على مدار الساعة

رسالة إلى السيد الرئيس بواسطة السلم "الأهوج"

7 سبتمبر, 2017 - 00:58
زايد محمد

"ملاحظة"

أقدم خالص العذر للذين ينزعجون من كثرة رسائلي فنحن جيل ما قبل التكنولوجيا تعودنا على كتابة الرسائل فهي وسيلتنا الوحيدة المتاحة للتعبير في أيامنا ومن شب على شيء شاب عليه.

 

جيلنا جيل "الحمد لله الذي جعل الأقلام راحة للأبدان" وجيل "ساعي البريد وما ينفك منطلقا" جيل ما قبل الفيسبوك والوتساب والتسريبات.

 

سيدي الرئيس:

أعلم تماما أنك تمتلك أسنانا من فوق وأنك تعرف يقينا مصلحتك وأن قرارك بالذهاب إلى باريس بدلا من ناموس نواكشوط وحمانه وأوساخه قرار لو كنت مكانك لاتخذته فلا توجد أي مقارنة بين مدينة الأنوار ومدينة النار والأوساخ ويحي ولد حدمين وولد انجاي والمجموعة الحضرية والمصور العظيم صديقنا توتاه.

 

من منا سيرفض الذهاب إلى باريس لتغيير الجو والتمتع بالربيع الباريسي الجميل ومداعبة النسيم على شواطئ نهر السين إلا من امتلأ قلبه وفاء وحبا للوطن والعياذ بالله الذي لا يمكن وصفه إلا بقول الشاعر:

 

بلاد ألفناها على كل حالة *** وقد يولف الشيء الذي ليس بالحسن

وتستعذب الأرض التي لا هوا بها *** ولا ماؤها عذب ولكنها وطن

 

قبل ذهابكم الميمون وقعت نكبة "بسيطة" في الوطن الذي كتب الله عليه أن تكونوا أوصياء عليه أدت إلى وفاة وجرح مواطنين، وطبعا هذا الخبر لن يستوقفكم ولن يكدر صفو مزاجكم ولن يغير وجهتكم فليذهب جميع المواطنين والوطن إلى الجحيم فراحتكم ومزاجكم أغلى من أرواح جميع المواطنين ماعدا أسرتكم الضيقة التي لا تحمل أي صفة رسمية.

 

وقعت الكارثة وطالب بعض الموشوشين وأعداء الجمهورية الثالثة ومن يتأثرون بالأفكار المسمومة للمعارضة غير الواقعية بذهابكم إلى مكان الحدث للاطلاع على أحوال المنكوبين والعياذ بالله حتى إن البعض وسوس له الشيطان ومجلس الشيوخ ورجال الأعمال العابرين للقارات والحدود وطالب بقطع أو إلغاء زيارتكم لباريس عاصمة الأنوار من أجل سواد عيون الضحايا وكأنهم لا يعرفون تاريخكم المجيد في التعامل مع الأحداث الوطنية الكبرى وتولى - الكارهكم والحاسدكم - الزحف عندما أمر الرئيس الأسبق ولد الطايع بإرسالكم لتورين والغلاوية لمطاردة الإرهابيين ليبدأ مسلسلكم العظيم والحافل بالانقلابات والبيع والشراء وأشياء أخرى وتبدأ فصول من معاناة الشعب.

 

كما أن بعض الموشوشيين وأعداء النجاح والتعديلات الدستورية يحاول والعياذ بالله أن يرجع للتاريخ للمقارنة بين أسفاركم وأسفار الرئيس الأسبق سيدي ولد الشيخ عبد الله والتي كانت من بين أعذار أخرى قدمتموها للشعب كمبرر لانقلابكم على رئيس منتخب بل بلغ به الحسد إلى محاولة تنبيهكم على أن هناك عذرا آخر سقتموه لتبرير الانقلاب وهو تعامل الرئيس الأسبق مع كارثة الطينطان والتي لم "تبلوا" فيها قلما منذ مجيئكم للحكم بل إن الوطن والشعب "اندبغ" جله على الكوارث وتقبلها منذ وصولكم للحكم واستسلم للأمر الواقع فنحن شعب صبور خنوع قنوع.

