على مدار الساعة

العبور من "شرم الشيخ" إلي "غزة": قصة بحث عن الاستيطان

7 نوفمبر, 2010 - 09:57

الأخبار ( نواكشوط ) - أنا الآن قادمة من "غزة" كنت في زيارة تفقد لأختي التي تسكن هناك لقد مررت بها اليوم وتقاسمت معها بعض النقود التي تحصلت عليها، وعدت إلي "شرم الشيخ" حيث أسكن هناك مع أبنائي الثلاثة، الناس في "غزة" يسكنون بسلام وأمان وليست لديهم مشاكل فلم يعد الحصار موجود ولم يعد هناك حديث عن مفاوضات سلام ولا ترسيم حدود مع سكان "شرم الشيخ".

بهذه الصورة البديعية التي تحمل في طياتها الكثير من المعاني تتحدث زينب بنت الحبيب مع موفد وكالة أنباء "الأخبار" المستقلة وهي تتجاذب أطراف الحديث مع عدد من سكان الحي الذين ينشغلون هذه الأيام بالحديث عن التخطيط العمراني لحيهم الذي تشرف عليه السلطات المحلية منذ عدة أسابيع.

تجلس السيدة زينب بنت حبيب وهي تقلب النظر في حي "غزة" الواقع علي بعد مسافة قصيرة منها وهي تطلب المولي عز وجل لأختها الوحيدة أن توفق في الحصول علي قطعة أرضية في حي "غزة"، بعد أن قررت العبور باتجاهه طلبا للاستيطان".

وتقول زينب بنت حبيب لموفد وكالة أنباء "الأخبار" المستقلة، وهي تجلس في كوخ متهالك فوق رمال متحركة في مكان قصي من العاصمة الموريتانية نواكشوط، حيث يقع حي "شرم الشيخ" إن الغالبية الكبيرة من سكان الحي عبرت الحدود باتجاه "غزة" من أجل الحصول علي قطع أرضية ملائمة للسكن".

وعلي تلك الرمال التي تغص بالسكان تنبئك أعرشة حي "غزة" أن الأرض يسكنها قوم فقراء أرادوا الحصول علي قطع أرضية ولو كلفهم ذلك الهجرة من "شرم الشيخ" إلي "غزة"، فالحدود ـ تضيف بنت الحبيب ـ ليست مغلقة وسكان الحيين من جنس واحد ولهم مصالح مشتركة وأهداف موحدة وليس لهم عدو فتاك يسمي "إسرائيل" يضرب بالحديد والنار".

يقف الشاب عالي ولد محمد علي الحدود المفتوحة الواقعة بين حي "غزة" و شرم الشيخ" في مقاطعة "عرفات" بالعاصمة الموريتانية نواكشوط وهو يستذكر ما يعانيه سكان "غزة" في فلسطين من مرارة حينما يخطر ببالهم العبور إلي "شرم الشيخ" في دولة مصر المجاورة".

ويقول ولد محمد إن ما يجري علي تلك الحدود من ممارسات بشعة جعلته يقف مرارا عند حدود حيه مع حي "غزة"، وهو يقلب التفكير في معاناة شعب فلسطين وما يتلقى من صعاب من دولة مصر العربية التي ـ يضيف عالي ـ كان عليها أن تفتح الحدود مع قطاع "غزة" وتترك للسكان المجال من أجل التنقل ومحاربة العدو المحتل".

أنظر نحن هنا نسكن كما ترون في "شرم الشيخ" إنها رائعة جدا وملائمة للسكن، فالزائر ل"شرم الشيخ" يتنفس الهواء الطلق ويتمتع برؤية المناظر المحيطة به بشكل كبير قد لا تكون تلك المناظر ساحرة للناظر فأنت في حي "شرم الشيخ" (العشوائي)، بمقاطعة "عرفات" وسط العاصمة الموريتانية نواكشوط".

هكذا يتحدث المواطن محمد ولد محمد الأمين أحد سكان حي "شرم الشيخ"، لموفد "الأخبار" المستقلة، وهو يعبر عن جمال حيه مقارنة مع حي "غزة". المجاور له والذي يفتقد للكثير من مقومات الحياة اليومية".

ويقول ولد محمد الأمين إن السكان في حي "شرم الشيخ" حصلوا علي خزانين صغيرين للماء ومسجد وحيد بني من الخشب علي الطريقة التقليدية، ودكان متواضع لا يتوفر علي جميع مستلزمات الحياة اليومية ـ حسب تصريحات السكان".

بينما تقول السالكة احدي سكان حي "غزة" إن حيها يشهد ضغطا كبيرا بسبب عبور السكان إليه من حي "شرم الشيخ" ومن عدة أحياء شعبية في العاصمة نواكشوط بحثا عن قطع أرضية، لكن الغريب ـ تضيف السالكة ـ هو أن السلطات الموريتانية لم تقدم أي دعم لسكان الحي، بل عمدت إلي تقديم المساعدات لحي "شرم الشيخ" المجاور، بينما يعانون هم من العطش في ظل غياب خزان للماء في هذا الحي الذي يعتبر الأكثر كثافة في العاصمة نواكشوط..