على مدار الساعة

تحالفي مع المجاهدين تنصري على القاعدين.

6 يوليو, 2017 - 00:44
وكتبه القوي بالله: الطالب أخيار أعمر سيدي

أعتقد أن العالم اليوم تحت فسطاطين: فسطاط المجاهدين الذي يقوده المقاومون للغزو والاحتلال، وهذا الفسطاط يجلس تحت ظلاله الوارفة أهل غزة والمجاهدين في سيناء وأفغانستان والعراق وسوريا واليمن والصومال وليبيا والساحل...

 

والفسطاط الثاني يجره القاعدون مع الخوالف الذين مهدوا لدخول الغزاة إلى البلاد وظاهروهم ومكنوا لهم أيٌما تمكين، وعلى رأس هؤلاء حكام العرب والمسلمين ومن سار في فلكهم من العلماء والعوام.

 

ومن الغريب أن أصحاب الفسطاط الأول ُوسِموا بكل النعوت الذميمة من التطرف والتشدد والعنف والغلو وقتل الأبرياء، وهم المجاهدون المقاومون للاحتلال، الذابون عن حوزة البلدان، التائقون إلى تحرير المقدسات والأوطان.

 

ووصف أهل الفسطاط الثاني بأنهم المعتدلون الوسطيون المسالمون، وهم من فرط في المقدسات والأوطان، وخان قضايا المسلمين بدءا بالقضية الفلسطينية، وانتهاء بالقضية الأفغانية والعراقية والسورية... ضيع هؤلاء القاعدون المسجد الأقصى ويبدو أن المسجد الحرام في طريقه إلى الضياع، حين نرى السعودية وشريكاتها في الخليج وغيره تهرول للتطبيع علنا مع الكيان الصهيوني المغتصب، فيا للعار!؟ ألا تعتبرون بالمطبعيين الأوائل؟! ألا تتعظون بمصر والأردن وغيرهما؟! حين لم يزدهم التطبيع إلا خيبة وهوانا، وفقرا ودمارا، {إنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا}.

 

أما علمتم أن ما أخذ بالقوة لن يسترد إلا بها!؟ فلا سبيل إلى استرجاع ما ضاع من بلاد المسلمين إلا بالجهاد والمقاومة، لا بالاستسلام والقعود والعمالة.

 

إن حكام العرب والمسلين صاروا طوقا وحرزا منيعا لأعداء الله الغزاة المحتلين، وإنه يتحتم كسر هذا الطوق، واقتحام ذاك الحرز، ليكون ذلك طريقا إلى تحرير المقدسات والبلدان، وتطهيرها من درن هؤلاء وأولئك، لكن هذا يحتاج إلى تضحيات كبيرة، وجهود جبارة، عبؤها يقع على عاتق العلماء فعليهم أن يقودوا المعركة قولا وفعلا  بتحريض المؤمنين على القتال والمقاومة، فالمؤمن ـ كما قال صلى الله عليه وسلم ـ يجاهد بسيفه ولسانه، فالعالم يجاهد بلسانه ببيان الحق، والعسكري يجاهد بسلاحه، والغني يجاهد بماله، إعزازا للدين ودفعا لاعتداء المعتدين، وباقي الأمة يحرض ويشجع {من يشفع شفاعة حسنه يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها}.

 

إن الله فرض جهاد الكفار والمنافقين، فقال: {يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين  واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبيس المصير}، فجهاد الكفار بالسيف، وجهاد المنافقين باللسان إن أسروا، و بالسيف إن أعلنوا، فهاهم حكام العرب على رأسهم مملكة آل سعود أظهروا  ما كان خفيا من محادة الله ورسوله والمؤمنين، وموادة الصهاينة والصليبين، وكأنهم لم يسمعوا قول الله تعالى {إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز}، وقوله تعالى {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادٌون من حاد الله ورسوله...}،

 

إن المجاهدين والمقاومين هم من رسل الله، وقد وعدهم الله بالنصر والغلبة ـ {لأغلبن أنا ورسلي} ـ فما عليهم إلا أن يخلصوا النية لله سبحانه ويزحفوا على هؤلاء زحفا غايته النصر أو الشهادة {ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما}، فالحياة ليست غاية وإنما هي وسيلة لإعزاز الدين والدفاع عن العرض والأرض والمقدسات، وتحريرها من الغزاة.

