على مدار الساعة

نواكشوط عاصمة للثقافة الإسلامية 2023

8 يناير, 2023 - 10:34
د/ختار الشيباني  وزير الثقافة سابقا

تعتبر العاصمة الثقافية أهم مكون من مكونات مساهمات الدول الإسلامية في تجسيد العلاقات الثقافية بين الدول الأعضاء، وترتبت عليه تبادل للأفكار والمعلومات والفن وغيرها من جوانب الثقافة بين الأمم لتعزيز التفاهم المتبادل، وتشكل عنصراً هاما في الجهود الدبلوماسية الأوسع نطاقا، وتحتوي ببساطة على كل ما تفعله الأمة لتعريف نفسها بالعالم.

 

 وبما أن العاصمة الثقافية تعتبر سفارة سنوية للتعريف من جهة بثقافة البلد المضيف للعاصمة، كما كانت جسرا للتعارف الثقافي المكين بين الدول المشاركة من جهة ثانية وقد تسلمت بلادنا شعلة تنصيب مدينة نواكشوط عاصمة للثقافة الإسلامية 2023 في مطلع هذه السنة.

 

وبما أن برنامج عواصم الثقافة الإسلامية يهدف إلى توطيد أواصر العلاقات بين الشعوب التي تتشارك في كثير من المفردات والعناصر، من خلال إقامة حوار إبداعي بينها وتعزيز مجالات التواصل الفكري بين أبناء الأمة الإسلامية، كما يعمل على إبراز مضامين التراث الزاخر بالمفاهيم التي تدعو إلى التسامح والتعايش أمام العالم وتقديم صورة حقيقية عن الحضارة الإسلامية العريقة.

 

وبما أن بلادنا استطاعت خلال السنة الماضية أن تنجح في جعل نواكشوط عاصمة للثقافة الإسلامية في عام 2023 وتسجيل المحظرة المعارف والتقاليد الشفهية على قائمة التراث في العالم الإسلامي.

 

كما تم كذلك تسجيل بعض المواقع التراثية الموريتانية على قائمة التراث في العالم الإسلامي.

 

وتضم هذه المواقع كلا من  موقع الرشيد، موقع كصر البركة، موقع كصر السلام، المدينة القديمة بأوجفت، موقع كانا، موقع المدينة القديمة  بجول، موقع جيري تومبري، مزار تادرت.

 

وبناء على ما سبق فإنه من اللازم على الدولة أن تعزز جهودها في حماية التراث وصونه وبخاصة التراث المعرض للأخطار، وكذلك تأهيل الأطر البشرية العاملة في مجال حماية التراث وصونه، وتدريب الفاعلين الثقافيين على تدبيره، وإدماج سكان المجتمعات المحلية ومؤسسات المجتمع المدني في مجال تدبير التراث.

 

ومع أن موريتانيا تعتبر بإجماع العالمين العربي والإسلامي منبعا متدفقا ورافدا كبيرا من منابع وروافد الثقافتين الإسلامية والعربية، إلا أنها لم تتشرف بتنظيم هذه المناسبة التي تتنافس عليها الدول الإسلامية والعربية، حتى يتهيأ لنا التعريف بثقافتنا تعريفا معاصرا يعضد التعريف التاريخي الذي لايزال عالقا بذاكرة الجميع، وكذلك توفير مناخ ثقافي حيوي للشباب والمثقفين والمفكرين وأهل العلم من نخبتنا للتعرف على ثقافات الشعوب العربية والإسلامية عن كثب، لأن تنظيمنا لهذه العاصمة سيلفت انتباه شركائنا الثقافيين الخارجيين بشكل متزايد إلينا.

 

 ولعله من المهم أن نؤكد أنّ اختيار نواكشوط عاصمة للثقافة الإسلامية لم يكن من فراغ، وإنما بسبب شهرة الشناقطة ومكانتهم التاريخية.

 

ولعل ما يعني  موريتانا اليوم هو: كيف تؤسس لخطاب حول الهوية الثقافية الموريتانية، ذات العمق العربي – الإسلامي، يندرج في إطار مشروع الانفتاح والحداثة،.