على مدار الساعة

ميمونة: صبر على البلاء، واستجداء للمحسنين في عفة وحياء

17 سبتمبر, 2011 - 09:57

نواكشوط (الأخبار) - للابتلاء حكم عديدة، منها أنها تجعل العبد يشتاق أكثر إلى الجنة لشدة ما يذوقه من مرارة الدنيا، وهو الأمر الذي أدركته بالفعل ميمونة منت عبد القادر في رحلة معاناتها مع بلوى أصابتها منذ 12 سنة ولا تزال الرحلة مستمرة إلى اليوم.

تشتد وطأة بلوى بنت عبد القادر وتستحكم حلقاتها كل لحظة، وتقول مع كل فصل جديد من فصول المعانات انفرجت، أو ستنفرج، لكن مخالب الألم لا تزال تخبرها منذ ذلك الحين وإلى اليوم بالعكس من ذلك.

قبل اثنا عشر عاما من الأن إزدادت أسرة "أهل ابراهيم" ببنت سوية، ضمن 7بنات و3 أولاد هم مجموع أفراد العائلة، لكنه سرعان ما ظهر في البنت الوليدة مرض عضال بعد أربعة أشهر فقط من وضعها مشكلا بذلك صدمة قوية في صفوف العائلة الفقيرة ذات الأب المتقاعد والأم العاطلة.

حسبت الأم ميمونة أن الأمر بسيط جدا قتنقلت بين المستشفيات العامة وبعض العيادات الخاصة بحثا عن وصفة شفاء لابنتها ضمن رحلة مع المعانات لما تنتهي بعد، وبعد شد وجذب، وقيام وقعود، وحركة وسكون، وجدت الأم المكلومة بمرض ابنتها أن معاناتها قد تستمر إلى حين وأن عليها أن تصبر وتحتسب الأجر عند الله، بعد أن أخذت بما استطاعت عليه من أسباب وعجزت عن بعضها الآخر تحت ضغط الحاجة وضعف ذات اليد.

 

في كل مرة كان الأطباء لا يبشرون ميمونة بامكانية شفاء ابنتها في القريب العاجل على الأقل، واختلفت شكوك الأطباء حول المرض الذي تتأذى منه ابنتها باختلاف الفحوصات والكشوفات الطبية التي أجريت لها، لكن أمل ميمونة في شفاء ابنتها بقي معقودا في رحمة الله الواسعة، ثم في بشرى زفها إليها طبيب من عديد الأطباء الذين عاينوا ابنتها، بامكانية شفائها، لكن ما ينغص هذه البشرى حتى الآن هو أن الأمر يحتاج إلى مال وفير وهو ما تفتقده الأم ميمونة.

شكل بعضا من المال تحصلت عليه ميمونة من مجموعتها القبلية ظهيرا لها لفترة من الزمن وفرت من خلاله بعض صنوف الدواء للبنت الطريحة كما ساعدها في إجراء بعض الفحوصات والكشوفات الطبية، لكنه سرعان ما آذن بالنفاد، قبل أن تنقطع – بالإضافة إلى ذلك - صلة الأم بقبيلتها بعد إضطرارها إلى السكن في نواكشوط في "كزرة" اشتراها لها إخوتها، علها تكفيها هم الإيجار.

بعد ذلك وقفت ميمونة على محطة أخرى من محطات رحلة المعانات، بعد أن تعهد لها مستشفى خيريا ممولا من هيئة "كاريتاس" بالتكفل – على الأقل - بتغذية ابنتها تغذية خاصة تتطلبها حالتها المرضية الحرجة، لكن بشرط أن تنزل بجوار المركز، وهو ما رفضته ميمونة لسببين أولهما أنها لا يمكنها أن تبتعد عن "كزرتها" التي كفتها هم إيجار لا تتحمله، أما ثانيهما فهو أنها لا تريد أن تستفيد من أي شيء مما عند "النصارى".

تقول ميمونة أنها الآن في مفترق طرق، بنت مريضة وتحتاج إلى رعاية خاصة، وضع مادي مقلق يحاول زوجها العسكري المتقاعد أن يخفف منه بالأعمال اليدوية وأعمال الحراسة التي يمارسها لكن دون جدوى، ضف إلى ذلك وضعها الأسري الذي يفرض عليها البقاء في منزلها على الدوام للاشراف على تربية أبنائها وبتاتها اللواتي في "سن الحضانة"، على حد تعبيرها.

مميمونة المرأة المحجبة، ذات الخمار الأسود، يجد المرأة حرجا في مجالستها وهي تحدثه عن حالة أبنتها المريضة وأسماء الأطباب الذين أمضت برهة من الزمن في تنقل دائم بينهم شفقة ورحمة وحنانا على ابنتها الضعيفة، خاصة إذا لم يكن في يدك ما تخفف به من معاناتها، كما تكون أكثر حرجا حينما تحدثك عن وضعها المادي وكيف أنها أرسلت أبناءها الثلاثة إلى محظرة في مقاطعة الرياض بنواكشوط وهي التي تسكن في "ملح" لأسباب متعددة من ضمنها أنها "قيل إنها تدرس الطلبة وتنفق عليهم بالمجان"، أو هكذا تقول.

وفي منزلها أو كوخها الصغير في "كزرة" بملح تظل ميمونة تمرر يدها الرحيمة على ابنتها وقلبها العطوف يفيض شفقة وحنانا عليها، وتتمنى على الله الأماني ولسانها يلهث بذكر الله وحمده على كل حال.

وبين هذا وذاك تبقى ميمونة تنتظر الفرج من الله وحده في صبر تذوب له الجبال، وتأمل من المحسنين من أبناء هذا الوطن وغيرهم أن يساعدوها في تجاوز محنتها بعد أن أرغمها العجز على الرسو قليلا إلى أن تحين الفرصة التي ستنطلق فيها في رحلة جديدة ضمن رحلات البحث عن شفاء لابنتها الطريحة.

ولمن يرغب في مساعدة ميمونة في تجاوز محنتها أو الاطلاع على حالتها ومواساتها يرجى الاتصال على الرقم التالي: 22117712