على مدار الساعة

موريتانيا الشابة

23 أغسطس, 2017 - 17:49
محمد محمود ولد الصيام - مهندس وكاتب مهتم بقضايا الشباب -siyammed@gmail.com

يتوفر الشباب على مقدرة عجيبة على إحداث التغيير في مجتمعاتهم، يستمدونها أساسا من عامل القوة والصحة اللذان يتميزان بهما دون الفئات العمرية الأخرى، بالإضافة لقابلية الاستجابة والتفاعل ومسايرة مختلف المتغيرات التي تفرضها طبيعة العصر واكتسابهم للمعارف والمهارات الحديثة...

 

من هذا المنطلق كان للشباب البصمة الجلية في عملية بناء ورقي المجتمعات.

 

في موريتانيا من الوارد ذكر الشباب كثروة حقيقية حين نكون بصدد القيام بجرد للثروات الوطنية كالحديد والسمك... ذلك أن الشباب في موريتانيا يمثل نسبة تفوق السبعين في المائة.

 

تؤشر هذه النسبة الهامة على أننا مجتمع شاب وهي ميزة كافية لدفع الجميع إلى التفكير في السبل الأمثل للاستفادة وتوظيف كل هذه الطاقات الشابة في البلد.

 

بيد أن أيادي الشباب في أي بلد تظل بعيدة وغير مؤثرة دون إتاحة الفرصة وبسط سبل التمكين من المشاركة في العملية التنموية على مختلف الأصعدة.

 

عملية إشراك الشباب في البناء تستدعي في المقام الأول وجود قرار سياسي، يعكس رغبة وإرادة الحكومة في تمكين الشباب من تحقيق ذاته والقيام بواجباته.

 

هذه الإرادة السياسية بالإمكان قراءتها عبر المؤسسات الفاعلة التي تعمل على ربط الجسور بين الحكومة من جهة والشباب من جهة أخرى.

 

تعمل على عرض مشاكلهم وعكس طموحاتهم وطرح آرائهم... وتسعى بجد بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية على تحقيق السياسات المتعلقة بإشراكهم بفاعلية في مسيرة البناء.

 

الإرادة السياسية هي كلمة السر للمرور لتذليل الصعوبات التي تحول دون الشباب والقيام بالأدوار المنوطة به.

 

يحتاج الشباب في موريتانيا للشعور بالحرية وبالأهمية والحصول على الثقة والاعتراف بقدراته ودرجة الوعي التي وصل إليها.

 

يحتاج لدعم الموهوبين عن طريق الجوائز والتكريمات وتوفير الدعم للمشاريع وخلق فرص العمل والإصغاء والتعاطي الإيجابي مع الأفكار حتى يتأتي له القيام بواجباته التي تظل مرتبطة بسياسات الحكومة الموجهة إليه في هذا الإطار.

 

يمكن تقديم هذه الأدوار عبر أربع مستويات رئيسية:

- اجتماعيا يكتسي هذا الجانب أهمية بالغة، لا تنمية من دون أمن واستقرار وتفاهم بين مختلف مكونات المجتمع، لذلك فإن الشباب في موريتانيا مطالبون بالعمل على تحقيق السلم الاجتماعي ونشر قيم العدالة والمساواة بين الأفراد ونبذ ومحاربة كل الدعاوى والمسلكيات ذات الطابع العنصري والتفريقي.

 

كما أنهم مطالبون بإشاعة ثقافة العمل التطوعي فيما بينهم لأنه تكوين لهم على العمل بروح الفريق واستحداث المبادرات ويمس عن قرب الضعفاء والمحتاجين.

 

- اقتصاديا: يبرز دور الحكومة من خلال هذا المستوى في المساهمة في دعم ورعاية المشاريع والمقاولات التي يقودها الشباب.

 

لا شك أن إجراءات كهذه تزيح بعضا من العبء عن الحكومة وتوفر للشباب هامشا أوسع لتوفير فرص عمل مستمرة وتحقيق المزيد من الاستثمارات وبالتالي المساهمة في دعم الاقتصاد والتنمية في البلد.

 

من الملح أيضا إشراك الشباب في وضع الخطط الاقتصادية الرامية للتحسين من الوضعية المعيشية للسكان عبر توليتهم لمناصب قيادية واستشارية في القطاعات المعنية.

 

- ثقافيا: العمل على تحويل القيم النبيلة إلى سلوك عبر الإعلام والفنون والأدب كوسائط والاهتمام بالموروث الثقافي واللغات المحلية...

 

- سياسيا: الحرص على تحقيق المشاركة السياسية والوصول لمراكز صناعة القرار لتحقيق التطلعات والرؤى الشبابية المتعلقة بكل المجالات التنموية.

 

 

العمل على تعزيز المسار الديمقراطي كداعم للاستقرار السياسي في البلد.

 

ختاما تبقى كل هذه الأدوار التي صيغت بعجالة مجرد تطلعات يأمل الشباب في تحقيقها فقط في ظل تعاط حكومي يصل لمستوى تطلعاتهم ويوفر لهم الغطاء والرعاية اللازمة.