 

إن إرسالكم وزير داخليتكم المصون للمنكوبين هو خير دليل على اهتمامكم بالوطن فعلاقة النظر علاقة متعدية ووزير الداخلية ينظر كل يوم خميس لطلعتكم البهية والسكان سينظرون إلى من ينظر إليكم.

 

أليس الليل يجمع أم عمرو *** وإيانا فذاك لنا تدانى

نعم وترى الهلال كما أراه *** ويعلوها النهار كما علاني

 

حسنا فعلتم عندما قمتم باصطحاب سفيرتنا "الفاتنة" - مقارنة مع السيدة الأولى في فرنسا - في باريس معكم في نفس الطائرة لتستقبلكم في المطار فنحن وفرنسا ليس بيننا العظام ومحاولة المعارضة المتوشوشة اعتبار عدم استقبال الفرنسيين لكم إهانة محاولة فاشلة فليس من المنطقي أن تستقبل فرنسا من يحاربها ويعتز بالمقاومة هذا جهل من المتوشوشين بالتاريخ والجغرافيا ودراسة الوسط والقانون والبروتوكول وليس من المناسب أن يستقبلنا "البرانيين" اتشاديين في باريس عاصمتنا الثانية.

 

قد يرى بعض الحاقدين أن في الأمر تناقضا بين اعتبار فرنسا صديقة جدا وعدوة جدا لكن ذلك لعدم خبرتهم ومعرفتهم بقانون التقية الذي تستخدمه فهو الذي أوصلكم للحكم بعد أن وثق فيكم رئيس أسبق ورئيس آخر أسبق ورئيس أسبق فقمتم بالانقلاب عليهم بعد أن تمكنتم وفعلتم فعلتكم التي فعلتم وانتم من... بل نزيدهم من الشعر بيتا إنكم لم تستخدموه مع الرؤساء فقط بل مع الشعب أيضا بعد أن حملتم شعار رئيس الفقراء وجعلتم من الرئيس المؤسس المختار ولد داداه رحمه الله قدوة لكم حتى إذا تمكنتم انقلبتم على الشعب وانقلبتم على الرئيس المختار رحمه الله فأنتم بطبيعتكم انقلابيون تعيشون في جلباب وفي دراعة انقلابي.

 

سيدي الرئيس

لا تهتم ولا تلقى بالا لما يقوله المرجفون من متوشوشي الفيس بوك فأنت الآمر الناهي والدليل أن مبادرات الدستور ما زالت تبث عبر فضائياتنا وأنت أبو الانقلابات ومن يستطيع أو يجرأ على أن يفكر في الانقلاب على الانقلابي فالسارق لا تمكن السرقة عليه وعلى ذكر السرقة فإن بعض المغرر بهم يتهمونكم والعياذ بالله بسرقة خيرات البلد بل بلغت به الوقاحة حد وصفكم بأنكم تنهبون ثرواتها وتبيعون ساحاتها ومدارسها وضيوفها ومواقفها.

 

وبما أنني وطني مخلص أحبك سيدي الرئيس فأنا متأكد أن ما حدث في ولاية البراكنة والعصابة هو من تدبير ولد بوعماتو والمعارضة بقيادة ولد داداه وجميل وولد مولود وبإيعاز من ولد غده فهم من يتحمل المسؤولية وعليهم أن يصلحوا ما أفسدوه ويعيدوا إعمار المناطق المنكوبة وإرسال المتوشوشين إلى المناطق المنكوبة.

 

سيادة الرئيس

نم قرير العين فأنت لست "مسؤولا" وبالتالي فان المسؤولية يتحملها من كان السبب فيها تجول في باريس على راحتك وعندما تدحسكم باريس واصل جولتكم الميمونة إلى مناطق أخرى أكثر متعة وأجمل فانواكشوط وموريتانيا والفقر والتعاسة وانقطاع الكهرباء "معكوب عليهم وفى الأيد" والويل لا يتبع ولو كان يتبع لتبع حضرتكم فما زال البعض يتذكر حطب الرئاسة وكذا حمام لكصر وتلك قضية لا تعنينا نحن أهل "بريمييل"

التوقيع: مواطنكم المخلص انبيبيل المتوشوش البريميلي