على مدار الساعة

للإصلاح كلمة

28 يوليو, 2023 - 16:42
الأستاذ محمدو بن البار

للإصلاح كلمة تبين لكل من الحكومة والنائب محمد بوي وكل النواب خطأهم في الموضوع

 

إنه من المعلن أن سبب كلام النائب عدم إسراع الحكومة في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم والذي أغضب الحكومة هو تحويل الإساءة بالتلميح إلى رئيس الدولة وإضافة الإساءة إليه كأنه المعني بها.

 

ومن المعلوم أنه عند ذكر النبي صلى عليه وسلم ينصرف الذهن إلى الدين الإسلامي والخوف من تبعاته يوم القيامة، وبذلك يعود الذهن مباشرة إلى القرآن المصدر الوحيد لأوامر الآخرة في الدنيا والمؤاخذة عليها يوم القيامة كما قال تعالى للمخالفين: {لهم عذاب في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أشق ومالهم من الله من واق}.

 

فإذا نزلنا إلى ساحة نواكشوط حكومة ونوابا وكتابا، نجد أن الجميع كل من موقعه يسيء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.

 

فكل مسلم حقيقة يدرك أن الإساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بما فيها عدم احترام كل جنابه الشريف وأن المساس من ذاته وعرضه من أعظم الموبقات، لكن هذا معه أيضا أن أي مساس أو عدم احترام لما جاء به من عند الله ولم تنفذه سلطة أمته أو نوابها أو كتابها هو خيانة له صلى الله عليه وسلم.

 

ومن ما جاء به من عند الله أولا إحصاء وتسجيل كل نطق من أي موريتاني وغيرهم للمحاسبة عليه غدا. وتحقيقا لذلك فالله يكتب الآن على الحكومة عدم تطبيق حقوق الله على كل معتد على حدود الله، والمعتدي في أحكام الله بعدم تطبيقها لا ينتظر من المسلمين احترامه إلا خوفا من السلطة لا وجوبا لاحترامه هو ولو سن لاحترامه قانونا يطبقه على المخالف فاحترام مطبق شرع الله يقع خوفا من الله من العذاب عليه يوم القيامة واحترام عدم المطبق خوفا من عقوبة الدنيا فقط.

 

فالنائب محمد بوي ومع زملائه النواب الموصوفين بالمشرعين بعضهم يقول إنه محصن بالمادة خمسين من الدستور وبعضهم يريد رفع الحصانة عنه د ستوريا أيضا، فكأن الخالق والمجازي على الفعل هو الدستور.

 

ومع ذلك لم يثر أي أحد منهم عدم تطبيق شرع الله كأنه لا يعترف أن ذلك إساءة إلى الله وإلى رسوله، والله لم يمهل المسيئين إلى الله بعدم تطبيق شرعه إلا في عمر الشخص المحدود في الدنيا، فكم بين أيديه الآن منهم لا دستور معهم يحصنهم من عذاب الله يقول تعالى: {تلك حدود الله} إلى قوله تعالى {ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده ندخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين}.

 

وأما الكتاب الذين يناصرون هذا أو ذاك مع معرفتهم أن الله حصن كل مؤمن بحديث النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بحرمة أموال وأعراض المسلمين، وهذه الحصانة لا ترفعها مساندة الآخرين، وشر الناس من يأت على غير نفسه.

 

فجميع تصرف هؤلاء؛ الحكومة والنواب والكتاب في إنسان الله الذي خلقه من نطفة إلى قوله تعالى {ثم إنكم بعد ذلك لميتون} إلى آخر الآية هو خطأ في الدنيا يشملهم جميعا ولا تنفع فيه المقدرة على اختيار كلمة الإساءة الأشد تعبيرا.

 

فلا شك أن تخبط أهل الدنيا الآن جميعا معرضين بغيرتهم على الإسلام على جنابه صلى الله عليه وسلم وهم جميعا مخالفين لشرع الله: ليضحك صالحي هذه الأمة الذين وصلوا للآخرة وقبلت منهم أعمالهم، وهذا وحده هو ساعة معرفة الصالحين بذواتهم لأن الصلاح يتعلق بإخلاص العمل الصالح لله ولا يعرفه المرأ نفسه أبدا إلا بعد لقاء الله.

 

فأكثر أهل الدنيا يحسبون أنهم يحسنون صنعا.

 

ومع ذلك أيضا في الموضوع، فالإسلام كتب مسطرة لإقامة أي حد، فإذا كان النواب أو غيرهم يطالبون بإقامة حد خاص وحده انتصارا لشرع الله فليتركوا شرع الله يستوفى مسطرته كما قال صلى الله عليه وسلم لمن أخبره أنه وجد زوجه تفعل الفاحشة فقال صلى الله عليه وسلم لصحبي اسمه أنيس "اغد يا أنيس إلي امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها"، لا قبل الاعتراف.

 

فالإساءة على النبي صلى الله عليه وسلم تخر لها الجبال هذا ومن حق السلطة ألا تخاف في تنفيذ عقوبتها لومة لائم ولكن أنبه فقط أن عقوبة الله لمن لم يطبق شرع الله تنتظر المعنيين بذلك لئلا يكونوا هم معتدين على تطبيق شرع الله وهم لا يشعرون.

 

وخلاصة المنشور أن يعلم الجميع أن تحركهم حكومة ونوابا وكتابا تركوا به أعراضهم وسوأتهم بالنسبة للغيرة على الإسلام مكشوفة لمن يحفظ القرآن ويتيقن أن قوله تعالى {اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم}، صحيحة المعنى وطلب التنفيذ لقوله تعالى {هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق}، {ما يبدل القول لدي}.