على مدار الساعة

للإنصاف.. عن مسار الأداء في المجلس البلدي بالزويرات

10 سبتمبر, 2022 - 10:46
أحمد فال بن الشيباني

طالعت في مواقع التواصل الاجتماعي عنوانا لتدوينة أو تغطية للأمسية التي نظمها قسم تواصل مع منتخبيه المحليين حول الدور الذي لعبوه إلى الآن خلال المأمورية الجارية للبلدية والجهة فوجت العنوان "استياء مستشاري تواصل من اختطاف جهودهم في البلدية" غير مناسب لما أثير في الموضوع وكان الأنسب في رأيي: "استياء مستشاري تواصل من العجر المتواصل من الجهاز التنفيذي للبلدية عن الاستغلال الأمثل للموارد الكبيرة المالية واللوجستية التي بحوزة البلدية منذ سنتين وإلى الآن، والتي شاركنا بشكل فعال في إيجادها وتدعيمها من أجل النهوض بمستوى الخدمات التي ينتظرها المواطن المساهم في ميزانية البلدية" وهذا يستلزم مني وضع الأمور في نصابها الصحيح  وسياقها المناسب.

 

دخلنا البلدية بعد انتخابات صيف 2018 ضمن تحالف حزبي تقدم بلائحة مشتركة بين تواصل والتحالف من أجل العدالة والديمقراطية وكنا بين خيارين أن نلعب دور معارضين مشاكسين ومثبطين لخصم اختطف منا فوزنا بوسائل أقل ما يقال عنها أنها غير شفافة، أو ندخل في إطار شراكة سياسية وتعايش سياسي من أجل الصالح العام ومصلحة الساكنة وتغليب المصلحة العامة على النزعة الحزبية، وكان المنحى الأخير هو خيارنا رغم الغبن وعدم الوفاء بأهم مضمون ذلك الاتفاق الذي حصل والذي تم برعاية رئيس غرفة البرلمان، وكان يقتضي قيام العمدة بتفويض بعض الصلاحيات لنواب العمد الذين عينوا من فريقنا.

 

دخلنا المجلس البلدي بروح الفريق الفاعل والمتفاعل فترأسنا بعض اللجان وشكلنا عضوية البعض.

 

من أهم اللجان التي أخذنا رئاستها والتي دعمت قدرات البلدية بشكل لافت اللجنة المالية والإدارية برئاستي، والتي أعطت دفعا غير مسبوق للقدرات المالية للبلدية. فالبلدية عند استلامها كانت بلا وسائل لوجستية لا للنظافة ولا للسقاية ولا حتى للنواحي الإدارية (العمدة لم يكن بحوزته سيارة من المؤسسة) ولم تكن لديها موارد مالية تستطيع النهوض من خلالها بالأعباء والواجبات الملقاة على كاهلها. والسبب في ذلك: مقاربة العمدة الأسبق الشيخ ولد باية الذي ألقى كثيرا من الضرائب والرسوم البلدية ليستعيض عنها بالجباية على شركات التعدين وللظروف المعروفة من تراجع السوق الدولية للحديد غادرت بعض هذه الشركات وتراجعت قدرات المتبقي منها مما أفسد تلك الحسابات فلم تحصل البلدية على موارد جديدة بعد أن جففت مواردها الذاتية.

 

إذا بدأنا بهذا القاع والنفق المظلم الذي لا يترأى من أي زاوية منه بصيص أمل للنهوض والإقلاع لكن المؤمن لا يسد عليه باب.

 

كانت الرؤية واضحة في أذهاننا تحريك الموارد وإيجاد مصار جديدة فعمدت إلى تحليل الميزانيات والحسابات الإدارية والتسييرية وقدمت المقترحات والاستدراكات الفعالة وقدت المفاوضات الشاقة (من أهمها المفاوضات مع شركات معالجة التربة والتي ساهمت بزيادة موارد الميزانية بأزيد من الثلث العام المنصرم) فنمت الموارد وتنوعت الروافد حتى أشاد بذلك العمدة الراحل رحمه الله في آخر دورة يحضرها قبل سفره الاستشفائي الأخير، وأشاد به الحكام الذين يحضرون دوراتنا خاصة ولد امخيطرات أكثر من مرة، ويشهد بذلك مدير الخزينة، ومسؤول الشؤون المالية والإدارية للبلدية، وزملائي المستشارين. وهذا ما جعل العمدة بالنيابة بوب عند تنصيب العمدة الحالية يفاخر بأن البلدية رصيدها المالي كبير ومحفظتها منتفخة وهو ما استأت منه لأن البلدية مواردها للإنفاق على الخدمات وليست للادخار في الخزانات.