 

فماذا تنتظرون وأنتم الموعودون بإحدى الحسنيين: إما النصر أو الشهادة.

 

فعلى العلماء أن يتحملوا مسؤولياتهم في بيان الحق، وليعلموا أن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر، وليدركوا أن أجرهم على الله ـ {إن اجري إلا على الذي فطرني} ـ  لا على الملك أو الرئيس أو الوزير،  بادروا قبل أن تصدر لائحة عار أخرى.

 

وعلى الأغنياء أن يبذلوا أموالهم في سبيل الله لتحرير الأوطان والمقدسات، وليعلموا أن الله حثهم لبذل أموالهم في هذا السبيل، وعاتب وذم المقصرين القابضين أيديهم فقال: {وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فأما الذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير}، وقال: {ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه، والله الغني وأنتم الفقراء..}.

 

وعلى الجيوش العربية والإسلامية أن تنهض بمهمتها في الذب عن المقدسات والأوطان، فتصد العدوان، وتحرر المقدسات والأوطان، ولا تكن قوة مسخره في أيدي القاعدين الظالمين المفسدين الذين جندوا الجيوش لحماية عروشهم وكروشهم وكراسيهم وحماية الصليبيين والصهاينة.

 

وعلى الإعلام العربي و الإسلامي ألا يسير في فلك الإعلام الغربي الذي جعل من الجهاد والمقاومة إرهابا وعنفا وتشددا وتطرفا، لا تكونوا إمعة إن أحسن الناس أحسنتم، وإن أساءوا أسأتم، لكن إن أحسن الناس فأحسنوا وإن أساءوا فلا تسيئوا، واهجروا كلمة الإرهاب وأخواتها في إعلامكم فإنها صارت سيفا مسلطا على رقاب المجاهدين والمقاومين، استبدلوا هذه الكلمة بكلمة أخرى معبرة عن حقيقة الجهاد والمقاومة المتمثلة في أهل غزة وقاعدة الجهاد بجميع فصائلها في العراق وأفغانستان وسوريا واليمن  وسيناء و الساحل وغيرها... سموا هؤلاء مجاهدين، وإلا فسموهم بما سموا به أنفسهم، وإلا فأيقنوا أنكم مشاركون في الحرب على المجاهدين والمقاومين إعلاميا، {ولا تلمزوا أنفسكم، ولا تنابزوا بالألقاب}.

 

وإنما يستحق هذا الوصف ـ الإرهاب ـ المشنع المشيطن للمجاهدين والمقاومين، من بدأ بالعدوان واحتل المقدسات والأوطان، وهم الصهاينة والصليبيون والشيوعيون ومن ظاهرهم وأمدهم بأرضه وبحره وجوه وماله وجيشه، فما ظهر المجاهدون والمقاومون إلا بعد عدوان هؤلاء، فهم السبب، وإذا زال السبب زال المسبب، فأوقفوا إرهابكم يتوقف عنكم الإرهاب ـ كما زعمتم ـ و إلا فلا تنتظرون إلا جهادا مستمرا ومقاومة  مستميتة حتى تحرر المقدسات والأوطان، ويصد العدوان، قال صلى الله عليه وسلم: (ولا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة).

 

وإذا ما أرادت دولة قطر أن تنتصر على القاعدين فعليها أن تتحالف مع المجاهدين والمقاومين، وتطرد المحتلين الغزاة من قاعدة العديد، إذ أن هذه القاعدة ومثيلاتها في الخليج وغيره هي مصدر الشر كله والعدوان على بلاد المسلمين عن قرب، فمنها احتلت أفغانستان والعراق وسوريا... ومنها تُوجّه الضربات تلو الضربات إلى سائر البلدان العربية والإسلامية.

 

فكونوا معشر المسلين تحت  فسطاط المجاهدين والمقاومين تنصروا، {أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون}، ولا تكونوا تحت فسطاط القاعدين فتهزموا، {أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون}.