على مدار الساعة

باحثة ترصد دور وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الإلحاد بموريتانيا (مقابلة)

3 أغسطس, 2023 - 16:59
الباحثة نبوية سيد خلال مقابلة أجرتها معها وكالة الأخبار المستقلة

الأخبار (نواكشوط) – رصدت الباحثة الموريتانية في علم الاجتماع، نبوية سيد، عوامل وآثار تربط بين استخدام وسائط التواصل الاجتماعي وبين عدد من حالات الإلحاد في موريتانيا. 

 

وأظهرت الدراسة التي نشرت ضمن بحث لنيل شهادة الماستر من كلية الآداب بجامعة نواكشوط، أن 66.7% ممن شملتهم الدراسة يؤكدون أن الانترنت أذكت فيهم تبني الأفكار الإلحادية، في حين ترى نسبة 100% من عينة الدراسة (13 شخصا) أن مواقع التواصل الاجتماعي أثرت إيجابا في نشر الإلحاد في موريتانيا.

 

وتحدثت الباحثة نبوية سيد، في مقابلة أجرتها معها وكالة الأخبار المستقلة، عن دوافع اختيار موضوع البحث وآلية تحديد وانتقاء العينة محل الدراسة، وتناقش المقابلة بالإضافة لذلك معطيات الدراسة وتفاصيلها، وصولا للتوصيات التي خلصت إليها الباحثة.

 

وهذا هو نص المقابلة:

 

الأخبار: حدثينا عن بيئة الدراسة ودوافع اختياركم لهذا الموضوع؟

 

نبوية سيد: أثار موضوع الدراسة اهتمامي منذ فترة، منذ نهاية العام 2018، من خلال الدراسة والتمعن في مجموعة من مظاهر الرؤية المادية الإلحادية التي بدأت تغزو العالم كاملا ومن بينه موريتانيا، كانت هذه البداية، لكن لم تكن الرغبة حاصلة في جعله مشروع رسالة "ماستر"، إنما مشروع بحث بشكل عام، وكان الموضوع المختار لرسالة ماستر عن التنمية الماليزية دراسة مقارنة لبحث إمكانية الاستفادة من التجربة محليا في موريتانيا، لكن في الأخير ارتأى الأستاذ المشرف (د. عبد الله أحمد فال) أن يغير الموضوع، وخيرني بين عدة مواضيع من بينها "الآثار السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي.. المخدرات نموذجا"، فاخترت موضوعا جديدا لم يسبق الحديث عنه، وفي الأخير هو ملموس في الواقع ويؤثر علينا وعلى شبابنا، وأنا شخصيا لمسته في واقع كلية الآداب من خلال الحوارات التي تنظم في مقهى الكلية ومن طرف طلبة قسم الفلسفة وفي علم الاجتماع خصوصا.

 

كل هذا ولد لدي رغبة أن يكون لموضوع عن الإلحاد في المجتمع الموريتاني، أو على الأصح كان عنوان الرسالة الأصلي: "الآثار السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي.. الإلحاد نموذجا"، وبالتالي كان التركيز على مواقع التواصل الاجتماعي ودورها في اختراق القيم والانحراف العقدي عند الشباب.

 

الأخبار: كيف تحصلتم على عينة الدراسة؟

 

نبوية سيدة: التحدي الحقيقي كان في الطريقة التي سأحصل بها على العينة، أي على أفراد لديهم هذا الانتماء ومستعدين للاعتراف به، قد يكون هناك أشخص يلمحون لهذه القناعة واقعيا أو يعترفون بها أحيانا، ولكن لا توجد -في الحالة العادية- منطقة أمان وثقة تجعل بمقدور المعني تعبئة استمارة استبيان بهذا الخصوص يعترف فيها بإلحاده.

كانت الفكرة التي اقترح علي أحد الشباب المحتكين بهم، أن أتوجه إلى تطبيق كلوب هاوس، ففتحت حسابا في التطبيق، وتواصلت مع أحد الحسابات التي من الواضح أن صاحبها مارق عن الدين الإسلامي، وتعاطى معي بشكل إيجابي وأبدى كل استعداده، وربطني لاحقا بمجموعة من الشباب الملحد في موريتانيا، وأجرينا في فبما بعد اجتماعا صوتيا أتحدث فيه مع المجموعة، لدي لقطات مصورة منه، تحدث لي البعض منهم في الغرفة عن أسباب إلحاده، وسألوني عن دوافع العمل وأبدوا استعدادهم لتعبئة استمارة الاستبيان ونشرها في محيطهم الملحد فور جاهزيتها. 

