الأخبار إنفو: خروقات وتزوير "غير مقنّع" باستفتاء 5 أغسطس

الأخبار (نواكشوط) ـ قالت صحيفة "الأخبار إنفو" إن أولى الرسائل التي حملها الاستفتاء المنظم في الخامس أغسطس كانت العودة القوة للخروقات، وللتزوير غير المقنع.

 

وأضافت الصحيفة في عددها الصادر صباح اليوم الأربعاء إن الخروقات بدأت في الأيام التي سبقت التصويت، من خلال الضغط على رؤساء المكاتب للاستجابة لضغوط نافذين يعتبرون أن المكتب "محسوب" عليهم، وسجلت حالات تمت فيها إقالة رؤساء المكاتب في الساعات التي سبقت بدأ التصويت، بل إن بعضهم غير ظهر يوم التصويت.

 

ووقعت هذه الحالات في ولايات الحوضين، والعصابة، والبراكنه، وأوكلت رئاسة مكاتب التصويت في بعض المناطق إلى نشطاء تابعين لقادة الحزب الحاكم.

 

وسجل محمد ولد بابيه من مدينة النعمة أولى حالات رفض التعاون مع النافذين لتزوير الانتخابات، حيث أقيل من رئاسة مكتب التصويت في "اجريف" التابعة لمدينة النعمة بعض رفضه التعاون مع مسؤول القرية للسماح للحاضرين بالتصويت عن المتغيبين، وتوالت الحالات المشابهة بعد ذلك.

 

وحصلت صحيفة "الأخبار إنفو" على محاضر توثق حالات تجاوز فيها عدد المصوتين، عدد المسجلين، أو صوت فيها المسجلون 100%، ومن بين هذه الحالات، ما حصل في المكتب رقم: 46 في مقاطعة تفرغ زينة (للحرس الوطني)، والموجود في مباني ثانوية البنات قرب سوق العاصمة، حيث بلغ عدد المسجلين فيه (حسب اللائحة الانتخابية المعلنة من لجنة الانتخابات): 116، فيما بلغ عدد المصوتين – حسب محضر التصويت الذي حصلت الأخبار على نسخة منه – 285، وحول عدد المسجلين في المحضر إلى 313، وتم توزيع المصوتين – وهم من قطاع الحرس الوطني – إلى 16 لاغية، و16 حياد، و235 نعم، و18 لا.

 

وفي المكتب رقم: 19 في بلدية عدل بكرو بولاية الحوض الشرقي سجل تصويت 410، في حين أن عدد المسجلين هو – حسب اللائحة الانتخابية – هو 407، وكان هذا المكتب استثناء من بين كل مكاتب بلدية عدل بكرو الـ19، حيث لم تسجل فيه أي بطاقة لاغية، أو محايدة، أو لخيار "لا"، حيث نال خيار نعم 410 صوتا، ويحمل المكتب اسم: "جلاك".

 

وفي المكتب رقم: 18 بلغ عدد المسجلين: 429، وعدد المصوتين: 429، أما في المكتب رقم: 9 في عدل بكرو، والمعروف بمكتب "دارالنعيم" فبلغ عدد المسجلين 201، فيما بلغ عدد المصوتين: 200، نال خيار نعم: 180، واللاغية: 8، و8 محايدة، و4 لا.

وفي المكتب رقم: 1 في عدل بكرو، بلغ عدد المسجلين: 591، صوت منهم 577، صنفت 16 منها لاغية، وذهب بقية الأصوات لخيار نعم.

 

ومن ضمن أولى النتائج التي تم إعلانها عبر التلفزيون الرسمي مكاتب من مقاطعة بوامديد مسقط رأس قائد أركان الجيش الفريق محمد ولد الغزواني، وكانت نسبة المشاركة فيها 100%، حيث صوت كل المسجلين على اللائحة الانتخابية، فيما كانت نتيجة مكتب آخر 100% لصالح خيار "نعم".

 

ويعود إنجاز أصل اللائحة الانتخابية الحالية للعام 2013، وهي أول لائحة تعد بناء على الوثائق البيومترية، وتعترف لجنة الانتخابات بأنها لم تحفظ الوفيات من اللائحة طيلة الأعوام الخمسة، كما أن نسبة المشاركة في عموم البلاد كانت – حسب بيان اللجنة – أقل من 54%، وهو ما جعل التصويت 100% في بعض المكاتب لافتا، بل "مستفزا، ودليل تزوير قطعي"، كما يقول رئيس حزب اللقاء محفوظ ولد بتاح المشاركة في الاستفتاء بخيار "لا".

 

وسجلت حالات مشابهة في مقاطعة بوتلميت، استعرض حزب اللقاء في مؤتمر صحفي مساء الاثنين حالات منها، مؤكدا أنها لا يمكن أن تتصور إلا إذا كانت بفعل فاعل، معتبرا أن نتيجة الاستفتاء كانت "انعكاسا لإدارة سلطة سياسية مستبدة".