على مدار الساعة

للإصلاح كلمة توضح سبب خطابي الرئيس في مدريد والمدرسة الإدارية (6)

20 يوليو, 2022 - 14:15
الأستاذ محمدو بن البار

ونذكر أن خطابي الرئيس الأول منهما كان في مدريد، وذكر فيه فقر موريتانيا المستمر.

 

والثاني قاله في المدرسة الإدارية، وذكر فيه فشل السلطة التنفيذية وترهل إدارتها الاقليمية..

 

وقد قدمنا في الحلقات الماضية أن ذلك: بدأ من خلق هذه الديمقراطية بأياد لا تعرفها ولم يدخل في قلوبها حتى الآن العمل بها إلا تخبطا ساعة الانتخابات لينجح من رشح لأي سبب من أسباب التعيينات وأموال الدولة وخدمة أفرادها إلى آخره. وبذلك انفصل كل مرؤوس عن رعاية عمله من طرف رئيسه بسبب تعيينه أصلا.

 

هذا الوضع أهلك موريتانيا ابتداء من عشرية معاوية الأخيرة ودخول ديمقراطية الفوضى في حياة البلد..

 

وقد انتعشت موريتانيا بعد معاوية بشخصية عزيز وإقدامه وعدم خجله من مواجهة أي مفسد وخلق كثيرا من المنشآت ازدادت بها البنى التحية كثيرا حتى وصلنا إلى انتهاء المأمورية الأولى من حكم عزيز. وكانت تلك الإنجازات عملاقة والجميع يعرفها...

 

وهنا نبدأ كتابة هذه الحلقة السادسة لمأمورية: عزيز في خمسيته الأخيرة.

 

ونظرا لظروف حالته الإنسانية الآن فسنكتفي بأمهات أخطاء التسيير الذي انفصل نهائيا عن الدولة وشخصنه هو في شخصيته بالضبط مثل قيادته لكتيبة قيادة الرئاسة الذي قاد بها الانقلابات.

 

فمدة خمسيته الأولى ارتعد منه الجميع وبدل رجال أعمال معاوية برجال أعماله الجدد. كما أنه من الأول طمأن الشعب بأنه جاء لينفق عليه من ثروات بلاده الغنية إلى آخره.

 

وكان في سيرته في خمسيته الأولى يقسم الناتج المحلى إلى ثلاثة أقسام ثلث ينفقه على الشعب في منشآت البنى التحتية العملاقة وثلث لرجال الأعمال الجدد مع منعهم من تجاوز نصيبهم وإنفاذ صفقاتهم كما هي وثلث له هو ينشأ من ميلاد صفقة رجال أعماله المعول فيها لحملها بثلثه هو لتلده له في النهاية بعيدا عن الأنظار.

 

هذا من جهة التسيير الاقتصادي الأول. أما التسيير السياسي والاجتماعي والثقافي فبالنجاح الأول في الانتخابات انتهت المسؤولية عليه، فالسياسة موالاتها تعلمون كيف يضربون على الأوتار الراقصة للقائد، أما معارضوها فهم أعداء يجب مسحهم من طاولة التوظيف وملاحظاتهم دائما غوغائية لاستماع لها إلى آخر تلك المعاملة الفظة.

 

أما الميدان الاجتماعي، فأطلق حرية التعبير المحرم في الدستور الذي خلق الشرائح وتولدت منها الكراهية من غير أن ترى من يصدها بالحكمة حتى الآن، فالشعب كله أكثره ما زال على الفطرية البيئية الموريتانية، لو رأى حكيما فعالا.

 

أما الميدان الثقافي فترك جهلة المتفرنسين هم أساتذة من لم تكن هي لغته الأم، وأصبح الأمي هو أستاذ الأمي.

 

ولكن الميدان الديني أحدث فيه معلمة كبرى بإذاعة القرآن الكريم، وكأنه بها جدد نزول الوحي، وعلى جميع المستويات وهذه المعلمة هي ومقابلها من المعالم البيئي

الدنيوية خلقها في خمسيته الأولى، ولولاه وحتى الآن لم تخلق لأن المشاريع قبله وفى خمسيته الأخيرة، وحتى الآن هي لرجل الأعمال فقط، ولكنه في خمسيته هو الثانية تقسم على اثنين فقط مفهومين. ولذا فأنا لا أتذكر أن البنى التحتية وقع فيها إنجاز واحد في الخمسية الأخيرة

 

فإذا اعتبرنا أن كل ما شملته الصفقة خرج من ملك الدولة ومن أخذه فهو له لخروجه عن خزينة الدولة فما قال الرئيس السابق عزيز هو حق.. هو ثري من غير أكل مال الدولة، وإذا اعتبرنا أن كل تصرف في مال الدولة بلا رجوع فائدة عليها مثل أكل

مال اليتيم ظلما وأكله ملا بطنه نارا.

 

فابحثوا عن خيرات موريتانيا في النار الموقدة المقسمة على اثنين المسؤول الأول ورجل الأعمال وذلك تارة يكون رجل أعمال أو موظف أعمال يملك توقيع الصرف المحددة جهته.

 

وملخص هذا أن مثل إدارة المختار لم يخلق بعده وإن ثم ذلك على ليبيا والجزائر لا جيش موريتانيا فتسمية عمله آنذاك إنقاذا حقيقة.

 

جاء بعده قادة بنيت قلوب ثلاثتهم على حسن الطوية رحم الله المتوفى وأطال وبارك في الحي جاءوا دون معرفة أي شيء عن الإدارة ولا يعرفون أكل مال الدولة، حتى جاء معاوية فكانت قيادته الأولي عسكري مخضرم ممتاز عفيف اليد، حتى جاءه الانقلاب الأسود الذي أدى فيما بعد إلى دخول إسرائيل هنا ودخول الديمقراطية التي سلمت إليها جميع خيرات موريتانيا وسيادتها حتى وصلت هذه الفوضى الديمقراطية جميعها إلى عزيز وخلف هو شكلها الفوضوي قوانين

ولوائح وحملات إلى آخره، وسيراه الحي منا الآن بذلة ثوب الإصلاح لم يعثر عليها حتى الآن. وإن كان الذبح بعضه أحسن من بعض كما في الحديث "أحسنوا الذبحة وحدو الشفرة".

 

فكما قلت سابقا خمسيته الأولى قادنا قيادة شجاعة ولكن بلا رخصة إدارية أو فكرية لسياقة الشعوب ولكن بشجاعة الرجال والإقدام ولكن ترك جميع ميادين حياتنا بدون أي تغيير إلا في الناحية الاقتصادية، أما خمسيته الثانية فقد وجه فيها جميع المنقول في البر والبحر والجو واترانزيت إلى آخره إلى وجهة خاصة ما زال البحث عنها يقدم رجلا ويؤخر أخرى.

 

وإلى الحلقة القادمة بإذن الله أولها عن آخر أيام عزيز، وآخرها عن أول زمن خلفه.

 

وختاما، يقول الله للجميع: {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمومنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبيكم بما كنتم تعملون}.

 

ويلاحظ أن العمل يراه الجميع والتنبيه على نوع حقيقته من الله وحده: {ولا ينبئك مثل خبير}.