على مدار الساعة

تقرير حكومي: خلل كبير في الكادر البشري بمستشفيات الداخل

6 أبريل, 2010 - 09:57

الأخبار (نواكشوط) - أظهر تقرير رسمي عن الحالة الصحية في موريتانيا خللا كبيرا في توزيع الموارد البشرية على المصالح الصحية داخل البلاد، فبينما تحتاج بعض المستشفيات الجهوية ومراكز الاستطباب الوطنية إلى ممرضين وأطباء ومساعدين، تكتظ مصالح أخرى بطواقم لا تحتاجهم.

وأظهر التقرير الحكومي، الذي حصلت عليه وكالة "الأخبار" بالتزامن مع التوتر الذي يعرفه القطاع، أنه في الوقت الذي يتطلب فيه تشغيل مختلف المستشفيات ومراكز الاستطباب في الداخل، بناء على طاقتها الاستيعابية (بين 50 و80 سريرا)، ما يناهز 57 عاملا بمن فيهم المساعدون من غير الصحيين يلاحظ نقص كبير لدى بعض المراكز يتجلى على نحو خاص في أطار وتجكجه وسيلبابي.

فمن أصل 57 عاملا يفترض أن المستشفيات الجهوية في المدن الثلاثة تستخدمهم تحتاج تجكجه إلى 34 عاملا وأطار إلى 22 وسيلبابي إلى سبعة عشر.

غير أن هذه الحاجة توازيها زيادة كبيرة جدا أبرزها على الإطلاق مركزا الاستطباب في نواذيبو وكيفه إذ يستخدمان، على التوال، 142 و106 عمال، يفترض أنهم لا يجدون ما يقومون به في مراكز استطباب لا تتعدى طاقتها 80 سريرا.

ورغم أن العامل الديمغرافي قد يفسر جزئيا هذا الاختلال فإن الأمر يوحي بغياب تخطيط لتوزيع الموارد البشرية بشكل سليم، وهي ملاحظة يؤكدها المرصد الوطني للموارد البشرية حول الصحة والذي ينبه إلى "وضع مقلق" بخصوص الكادر البشري الصحي ويشير بشكل خاص إلى عدم وجود خارطة صحية في موريتانيا وإلى أن حاجات المصالح الصحية التي يتم إنشاؤها من جديد تتم تلبيتها "بارتجال وفي غياب أي تخطيط منطقي". 

 

جدول يوضح الزيادة والنقص في طواقم مستشفيات الداخل

المستشفى

الكادر البشري الضروري *

الطاقم البشري (12-09)

الملاحظات

م.ج ازويرات

39

33

-6

م.ج سيلبابي

57

40

-17

م.ج ألاك

57

49

-8

م.ج تجكجه

57

23

-34

م.ج أطار

57

35

-22

م.ا نواذيبو

57

199

+142

م.ا كيهيدي

57

73

+16

م.ا كيفه

57

163

+106

م,ا روصو

57

65

+8

م.ا النعمه

57

81

+24

م.ا لعيون

57

82

+25

م.ا =  مركز استطباب،

 م.ج = مستشفى جهوي

* بناء على الطاقة الاستيعابية للمستشفى

 

واستنادا إلى ذات التقرير الحكومي فقد وصل إجمالي الطاقة الاستيعابية لأهم 11 مستشفى جهويا ومركز استطباب في الداخل إلى 607 أسرّة وناهز عدد من تم حجزهم عليها 36.162 مريضا خلال العام الماضي.

وأجريت في المستشفيات المذكورة 232.804 معاينات طبية و126.655 فحصا مخبريا فضلا عن 48.459 تصويرا بالأشعة و3.897 عملية جراحية.

وتشمل هذه المعطيات المستشفيات الوطنية في روصو ونواذيبو وكيهيدي وكيفه والعيون والنعمه وألاك وسيلبابي وتجكجه وأطار وازويرات.

وسجلت داخل هذه المستشفيات 15.366 ولادة وأجريت 839 عملية قيصرية، فيما سجلت وفاة 157 مولودا وتوفيت 87 سيدة أثناء الولادة. هذا في وقت تم فيه رفع 149 حالة ولادة معقدة إلى العاصمة نواكشوط.

وسجلت، بشكل عام، 849 حالة تطلبت الرفع بينما سجلت 626 حالة وفاة لمرضى كانوا يتعالجون في المستشفيات الأحد عشر.
ويظهر الجدول التالي مجمل أنشطة المستشفيات وكذا مجمل حالات الرفع والوفيات:

 

للاطلاع على الجدول اضغط هنا (مستند PDF)

 

واستقى التقرير الرسمي الذي أعد بشأن مستوى الإشراف على المستشفيات الجهوية في ديسمبر 2009 معطياته من مسح ميداني نظمته وزارة الصحة واستخدمت فيه الاستمارات والمقابلات الشفهية مع جميع العاملين في 11 مؤسسة صحية داخل موريتانيا.

وينقسم نظام الصحة العمومية في موريتانيا تبعا لوضعية هرمية تتشكل من المستشفيات الوطنية، ثم المستشفيات الجهوية، ثم المراكز الصحة فنقاط الصحة. ويوازي هذا النظام، نظام صحي خاص يتمثل في العديد من المصحات التي تتركز في العاصمة نواكشوط وتتوفر على إمكانيات فنية متباينة غير أن الاستفادة من خدماتها ليست بمتناول الشريحة الأكبر من الموريتانيين.

وقد اعتمدت ست مستشفيات جهوية كمؤسسات شبه عمومية وهي: مستشفى نواذيبو وكيفه والنعمة وكيهيدي ولعيون وروصو. أما المستشفيات الوطنية، طبقا للإطار المؤسساتي لنظام المستشفيات، فهي فقط مركز الاستطباب الوطني ومستشفى الشيخ زايد ومركز الأمراض العصبية والنفسية والمركز الوطني لأمراض القلب والمركز الوطني لأمراض السرطان ثم المركز الوطني للأمومة والطفولة.

وتسود القطاع الصحي الموريتاني حالة من التوتر منذ أشهر، فمن جانب برز خلاف لم يفتأ يتفاقم بين وزير الصحة الدكتور الشيخ ولد حرمه ولد بابانا، وهو جراح وأخصائي أشعة، وبين كبار الأطباء في موريتانيا ممثلين في نقابة الاطباء الأخصائيين التي تنضوي تحتها أهم الخبرات الطبية في موريتانيا. وأسفر الخلاف حتى الآن عن عزل ثلاثة منهم على خلفية قضية الطبيبة المغربية "نجاة بوخريصي". ومن ناحية ثانية، ظلت نقابات بقية العاملين في القطاع، من أطباء وممرضين وقابلات، تلوح بالعرائض المطلبية وشاركت في الإضراب الذي دعت له المركزيات النقابية في موريتانيا وسط حالة من الترقب يعززها انقطاع حبل الحوار الاجتماعي بين الحكومة والنقابات.