على مدار الساعة

أمريم منت بلال ضاع المنزل وفقدت آمال البقاء

10 يونيو, 2010 - 09:57

الأخبار (الطينطان) - ترابط أمام مقر "مؤسسة إعمار وإعادة تأهيل مدينة الطينطان" لا تفوت فرصة للحديث عن قصتها، ترقب بعينيها الذابلتين كل قادم إلى المؤسسة عله يحمل لها خبرا سارا عن إعادة توزيع القطع الأرضية.

إنها السبعينية أمريم منت بلال فقد فقدت _كما تقول بمرارة _ منزلها في مدينة الطينطان مثل الكثير من المواطنين أثناء الفيضانات التي اجتاحت المدينة في 8 أغسطس 2007 م قبل أن تستقر بعد ذلك في مكان مقترح لإيوائها هي والعشرات من الأسر.

أثناء حديثها إلى موفد "الأخبار" بدت مريم قلقة وخائفة من المستقبل الذي لا يبدو أنه يحمل لها في طياته ما يؤمن لها ظروف حياة كريمة لها و لأسرتها في هذه المدينة التي ألفتها ولا تبغي عنها بدلا.

تقول: كنت أظن الكارثة ستنتهي، لكن يبدو أننا لا نخرج من كارثة حتى تباغتنا أخرى فمنذ أيام الرئيس السابق ولد الشيخ عبد الله ونحن نعاني، قالو لنا إن مشاكلنا سوف تحل و أن الوضع سيكون أحسن مما كان من قبل اجتياح الفيضانات المدينة، لكن كان كل ذلك كذب، فها نحن في السنة الرابعة بعد الكارثة و الأوضاع تزداد سوء، فلا نحن رجعنا إلى منازلنا ولا نحن تركنا في الأماكن التي نزحنا إليها، يبدو أن هذا هو قدرنا أن نظل يتآمر علينا التجار و النافذون في مؤسسة الإعمار.

 

ضاع الأصل وفقد البديل

 

تقول منت بلال إنها تضررت كثيرا من فقدان منزلها وبعد أن قامت بالاستقرار في منطقة أخرى جاء القرار الذي تقول إنه كان صادما وظالما بترحيلها هي والعديد من الأسر بحجة تحويل منطقتهم إلى سوق للمدينة وتوزيعها على التجار.

لا تفتر منت بلال من اتهام من تصفهم بالتجار والنافذين "البطارين" من التمالؤ عليها مع السلطات المعنية لأخذ منزلها وتركها تعاني مرارة الظلم والحرمان فقد تم ترحيلها من وسط المدينة حيث كانت تستقر لتنقل إلى مكان بعيد من مركز المدينة يفقتد إلى كل الخدمات الأساسية فلم يعد لها من حول ولا قوة إلا أن تهاجر كما تقول عن هذه المدينة التي لم يعد لها فيها موطئ قدم.

أمريم وأثناء نقاشها مع الرواد تتهم أولئك المدافعين عن المؤسسة بأنهم تلقوا رشى وعوملوا معاملة خاصة كانت على حساب الضعفاء والمساكين الذين تمالأ عليهم التجار ولم تنصفهم مؤسسة إعمار.

و ناشدت منت بلال في حديث "لموفد الأخبار" السلطات الموريتانية بإنصافها هي والعديد من الأسر الضعيفة و إعادة النظر في قرار ترحيلهم من وسط المدينة وتؤكد أن المكان المقترح لترحيلهم إليه لا يصلح للاستقرار فهو بعيد ومنقطع عن المدينة ولا يتوفر على أدنى مقومات العيش الكريم.