على مدار الساعة

للإصلاح كلمة تتضمن رسالة عاجلة إلى السيد وزير الداخلية

19 مايو, 2022 - 23:07
الأستاذ محمدو بن البار

رسالة عاجلة للسيد وزير الداخلية تساعد في العدالة ونشر السكينة بين المواطنين.

 

هذه الرسالة تتضمن طلب إحصاء مستعجل لهذه التسمية الباطلة التي بنيت على باطل حتى أصبح  باطلها وكأنه حقيقة تاريخية يجب الخضوع لها. ألا وهي تفسير وتعيين من يعنيه كلمة حرطانى بمعنى ما هو أصلها وتقال لمن؟
 

 

فإذا كانت تعنى من سبق عليه استرقاق فيكون إطلاقها على غيره جريمة لأن ذلك يوحى بأن حلقة من أجداده كانت رقا لآخر.. ولا شك أن كثيرا من سيفهم أنها تطلق عليه الآن على هذا الأساس لا يستطيع أحد إعلان ذلك الباطل أمامه.
 

 

وهذا بالنسبة لأغلب الناطقين بالحسانية فهو كذب وافتراء عليهم. فلو كان واقعا من تاريخ المرابطين مختلفي الألوان سكان هذه الأرض الأصليين من البيض والسود من أقدم التاريخ المنظور وإلى الآن لكان معروفا .
 

فهل يروي التاريخ أنه وقع عتق جماعي بعد ملك محقق أثناء هذا التاريخ.
 

فهذا الكم البشري من التجمعات التي فيها مشيخات تتوارث السيادة لو سبق لها أن كانت كلها أرقاء لدون ذلك، وهل يصح أن تكون كانت أرقاء وهي لا تعرف ذلك! أي لا تعرف بداية له ولا نهاية.

ومقابل هؤلاء كان هناك لا شك أرقاء ولكن لا يكونون تجمعات بل مجرد أفراد في وسط قبائل لا يعرف سبب استرقاقهم، وقطعا ليس شرعيا لبعدهم مكانا وزمانا من تاريخ تشريع الرق الإسلامي، ولكن الواقع لا يمكن رفعه، ولا سيما إذا اعترف به الطرفان.

ولا شك أن سبب هذا الاسترقاق يختلف بعضه عن بعض 
مع الاتفاق بعدم الشرعية.

ويمكن حصره في عملية إحصاء في أسبوع واحد بتقسيم لجان بعدد الولايات. وبعد هذا الإحصاء سوف يتميز المستهدفين بكلمة
مخلفات الرق، وسوف يكون المستهدف قليلا.

 
وأما إذا كانت "حرطانى" بالنسبة للناطقين بالحسانية تعنى كل من يتكلمها ولونه أسود فتسقط كلمات الأرقاء السابقين، ومخلفات الرق، لأنه لا يمكن إطلاقهما على اللون الذي لا يتضمن باستقراء التاريخ وجود رق لا أصل له.

وعلى لجنة الإحصاء أن تبدا من جنوب سيلبابى وحتى انجاكو شمالا لتمر بمشيخات أو ما يشبه الأمراء يتبادلون تقليديا على هذه المناصب يتكلمون الحسانية ولونهم أسود، ولو طرح عليهم هذا السؤال: هل سبق عليكم استرقاق لبطشوا بالسائل، ولأوقفوا السائل بعد البطش به على أرقائهم السابقين يعيشون الآن بجنبهم ولو سئلوا عن قبائلهم لأجابوا عنها بافتخار ذاكرين جميع أنواع
المناصرة والارتباط في كل شيء.

وبعد السير شمالا على اللجنة أن تسير مشرقة من ول ينج وحتى فصال شرقا مع جميع الحدود مع مالي، ليجدوا نفس الشيء، طبق الأصل فقط مع تغيير المصطلح من كلمة حرطانى إلى الخذري لتبق حرطانى خاصة بمن سبق عليه رق، والخذري عكسه.. وهذا تمييز حسن يمكن للجنة أن تقيد به الفرق والنسبة.

وكذلك لو أخبرهم أن البعض أصبح يسميهم في مجتمع
البيظان بالأرقاء السابقين لأجابوه إجابة واحدة قائلين
بالحسانية: "لعبيد المسترق الا هو واحليل إكول ذا
كدامنا".

فالدولة هي التي عليها توضيح الأمور، ولا سيما الأمور
الخادعة المغشوشة اللابسة لثوب المصلحة الخصوصية على حساب العموم متكلة أن القليل هو الذي يهتم بالأمور العمومية.
 

ومن المستغرب أنه من المسؤولين الآن الملونين الذين كانوا شبه أمراء يملكون الأرقاء.. وبما أن المسؤولية كما قال المختار رحمه الله الذي ترك فعله كاسمه عن الرئاسة إنها "بطعيمته" يرضون بوصفهم بما يوصف به أرقاءهم السابقين.

 

وعند ما ينتهى هذا الإحصاء ويتمايز المسترق من غيره فيعاملون برد الاعتبار إذا كان سببه الرق غير الشرعي.
 

وأما من لم يسبق عليه رق أيا كان أسود أو أبيض فلا شك أن منه الآن الغنى والفقير والمتعلم والجاهل لوجود أنواع أخرى من الاسترقاق تعم الجميع فيسهل التغلب على ذلك.
 

فبعد ميلاد دولتنا ميلادا صحيحا وقبل تدمير شبابها وقع تمييز إيجابي بعد دراسة في غاية الحسن، فكان التعليم قليلا في المناطق الشرقية لبعدها عن مؤسسات التعليم فأصبح أغلب الموظفين من المناطق المحاذية لهذه المراكز، فقررت السلطة آنذاك أن مسابقات دخول الاعدادية إذا كان المترشح من المناطق القريبة من المؤسسات لا يتجاوز إلا بما وراء المائة وإن كان من المناطق الشرقية فينجح بثمانين نقطة.

وعلى كل حال فلا بد من التحرك لقيادة سفينة جاءها الموج من كل مكان لإصلاح ما أفسده الدهر بأيدي أبنائه، وكما يقال: "عيب الدار على من بقي في الدار"، كما أن:

 

الفتى من يقول ها أنذا *** وليس الفتى من بقول كان أبى