على مدار الساعة

نداء المؤرخين لفخامة الرئيس

13 يناير, 2024 - 13:47

فخامة الرئيس في سابقة لم تحدث من قبل حذف مقعد التاريخ الحديث والمعاصر في آخر ساعة من يوم أمس بعد أكثر من شهر على فتح استقبال الملفات ، وجاء هذا الإجراء التعسفي على إثر تمديد ثان لأجل انتهاء المسابقة أعلنت عنه اللجنة الوطنية للمسابقات ، وحين كان الفرح لا يسعنا بهذا التمديد إذا به مذيل بخبر صادم ومخيب للآمال أبعدت به مقاعد عن المسابقة من ضمنها التاريخ الحديث والمعاصر الذي حلت محلة الفلسفة .

 

ونتساءل لماذا وكيف يستهدف التاريخ ؟ هل هو استنقاص من  قيمته ؟ أم تقليل من جدوائيته؟ ودور الحاملين لشهادته؟ ، عادة تحذف المقاعد قبل الإعلان عن المسابقة بشكل رسمي وأحيانا بعد الإعلان وقبل بدء استقبال الملفات ولكن أن يسقط المقعد بعد أكثر من شهر على سريان تاريخ دفع الملفات من يوم 7دجمبر إلى آخر ساعات من يوم 11يناير أي وقت انتهاء استقبال الترشحات  فهذا غير معقول ولا يقبله منطق ولا قانون ولا دين.

 

والغريب فخامة رئيس الجمهورية أن يهان دكاترة التاريخِ! أو يقلل من قيمتهم  أو يستنقص من دورهم! ، فكتاب التاريخ  هم من عرف  بهذه البلاد ودون ثقافتها وصان أمجادها ، أهل التاريخ هم من خلدوا تاريخ شنقيط وانتشلوا ثقافتها من ثنايا المخطوطات والوثائق المرقونة .

 

المؤرخون هم من استنطقوا الأدب والشعر فصيحا وشعبيا ليكتبوا تاريخ  موريتانيا ، كتاب التاريخ هم من استفسروا المواقع والبلدات والمآذن ليعطوا للعالم  صورة مشعة عن المرابطين وعن أبطال المقاومة وعن شيوخ العلم ومشايخ التصوف وأرباب الثقافة والفكر، أهل التاريخ حملة رسالة يعلمون الأجيال ويسائلون الأوراق ويسيلون الأقلام  ويدونون الأحداث وفاء وخدمة لوطنهم وشعبهم .

 

فكيف لنا أن نقصى ونمنع حقوقنا في بلدنا بعد انتظار سنوات غاب فيها تخصص التاريخ الحديث والمعاصر عن اكتتابات  2018 ـ 2020 ـ 2022 دون أسباب موضوعية ها هو يظهر  ليختفي كلمع البرق تحييدا وإبعادا ، إنه  تجن في حق التخصص نشجبه نحن دكاترة التاريخ ونستنكره ونطالب يا سيادة الرئيس بإنصافنا وإعادة الحق لنا مهما كانت المسوغات والتحديات فلا يمكن أن يسوى ظلم بظلم أبشع منه وأشنع .

 

ألا يكفي فخامة الرئيس أن يكون مقعد التاريخ الحديث والمعاصر وحيدا في كلية الآداب دون أن يدرج في مقاعد المدرسة العليا للتعليم التي حجبت عن التاريخ بصفة عامة ، ألا يكفي أن يكون الاكتتاب مقيدا بسن قانونية 45 سنة كحد أقصى تطارد الدكاترة وتبعد الكثيرين منهم عن الترسيم وولوج الوظيفة بعد معاناة الدراسة وهجر الأهل والأوطان لتطوير الذات واكتساب مهارات وخبرات بحثية  تسهم في ترقية تعليمنا العالي وتنمي معارف طلابنا .

 

والله فخامة رئيس الجمهورية لهذا ظلم ما فوقه ظلم وإقصاء تعسفي جائر واستهان بالتاريخ والمؤرخين لا نقبله ونعلم أنكم لن تسكتوا عنه وانتم من تعهدتم بإنصاف المظلوم وإحقاق الحق لأهله وسد منافذ الفساد وضرب آلياته وأساليبه .

ومن هذا المنطلق نطالبكم سيادة الرئيس بإعادة مقعد التاريخ الحديث والمعاصر المسلوب والمنزوع منا ظلما وزيادة المقاعد بأن يكون هناك مقعد للتاريخ في المدرسة العليا للتعليم ، ورفع السن القانوني للاكتتاب ، وبأن يفتح الاكتتاب ليشمل المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية وجامعة لعيون وكل مؤسسات التعليم العالي .

 

فبرنامجكم تعهداتي سيادة الرئيس الذي وحد كل ألوان الطيف  السياسي وكنا خلفه ودعمناه لا ينسجم  مع الظلم ولا يتناغم مع سلب الحقوق فارفعوا الظلم عنا وعن إخواننا وانظروا لقضيتنا بعين الاعتبار وكلنا شكر وامتنان لكم .

 

عن دكاترة التاريخ

الدكتورة مريم باب الدين