 

وقدمت استشارات نفيسة في التسيير والإجراءات التسييرية والمالية مما أدر على البلدية موارد سخية.

 

مع زملائي من مستشاري تواصل لم تسجل علينا غيابات عن الدورات وكنا فاعلين ومنعشين ملحوظين للنقاشات والمداولات من غير أن تتعثر بسببنا أي مداولة سليمة، بل اقترحنا زيادات للعمال ودافعنا عن تحسين ظروفهم، وطالبنا بالتمييز الإيجابي في حق الباعة البسيطين في الأسواق في الجباية والرسوم.

 

كما طالبنا بتوجيه الإنفاق نحو الوسائل اللوجستية التي من شأنها أن ترقى بمستوى خدمات البلدية، فاقترحنا شراء السيارات ثلاثية العجلات، وتم بإشرافي شخصيا ودعمنا مقترح شراء سيارة خدمة، واشترطنا أن تكون رباعة الدفع وخارجة من المصنع، وتم ذلك، واقترحنا اقتناء البلدية لمعدات مكافحة البعوض وتمت الموافقة عليها، وجدولت في الإنفاق، لكن تعثر الجهاز التنفيذي حال دون التنفيذ، واقترحت شخصيا أن يتمثل دعم "اسنيم الخيرية" لهذا العام في الوسائل اللوجستية الداعمة لدور البلدية الخدمي وهو ما حصل، فالآن البلدية تتسلم بمقتضى ذلك صهريجا لتفريغ الصرف الصحي وشاحنة حاويات لنقل القمامة وثلاثة صهاريج لنقل الماء الشروب.

 

كما تقدمت في إطار المكتب البلدي في بداية السنة الثانية، وبعد شراء معدات جمع القمامة (السيارات ثلاثية الدفع أو "واوات" كما هو متداول في تسميتها) برؤية متكاملة للتعامل مع الظاهرة المستفحلة وبعد أن أجيزت الخطة وتقرر أنها ستطبق في إطار فريق متضامن، تفاجأنا بإخراجها في توظيف سياسي ضيق مما فرض الابتعاد عنها من طرف مصدرها ومصممها فباءت بالفشل، ومرت من دون جدوى. ثم أعدت الكرة الآن وضغطت لإحياء الفكرة من جديد واستغرق ترتيبها ومعالجة مدخلاتها أزيد من أسبوع لأتفاجأ بإخراجها في ذات السياق الأول الذي ثبط الأولى ويهدد بإفشال الحالية. فاتصلت بالعمدة وعبرت عن امتعاضي واستغرابي.

 

إن البلدية في السابق عانت من غياب العمدة الراحل بسبب المرض وانعدام الثقة بينه ومن فوض فأعطى تفويضا مشروطا وناقصا أصاب الجهاز التنفيذي بالشلل والعجز. والآن العمدة تنقصها التجربة والخبرة وأخاف أن يذهب بها فريقها المقرب منها سياسيا وإداريا في اتجاه يحرمها من قدرات الآخرين والشراكة الفعالة. وليس لها من سبيل لتدارك قليل الوقت المتبقي من هذه المأمورية سوى العمل في إطار فريق متضامن خارج الأطر السياسية والحزبية الضيقة.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صورة  انطلاق الحملة الجديدة لإزاحة القمامة: بعد أن رتبنا لها معا وتقدمنا كما في السابق بأهم الأفكار والطرق السليمة لإنجاحها تفاجأنا بخرجة إقصائية، لكن الأفكار والخطط لا تنجح إلا بأيدي مصمميها وأذهان مبدعيها.