على مدار الساعة

المغتربون الموريتانيون .... ثلاث سنوات من حكم غزواني

2 أغسطس, 2022 - 12:33
محمد محمود/ محمد الأمين أحمد دولة ـ أمين عام اتحاد مكاتب الجاليات الموريتانية في العالم

ظهرت بوادر اهتمام فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني بالجاليات الموريتانية باكرا، حيث كانت حاضرة في إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية 2019.

 

وقد تجلى ذلك الاهتمام البالغ أكثر إبان الحملة الانتخابية، حيث تطرق فخامته لمشاكل هذه الفئة الهامة من شعبنا في برنامجه الانتخابي "تعهداتي" الذي تضمن الوعد بحلول جذرية لتلك المشاكل، إدراكا منه للإسهامات التاريخية لمواطنينا في الخارج، ولدورهم اليوم في تمثيل بلادنا ودعم تطورها العلمي ونموها الاقتصادي والاجتماعي، وما يقتضيه ذلك من ضرورة حرص السلطات العليا في البلد على رعاية مصالحهم، وحماية حقوقهم، وتعزيز صلاتهم بوطنهم، وتمكينهم من المشاركة في النهوض به.

 

وبالفعل، بدأ العمل على تنفيذ تلك الوعود منذ تنصيب رئيس الجمهورية، مؤسسيا وعمليا، عبر تكريس الاهتمام بالموريتانيين بالخارج في تسمية الوزارة المكلفة بالشؤون الخارجية وإقرار آلية لمتابعة مشاكلهم العامة والتدخل في حالات الطوارئ الخاصة، في لفتة استقبلناها - معاشر المهاجرين - ببالغ الاهتمام كرسالة تؤكد صدق التوجه وجديته، لتأتي اللقاءات المفتوحة التي خص بها فخامته ممثلي جالياتنا في كافة الدول التي زارها خلال السنوات الثلاث الأولى من حكمه وتطرقه أثناء تلك اللقاءات لمختلف المشاكل المطروحة، العامة منها والخاصة، في جو من الشفافية أعاد الثقة في دور الدولة ورسخ القناعة به وأضفى جوا من التلاحم بين المواطنين في الخارج وقيادتهم.

 

وقد مكنت تلك اللقاءات من الاطلاع عن قرب على مشاكل الجاليات وتحديد أولوياتها والعمل على حلها بشكل سريع وفعال، بدء بسن قانون يسمح بازدواجية الجنسية، ما وضع حدا لمعاناة آلاف المواطنين وعائلاتهم، مرورا بإجلاء طلابنا العالقين بأوكرانيا، ووصولا إلى توفير خدمة استصدار وتجديد جوازات السفر عن بعد، وربما السماح لمواطنينا في الخارج بانتخاب ممثليهم في الاستحقاقات المنتظرة في بادرة لا شك أنها ستوصل صوت مغتربينا إلى دوائر صناعة القرار الوطني.

 

 لقد فتحت تعهدات فحامة رئيس الجمهورية آفاق أمل اتسعت وتجددت خلال هذه السنوات الثلاث بما تحقق من إنجازات ليس ما ذكرناه سوى أمثلة عليها. وهو أمل تولدت عنه قناعة، لدينا كممثلين للجاليات، بضرورة استغلال فرصة هذا التوجه ومواكبته منذ البداية مؤازرة للدولة من أجل التغلب على المشاكل وتجاوز الانطباعات السيئة المتولدة عن فترات النسيان والتهميش التي نالت من روابطنا مع الوطن وكادت تصل لولاءات بعضنا الوطنية.

وهكذا دفع الإحساس بمسؤولية مشاركة الهم الوطني والتعاون عليه إلى الانخراط الكلي في هذا التوجه، حيث انبعثت مبادرة إنشاء اتحاد مكاتب الجاليات الموريتانية في العالم، في مسعى لتنظيم جالياتنا وتأطيرها في مكاتب محلية تحظى بالتمثيل الكافي والمصداقية اللازمة، تندمج في اتحاد جامع يُسمع صوتها ويحمل همومها ويُوصل مشاكلها المحلية إلى السلطات المعنية داخل البلد بشكل منتظم وفعال؛ وهو ما أعطى دفعة قوية لعمل مكاتب الجاليات وخلق حراكا جديدا وجديا سيكون له الأثر الإيجابي في المستقبل المنظور ، وستتعزز مكاسب الجاليات وتتضاعف إسهاماتها بقدر ما تحظى به من عناية ودعم السلطات العليا للبلد.

 

إن المتتبع لتاريخ جالياتنا، وتطور تشكلها، واتجاهات إقامتها، وواقعها الراهن بما يعكسه من ارتباط عاطفي وحرص على انتظام الاتصال المادي بالبلد، يدرك  بجلاء أن الاغتراب لم يكن خيارا طوعيا لمواطنينا، وإنما هو واقع أملته ظروف مرتبطة بالأوضاع العامة للبلد، بأبعادها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، خلال حقب معينة من تاريخه، أجبرت فئات هامة من أبناء بلدنا، يمثل الشباب غالبيتها، على مغادرته؛  ومن ثم تأتي الحاجة إلى مواصلة هذه الجهود المباركة، بشقيها الرسمي والشعبي، حتى يتعزز الأمل وتتوالى الإنجازات وتنتظم الروابط بالوطن وتكون أكثر قوة ونجاعة.

 

محمد محمود/ محمد الأمين أحمد دولة                                تونس:01-08-2022م

أمين عام اتحاد مكاتب الجاليات الموريتانية في العالم

أمين عام مكتب الجالية بتونس