رسالة إلى المدير الجهوي للتهذيب بولاية الحوض الشرقي

بسم الله الرحمن الرحيم الرحيم 

والصلاة والسلام الله على نبي أمة القراءة ،المأمور بأول فعل،"اقرأ"، وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. 

 

السيد: محمدن ولد المختار
 

بعدما يليق بكم من التحية والسلام متمنيا لكم موفور الصحة والعافية، يطيب لي أن أبعث إلى سيادتكم الموقرة هذه الرسالة وتفصلنا أسابيع قليلة عن عام دراسي جديد، أرجو أن تقفوا على مضمونها والغرض من إرسالها وانتم تتولون الإشراف على تعليم في ولاية مترامية الأطراف، وذات كثافة سكانية هامة، مما يقيم عليكم مسؤولية جسيمة بها يرتبط نمو بلد ونهضة أمة ووعي مجتمعات عانت من آفة الجهل عقودا عديدة.

 

لا شك أنكم أضفتم إضافة نوعية عند توليكم مهامكم في الولاية، وحاولتم القضاء على الكثير من المظاهر السلبية في العملية التربوية واستأصلتم جذورها بمحاربة الغش والتزوير وطبقتم في ذلك المساطر القانونية. 

 

هنيئا لكم على تلك الإرادة الجادة والخطوة الجبارة، واقدمتم عليها حين تقاعس عنها غيركم، فلكم جزيل الشكر والامتنان، وأعانكم الله على حمل الأمانة. 

 

أبعث إليكم هذه الرسالة بصفتي ابنا من أبناء بلدية اطويل، حيث تلقيت التعليم الابتدائي هناك حتى نلت شهادة ختم الدروس الابتدائية من مركز أگوينيت...

 
1. أحيطكم علما أن هذه البلدية من أكبر بلديات تمبدغة مساحة، بل تعد من كبريات بلديات الحوض الشرقي، حيث تقع حدودها بين بلدية تمبدغة وبلدية ولاية وولاية الحوض الغربي ويقطن على هذا المجال الجغرافي آلاف السكان يفتقد أبناءهم خدمة التعليم في القرن الحادي والعشرين. 

 

فهذه البلدية وصل عدد ناخبيها حسب الانتخابات التشريعية الماضية حوالي 6000 ناخب، إذا أضفنا إلى هذا العدد الذين لم يظهروا على اللائحة الانتخابية وقارنا ذلك بعدد الأطفال الذين هم في سن التمدرس، سنجد آلاف التلاميذ، أو على الأقل من يحق لهم التعلم ومع ذلك ينخر الجهل تلك الأجيال. 

 

سيدي المدير،

هنالك مدارس أسماؤها موجودة عند المفتشية، والتلاميذ موجودون وتنتهي السنة الدراسية ولم يزرها مدرس وإن زارها مع الافتتاح خوفا من مجهول فإنه لايمكن أن يمضي أسبوعا أحرى شهرا في مكان عمله ، لا أتهم شخصا بعينه لكن هكذا كانوا وهكذا قالوا. 

 

2- هناك تجمعات سكنية وصل عدد التلاميذ فيها إلى الحد المطلوب لفتح قسم أو مدرسة، لكن نتيجة لتجاذبات سياسية بين هذا وذاك يفقد الأطفال الأبرياء خدمة التعليم (ماء الحياة). 
أرجو منكم الوقوف على ذلك قبل الافتتاح. 

 

3- هناك مدارس أنشئت لأغراض سياسية ولم تستوف الشروط فما ذا أنتم فاعلون في ذلك سيدي المدير. 

4- أما إعدادية بوسطه الفريدة فإنها ظلت متنفسا للأسر الحالمة بتعليم لأبنائها (يحقق المطلوب ولا يزيد الأعباء) فإنه من الملح فتح المرحلة الثانوية لسد حاجة أبناء المدن والقرى المجاورة لها، ولايكلف الدولة ذلك إلا جرة قلم بتقرير منكم يبين الجوانب الإيجابية والسلبية لعدمه. 

 

5-  سيدي المدير البنية التحتية حدث عن واقعها ولا حرج والمخجل في الأمر أن عاصمة البلدية لاتوجد بها بناية مدرسة والسكان يؤجرون محلات لتعليم أبنائهم، فهل وقفتم على ذلك الواقع سيدي المدير يوما واحدا وانتم في عامكم الثاني هناك.؟

 
سيدي المدير أنتم أمل ساكنة بلدية اطويل للنهوض بتعليمها بعد أن وصل إلى مرحلة يرثى لها، وهي الأرض التي أنجبت الإداريين والعسكريين والسياسيين والمثقفين........ إلخ. وتخلى الجميع عنها .

 

سيدي المدير،

أبعث إليكم هذه الرسالة الأولى إلى شخص مثلكم آمل أن تجدوا حلا لتلك المشاكل التي تنخر تعليم المنطقة. 

 

سيدي المدير،

أرجو أن تقفوا على وجع التعليم فتعالجوا من موقع الطبيب المختص فإنه يحتضر، وأنا لكم ناصح أمين وأذكركم بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته...) وبقدر التكليف تكون المسؤولية، فالله الله في أبناء وطنكم. 

 

الشيخ أحمد ولد اعل، أحد أبناء اطويل. 04 - 09 - 2022 - الموافق 7 صفر 1444 هجرية