على مدار الساعة

الأحزاب العتيقة وطوق النجاة ( ميثاق الجمهورية)

22 سبتمبر, 2023 - 18:11
د محمد الأمين شريف أحمد

اعتادت شعوب إفريقيا منذ ستينات القرن الماضي على كرم وسخاء الدول الاستعمارية، أو من تَتَسمى ببلدان العالم الأول، فمنحت آنذاك جل البلدان الإفريقية التي تقع تحت احتلالها الاستقلال السياسي التام، وأصبح الأفارقة محكومين بأبناء بلدانهم!. 

 

 وبعد مرور ثلاثين سنة و مع بداية التسعينات، جادت بلدان العالم الأول بالديمقراطية، و فرضت على حكومات بلدان العالم الثالث و بخاصة حكومات الدول الإفريقية ما يسمى في قاموسهم بديمقراطية العالم الثالث، و ما تتضمن من شعارات احترام حقوق الإنسان وحق حرية التعبير.. وحتى حرية انتخاب الرئيس الذي يمثلهم. وأصبحت الدول الإفريقية محكومة برؤساء منتخبين وفيها برلمانيون أوصلتهم أصوات الشعب، و فيها صحافة حرة.

 

والآن و بعد مرور ثلاثين سنة أخرى و نحن في نهاية الثلث الأول من العقد الثالث بعد فترة منح ما يسمى بديمقراطية العالم الثالث، و بعد ما كان من انتكاس لفرنسا ومن ورائها الدول الرأسمالية في بعض المستعمرات الإفريقية، يبدو أن بلدان العالم الأول سَتَجودُ علينا نحن الشعوب الإفريقية المقهورة مسلوبة الثروات بعطاء جديد، يلوح في الأفق غيم مطره، و ما أظن ما كان من تغيير غير دستوري في دولة الغابون وما سيتم في بعض البلدان الأخرى.. ما هو حاصل عندنا من تفاهم بين المعارضة العتيقة والنظام تجسد في ما يسمى  بميثاق الجمهورية، و ما سيتبعه من ترديد شعارات رنانة و قرارات و تعديلات دستورية وتشكيل حكومات جديدة؛ إلا مقدمة لاستراتيجية كونية قادمة، قد تكون طوق نجاة لأحزاب معارضة عتيقة على وشك الانتهاء، و ستطيل أمد هيمنة القطب الرأسمالي على ثروات الشعوب الإفريقية.