على مدار الساعة

التسول في نواذيبو ضرورة بقاء أم وسيلة ثراء؟

25 سبتمبر, 2010 - 09:57

الأخبار (نواذيبو) - عادت إلى الواجهة من جديد ظاهرة التسول فى العاصمة الإقتصادية لموريتانيا أنواذيبو التى باتت أحد معاقل المتسولين الأساسية والذين اتخذوا من الشوارع والممرات والأزقة مقرات للإقامة فى البحث عمن يسهم فى دفع نقود لهم .

ومما يثير الإستغراب ويدعوك للدهشة تلك الأسراب المنتشرة من المتسولين على مداخل الأسواق وفى باحات المساجد وفى الطرقات بحثا عن ما يقول المتسولون إنه يسد الرمق فيما يرى البعض أنه زيادة للثروة المخزنة وفق تعبير أحد المواطنين .

 

إمتهان للتسول

 

على الرغم من الإنتشار الواسع للمتسولين فى أطراف المدينة المترامية وسعيهم الدؤوب فى الظهور بمظاهر الفاقة والفقر المدقع لنيل ثقة ما نحي الصدقات يصر البعض ممن إلتقتهم" الأخبار" على أن معظم المتسولين بات يمتهن التسول لمايدر عليه من أموال طائلة جعلته يفضله على ممارسة أية مهنة أخرى.

ويقول "حمدون" وهو أحد التجار بالسوق المركزى بنواذيبوفى حديث مع "الأخبار " إن هناك العديد من المتسولين الذين يتجاوز دخلهم اليومي خمسة آلاف أوقية يأتون إلى إحدى البقالات المجاورة له لاستبدالها بورق بدل العملة المعدنية وهو دخل يغرى المتسولين ليواصلوا مسيرة التسول التى قد تكون طريقهم إلى الثراء بحسب تعبير "حمدون" .

وأضاف حمدون إن أنواذيبو عرفت فى السنوات الأخيرة تضاعف عدد المتسولين الذين إكتسحوا المدينة ولم يعد هناك مكان إلا ودخلوه .

وأرجع "حمدون" هذه الفوضوية العارمة التى ينتهجها المتسولون إلى غياب هيئة مشرفة عليهم بالمدينة التى ظلت بعيدة عن مفوضية مكافحة الفقر التى تقتصر برامجها على أنواكشوط فقط.

 

تسول الأطفال

 

ولم تقتصر ظاهرة التسول على الكبار الذين يسوقون آلاف المبررات لممارستهم هذا الأسلوب للبحث عن الصدقات وبعض الفتات مما يجود به البعض ولكن الأطفال دخلوا على الخط وأصبحوا يحاكون الكبار وينافسونهم فى المهنة حيث أصبحوا يتجمهرون على الشوارع وفى الأسواق بحثا عن من يمد إليهم يد المساعدة.

ويقول محمد وهو أحد المواطنين ممن إلتقتهم "الأخبار " إن تسول الأطفال يعد ظاهرة خطيرة تسهم فى تسرب الأطفال عن الدراسة وتجعلهم يغادرون البيت سريعا إلى مستقبل يلفه الغموض بشكل كبير .

وطالب محمد بضرورة التصدى لهذه الظاهرة والحد منها بغية إنتشال الأطفال من هذه الظاهرة وإعادتهم صوابهم .

 

تهميش مقصود

 

ويرى المتسولون بنواذيبو أنهم مهمشون ولم يستفيدوا من تلك البرامج التى أعدتها الدولة للمتسولين فى أنواكشوط ولم يعد أمامهم من خيار سوى البحث عن ما يسهم فى بقاءهم على قيد الحياة.

وتقول "قرني" الخمسينية وهي إحدى المتسولات بنواذيبو إنها تعيل أسرة مكونة من العديد من الأفراد ولم يعد أمامها سوى اللجوء إلى التسول لإعالتهم من أجل البقاء .

وتضيف "قرني" إنها لم تعد تتلقى الصدقات ولا المساعدات وهو ما أرغمها على التفكير فى إيجاد بديل فكان التسول مطالبة المحسنين وأصحاب الأموال باستشعار معاناتها وضرورة تقديم يد المساعدة لها ومثيلاتها في المدينة التي يسكنها آلاف الفقراء العاجزين.