على مدار الساعة

المبروك.. اشتهر بالمدح النبوي وغلب اسمه على بلدية كاملة (فيديو)

25 يونيو, 2022 - 04:16
جانب من سوق قرية المداح عاصمة البلدية التي تحمل غلب عليها اسم "المداح" المبروك ولد انديشون"

الأخبار (المداح – آدرار) – "المبروك ولد انديشون" قد يكون هذا الاسم هو الاسم الأشهر في المحيط الجغرافي الذي تغطيه بلدية "المداح" في مقاطعة أوجفت بولاية آدرار، وحتى خارجه، مقترنا بمديح النبي صلى الله عليه وسلم.

 

ورغم وفاته منذ ثلاثة قرون، فما زال سكان المنطقة يترنمون بمديحه، ويثنون عليه، ويحكون عنه الكثير من القصص، والنوادر.

 

"المداح" الأشهر

أدى اشتهار "المبروك" بمدح النبي صلى الله عليه وسلم، وتدفق الناس عليه من كل الأنحاء لمتابعة مديحه لتغيير اسم الوادي كان يسكنه مع أقاربه من "وادي الحمام" إلى "المداح"، قبل أن يتوسع الاسم من القرية ليشمل البلدية كلها، والتي تنصف من أكبر بلديات الولاية.

 

ويؤكد حفيده شامخ محفوظ امحيحم أن المبروك "كان عبدا صالحا، لم يتعلم في صغره، لكن الله أكرمه بأن شغله بإنشاء وإنشاد مديح النبي صلى الله عليه وسلم، وبشكل دائم ودائب".

حفيد المداح المبروك شامخ ولد محفوظ

 

ويضيف شامخ أن المديح النبوي كان بوابة المبروك لتعلم الكتابة، والعلم هبة من الله تعالى.

 

وتتفق روايات سكان البلدية التي تحد ولاية آدرار بعدة ولايات على هذه الرواية حول سبب تسمية بلديتهم بـ"المداح"، فيما تظهر بعد لافتات المحلات التجارية في المدينة محاولة إبقاء ذكر للاسم المندثر منذ قرون للوادي، وهو "وادي الحمام".

 

قصص ونوادر

ويتناول السكان العديد من القصص والنوادر عن المداح الأكثر شهرة في المنطقة، عن مسيرة حياته، وعن انشغاله المطلق بالمديح النبوي، مؤكدين أنه نزه شعره عن غير المديح.

مريم عبدي الملقب "ديده من سكان بلدية المداح

 

وتقول مريم عبدي الملقب "اديده" إنها لم تدرك "المبروك"، لكنها أدركت أبناءه، كما عايشت تناول مدائحه على نطاق واسع، وتناقلها على كل الألسنة.

 

فيما تثني حفيدة المبروك مريم بنت زنفور على جدها "المبروك"، وتردد المدائح التي أنتجها، والمناطق التي كان يتجول فيها، مؤكدة أنه أورث أبناءه محبة النبي صلى الله عليه وسلم، والتعلق بمديحه، وقد أكسبتهم هذه الميزات محبة وتقديرا عند الناس.

 

فيما تتحدث مريم عبدي عن قصة - لا تتردد في تأكيد صحتها - وهي أن "المبروك" لما أمسك به أعداؤه حاولوا ذبحه، لكنهم لم يستطيعوا ذلك، لأن الموسى الذي استخدموه لم يستطع قطع رقبته.

حفيدة المداح المبروك مريم بنت زنفوره

 

وتضيف بنت عبدي في القصة المتداولة في القرية الواقعة في أعماق ولاية آدرار أن "المبروك" أخبرهم أن الحديد لا يمكن أن يقطع رقبته التي كانت يمدح بها النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن عليهم إذا أرادوا قتله أن يذبحوا من الفقا، وهو ما فعلوه.

 

وتؤكد بنت عبدي أن مكان قتله يعد الآن مزارا مشهورا في منطقة تسمى "نوار" بولاية تكانت.

 

منتج المديح الأول

عمدة بلدية المداح عبدي ولد امحيحم، أكد في تصريح لوكالة الأخبار أن الباحثين في مجال المديح النبوي يثبتون أن نسبة 90% من المدائح المتداولة في البلاد على نطاق واسع هي من إنتاج المبروك.

 

وأضاف ولد امحيحم أن اسم "المداح" أطلق على التجمع السكاني الذي كان يسمى "لكصيرات"، وهي روافد الوادي الكبير "وادي الحمام" والذي يمتد من "لكلبيات" إلى "تنمرورت" على طول 27 كلم

 

ويشير العمدة إلى أن المبروك كان يقيم سهرات مديحية في التجمع السكان يتدفق عليها الناس من كل حدب وصوب، تأثرا بحنجرته الشجية، وصوته الجهوري، حيث يسمع بوضوح من عدة كيلومترات.

 

وأضاف العمدة أن الاسم اشتهر بين الناس، واستمر طيلة القرون الماضية، ومع اعتماد البلديات في البلاد اتسع اسمه ليغطي البلدية كاملة.