 قمت كذلك بفتح صفحة خاصة بالدراسة على تطبيق الفيسبوك وتواصلت مع أحد الشباب الملحدين الذي كانت لديه صفحة نشطة، وبالمناسبة تحوي الكثير من التطاول على المقدسات الإسلامية، ومن خلال هذه الصفحة استطعت التقاط أشخاص موريتانيين من بينهم رجال ونساء تواصلت معهم وكونت معهم صداقات، ولم أخف عنهم كوني مسلمة لكن أخبرتهم أنني أعمل على إنجاز بحث يتعلق بالإلحاد وإبراز أن هناك مجموعة شبابية ملحدة تستحق أن يلتفت إليها، من خلال الحوارات البناءة وإيضاح فكرة لماذا ألحدت، وإقناعها ربما بالعودة للدين الإسلامي إن أمكن. 

أيضا هناك صداقات كونتها مع البعض منهم استطعت عن طريقها الحصول على مجموعة من الخيارات الشبابية الموريتانية التي تشاطرهم التوجه، وكانت الروابط تحيل إلى صفحات أشخاص حقيقيين وليس حسبات بأسماء مستعارة، تواصلت مع بعضهم وأحجمت عن التواصل مع البعض الآخر.
وحاولت من أجل تفادي تعدد الحسابات ذات المستخدم الواحد، أن أبني أولا صداقتي مع الأفراد ثم أعطيهم الاستبيان لاحقا، لأتأكد أن الصفحة غير مكررة. 

وخلال هذه الفترة، تقريبا شهرين، تواصلت مع ما يقارب 25 فردا ملحدا، لكن لم يكونوا جميعا على استعداد لتعبئة استمارة الاستبيان الألكتروني، فقط 9 أبدوا استعدادهم فيما بقية العينة حصلت عليها عن طريق علاقتها بالمجموعة المستعدة.

 

الأخبار: ما هي أبرز الاستنتاجات التي تحصلتم عليها من خلال تحليل بيانات الاستبيان؟ 

 

نبوية سيد: الاستمارة الالكترونية التي عبئت كانت مكونة من 24 سؤالا، والعينة كانت عبارة عن 13 فردا، 11 من جنس الذكور بالإضافة لامرأتين، فيما جاءت 20 سؤالا مغلقة أي أن خياراتها مغلقة أو متعددة، و4 أسئلة كانت مفتوحة تجاب كتابيا وللمجيب حرية الكتابة كما يشاء. 
وركزت أسئلة الاستبيان على تأثر المعنيين بالمواد الإلحادية المتوفرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وما هي أبرز مواقع التواصل الاجتماعي التي يرتادون، أو التي أدت إلى تبنيهم هذا الخيار أو أذكت فيهم القناعة بالتوجه الإلحادي، هل لديهم تجمعات على أرض الواقع، وكم ملحدا موريتانيا يعرفونه على أرض الواقع؟.

ومن أبرز النتائج التي اتضحت لي من خلال الاستبيان أن غالبية العينة كانت ذكورا، وحاولت أن أربط الموضوع بدراسة عند الدكتور بول فيت عن الإلحاد وميول الرجال إلى الإلحاد أكثر من النساء، وربط الدكتور بول فيت ذلك بمرض التوحد الذي هو أكثر في الرجال من هو في النساء، وربما يكون ذلك نتيجة أن جل الأشخاص الذين تواصلت معهم كانوا رجالا وربطوني كذلك بشباب مثلهم وبالتالي كانت الخيارات النسوية قليلة، خصوصا أن اللاتي التقيت نفين معرفتهن بنساء أخريات يشاطرنهن التوجه.

ومن الملفت كذلك تساوي أعداد المقيمين داخل البلاد مع أعداد المقيمين خارجها من عينة الدراسة، مما يعني أن العوامل التي أدت إلى الإلحاد لا تختلف بين الداخل والخارج، حيث كانت لدينا أصلا فكرة أن الناس تلحد خارج البلد والآن لدينا 12 فردا 6 منهم في موريتانيا و6 خارجها وواحد متحفظ لكنه بالفعل في موريتانيا. إذا لدينا 7 أشخاص في موريتانيا وفي الغالب لم يسبق أن سافروا للخارج حسب حديثي معهم، حيث ما يزال معظمهم طلابا في الثانوية والجامعة.

اتضح لي كذلك من خلال الحديث معهم ومن خلال إجاباتهم في الاستبيان أنهم ما زالوا يمارسون الشعائر الإسلامية في الغالبية وخصوصا الذين منهم في موريتانيا، فيما تخلى المقيمون بالخارج في مجملهم عن ممارسة هذه الشعائر، ومن خلال حديثي مع المجموعة ككل ما يزال لديهم ذات نمط الحديث المعتاد اجتماعيا ذو الطابع المسلم، بحيث لا يسعك التمييز بينهم وعموم المسلمين، فيردون السلام بشكل عادي ويرددون أثناء الحديث كلمات من قبيل الحمد لله ما شاء الله.. 

