية.
يقول سالم فال ولد عبدي لـ"الأخبار" -وهو أحد المنمين- إن قطاع التنمية الحيوانية يعاني من ثلاثة مشاكل تتمثل في بعد الموارد المائية، وقلة الصيدليات البيطرية، وغلاء مادة الأعلاف، إضافة إلى الحرائق التي تجتاح المراعي والغابات.
العاطلون عن العمل من أهل البوادي وجدوا في المربط فرصة مناسبة للعمل في مجال البحث عن الدواب الضالة وإيصالها لمالكيها وسوقها من مكان إلى آخر.