على مدار الساعة

حميد شبار سفيرا للمغرب في موريتانيا

27 يونيو, 2017 - 15:28
محمد سالم ولد إنجيه ـ قيادي في حركة التوحيد والإصلاح في مدينة العيون

بعد شغور منصب سفير المغرب بموريتانيا لمدة تزيد على ستة أشهر؛ أعلن اليوم عن تعيين السفير والإداري حميد شبار سفيرا للمغرب بموريتانيا...

السفير الجديد والأستاذ الجامعي سابقا، تقلد مهام إدارية ودبلوماسية يذكر منها والي مدير التعاون الدولي بوزارة الداخلية، ووالي على جهة واد الذهب الكويرة وعامل بمدينة الداخلة، وسفير للمغرب بدولة غانا، وقبل ذلك كان يشغل منصب العامل المنسق مع بعثة الأمم المتحدة بالصحراء المنورسو...

مهمة السفير الجديد بموريتانيا لن تكون سهلة؛ وأحسب أن خبرته في الإدارة المحلية واطلاعه على ملف الصحراء فضلا عن مؤهلات العلمية وعمله الدبلوماسي السابق ستكون عونا له على إعادة الاعتبار لمركزية العلاقات الموريتانية المغربية، خاصة إذا كلف نفسه جمع ومطالعة مذكرات الساسة والإداريين الموريتانيين ودرسها بعين الباحث غير المتحيز، وجدد خلفيته العلمية والمعرفية عن تاريخ موريتانيا الحديثة وما عرفه من مد وجزر، وما تميز به من تقلبات ليس تأخر  اعتراف المغرب باستقلالها وكذلك حرب الصحراء بعيدين عن التأثير فيها أي العلاقات المغربية الموريتانية..

 

  إضافة إلى التحرر من قيود النظرة الفوقية، والابتعاد عن أحكام القيمة المسبقة،  والمسارعة إلى تجديد أساليب عمل السفارة بما يخدم العلاقات بين البلدين ويجنبها التجاذبات القاتلة... 

ولعل من أهم المداخل المستعجلة التي لها صلة بعموم الراغبين في زيارة المغرب من الموريتانيبن إيلاء العناية الكافية لملف التأشيرات والعمل العاجل على تنظيم جيد لاجراءاتها، مع السرعة المعقولة، والقضاء على الفوضى والسمسرة والوساطات التي عششت أمدا طويلا في السفارة حتى صارت ميزة لها بالتواتر..

 

كما ننتظر منه الاهتمام بتتبع منسوب الوعي المتزايد لدى عموم الشعب الموريتاني الموسوم برفض منطق الوصاية من أي كان ولو كانت القيادة الموريتانية الحالية؛ وليراجع ما ينشر يوميا دون تحفظ سعيا للتحرر من الإملاءات والتوجيهات التي لا تحقق للموطن غاية.. 

 

 والمطلوب أيضا تطوير العناية بالتواصل الفعال مع المثقفين والإعلاميين، فضلا عن أطر الدولة ومسؤوليها، وعرض الخبرة المغربية في الملفات التنموية التي ثبت نجاحها، وتنظيم أنشطة ثقافية وعلمية وإعلامية مع الجهات الشعبية والرسمية..

حضرت مرة اجتماعا عاما في  مدينة العيون تناول بعض معيقات حل معضلة الصحراء، وكان حينها السفير حميد شبار عاملا منسقا مع المنورسو فلفت انتباه الحاضرين كلامه بثقة عن أخطاء الدولة المغربية في تدبير ملف الصحراء ومن أبرزها بنظره الخلط بين الجانب السياسي والجانب الاجتماعي وقتا طويلا مما سبب في تفاقم الفرقة وذكى الكراهية لمن قضى بتشتيت الأسر الواحدة؛ وذكر أن من الواجب الفصل بينهما وجعلهما مسارين مختلفين لرفع الحيف والضرر عن الناس وإبداع طرق وأساليب ترمي إلى التخفيف من المعاناة الإنسانية، وتسهيل التواصل الإجتماعي لبناء الثقة وهو ما تكلل حينها بتنظيم الزيارات بين العائلات الصحراوية تحت إشراف الأمم المتحدة..

آمل من السيد السفير أن يمتلك خاصية الإنصات الجيد وأن يبلور تصورات ترقى بالعمل الدبلوماسي المغربي الموريتاني وتجتهد في الابتعاد عن المثيرات الكثيرات... والله المستعان.