ولاحظت من خلال تتبعي لنشاطات البعض منهم ممن يتمظهرون بالإسلام، لاحظت عضويتهم بمجموعات على تطبيق الفيسبوك يمررون من خلالها بعض الرسائل، اطلعت مثلا على منشور لإحداهن تقول فيه إن من يتحرشون بها دائما ملتحون ومتدينون، كنوع من القدح في التدين، واطلعت على حديث أخرى عن البرور والعقوق وتتساءل حول لماذا لا يوجب الشرع برور الوالدين في حياتنا الشخصية (الزوجية)، في محاولة -بطريقة تحاكي العفوية وتتمظهر صاحبتها بالإسلام- لإزالة الهيبة والأبهة التي وضع الشرع حول برور الوالدين.

لاحظت أن لديهم نشاطا كيديا من خلال إيهام القارئ بإسلامهم فيما يمررون رسائلهم الإلحادية بأسلوب لا يسع القارئ معه أن يشكك في بحثهم عن مصلحة المجتمع وشبابه.

في الأسئلة المفتوحة سألتهم عن أسباب إلحادهم وعن إمكانية الاندماج في مجتمع مسلم، فكانت الأجوبة حقيقة صادمة، فكنت أعتقد أن الأغلبية ستكون لديها شبه إلهية، لكن الأغلبية تحدثت عن شبه تتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالتشريع الإسلامي، البعض منهم كتب نصوصا طويلة عن الأسباب والبعض كتب بشكل أقل، لكن فحوى الإجابات ككل كانت السعي للنيل من النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته، وقلة تحدثوا عن الله تبارك وتعالى وأسمائه وصفاته، مما يعني ومن خلال تكرر ذات الأفكار أن هناك تشربا لهذه الأفكار بشكل قصدي، لأن هذه الشبهات بالضبط هي التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال صفحات معادية للإسلام، وبالتالي أصبح الواضح من خلال هذه الأفكار أن من تبناها بحث عنها أو قرأها، رغم أن إجاباتها موجودة ومنشورة.

صدمني كذلك في إجاباتهم أنهم متشائمون، رغم أنها صفة تقال عنهم غالبا، لكن لاحظت ذلك بشكل واضح من خلال كلامي معهم ومن خلال الاستمارة التي ما زلت أحتفظ بها، حيث إن لدى البعض منهم رغبة في الانتحار ولا يعرف هل سينجب أطفالا نظرا لرغبته في إنهائه حياته، كذلك 5 أفراد منهم أجابوا بتنبيهم للمذهب اللا إنجابي وهو مذهب يرفض إنجاب الأطفال سعيا لاندثار النوع البشري. 

وبالتالي كانت هذه المعطيات توضح أن هذا الفكر فكر هدام وأن هؤلاء الشباب بحاجة لمن ينتشلهم من المستنقع الذي وضعوا فيه أنفسهم، وبالمناسبة فغالبيتهم كانت طيبة، وقليل منهم كان لديه تهجم على الإسلام أو على المقدسات، فقط لديهم أسئلة ولم يجدوا من يجيبهم عنها.

 

الأخبار: في ظل هذه الاستنتاجات.. ما هي أبرز مظاهر الإلحاد أو مقومات تبني الفكر الإلحادي في موريتانيا وفق ما توصلت له دراستكم؟

 

نبوية سيد: الإلحاد ليس ظاهرة جديدة، لكن الإلحاد المعاصر ظاهرة حديثة بدأت عام 2001  بعد أحداث الـ11 سبتمبر، حيث بدأت الماكينة الإلحادية   التي كانت موجهة للنصرانية بتوجيه سهامها للإسلام معتبرة إياه أكبر الشرور الموجودة الآن في العالم، وبدأ مصطلح الإلحاد الجديد من 2006 مع مقالة نشرها أحد رواد الإلحاد حملت عنوان "كنيسة الملحدين"، ومن هذه السنة بدأ يظهر هذا المعطى وبدأ أهله في العمل مع توفرهم على ماكينات إعلامية هائلة وتوجهوا للكتابة بمختلف أنواعها والإنتاج السينمائي، وبدأ هذا الفكر يصل لبلاد العرب والمسلمين بما فيها موريتانيا من تلك الفترة تقريبا لكن بدأت شوكته تقوى مع ثورات الربيع العربي. 

وقد أدت هذه الثورات إلى مستوى من الخروج على المألوف والترف الفكري الذي تشربت معه المجتمعات العربية هذا الفكر الجديد حسب الباحثين والمهتمين بالمجال، وأعتقد أن ظهور الإلحاد في موريتانيا ارتبط بنسق تسلسلي تصاعدي لأحداث معينة بدأ مع ثورات الربيع العربي محليا بإحراق أمهات كتب الفقه المالكي التي تمثل الإجماع المذهبي فقهيا في البلاد، ثم تلت ذلك حادثة كتابة المقال المسيء للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ثم مقال آخر يتطاول على الذات الإلهية، ثم تمزيق عدة نسخ من المصحف الشريف، وفي هذا السياق تولدت الجرأة على نقد النظرية الدينية في الأوساط الشبابية بالمقاهي والجامعات وعلى وسائط التواصل الاجتماعي، وبدأ الصوت يعلو بمجموعة من الأفكار الشاذة، حول النبي صلى الله عليه وسلم، وحول الإمامين البخاري وأبي هريرة، وطريقة جمع الحديث والفقه بشكل عام، مع محاولة جعل ذلك تحت غطاء التجديد. 

ثم وصل الأمر إلى نشوء حراك نسوي راديكالي يحاول أن يفرض الرؤية النسوية الراديكالية الإلحادية على المجتمع الموريتاني، وحين تلاحظون معي فإن رائدات الحركة النسوية عالميا في الغالب كن ملحدات، كن يتهجمن على الذات الإلهية وعلى النصرانية بالنسبة لأوروبا، وهنا كذلك كان تركيز الحديث على الذات الإلهية والتشريع وما علم من الدين ضرورة، وإثارة شبهات من قبيل تطليق المرأة نفسها وحرية نزع الحجاب والقدح في أنصبة الميراث الشرعية، وهذه الشبه كلها تتعلق بمسلمات شرعية لم يكن أحد يجرؤ على الحديث عنها، ولا أقول أن من تحدثوا عنها كانوا ملحدين لكن أقول إن هذه المشاهد تعكس مظهرا من مظاهر ثقافة الإلحاد التي تغزونا الآن بشكل أو بآخر، مما يحتم التعاطي معها بشكل إيجابي أو سلبي فهي موجودة وتشربها الشباب بطريقة لا واعية خطأ أو عمدا.

 

الأخبار: ما أهم التوصيات التي خلصت إليها الدراسة؟

 

نحن في الماستر ليس مطلوبا منا في الأصل تقديم توصيات، لكن قدمت في نهاية الرسالة توصيات عسى أن يطلع على البحث من بوسعه إحداث أثر إيجابي تجاه هذه الظاهرة أو الحالات التي باتت موجودة ولها أصداء تذكر في الواقع وتظهر من حين لآخر مؤشرات واقعية على وجودها كما حدث في مسابقة الباكلوريا الأخيرة.

ومن توصيات الدراسة أن هذه الظاهرة بحاجة لالتفاتة رسمية من الدولة من خلال مراجعة المناهج الدراسية، وتقييد المحتوى الإلحادي المعروض على الانترنت وحجب القنوات اليوتيوبية والتلفزية التي تعرض محتويات تشكك في العقيدة وتثير الشبهات، ومن خلال الجدية في التعامل مع الأشخاص الذين يتعرضون للرموز الحقيقية التي هي رموزنا الدينية والشرعية وإيقافهم عند حدودهم.

كذلك على الدعاة أن يجددوا في أسلوبهم الدعوي، حيث كان من المعتاد حين تسأل حول شبهة معينة أن يكون الرد أن استعذ بالله من الشيطان، بينما الموضوع لم يعد وسواسا إنما أصبح مادة متاحة وشبها مبثوثة على الانترنت، مما يستدعي لفتة من العلماء وعناية من الدعاة ليقدموا الإجابات العلمية والعقلية والشرعية الموجودة بوفرة لهؤلاء الشباب واحتوائهم.

وبدل التكفير ينبغي فتح نقاشات مفتوحة وتنظيم حوارات شبابية وخلق منصات حوارية تتيح التفاعل مع من يفضلون عدم الكشف عن هوياتهم والرد على استشكالاتهم. 

ومن ضمن التوصيات كذلك ضرورة إثراء المكتبات الوطنية بالمحتوى الذي يرد على الشبهات، حيث يوجد بها الآن الكثير من الكتب التي تثير الشبهات، فيما لا يوجد أي رد، زرت المكتبات الوطنية وقليلة جدا هي الكتب التي ترد على الشبهات الإلحادية أو عن الإلحاد المعاصر الذي يغزو العالم، لدرجة أن مجموعة من الكتب احتجتها في المجال اضطررت لاستيرادها من الخارج.

أيضا كذلك لا بد من تنقيح هذه المكتبات من الكتب التي تثير الشبهات وتتعرض للمقدسات وللذات الإلهية، ومن اللازم تقييد استيراد هذا النوع من الكتب ومنع تداوله.