الأخبار (لواندا) - أعلنت أنغولا اليوم الاثنين أنها ستتنحى عن دور الوساطة التي تقوم بها منذ عام 2022 بين الكونغو الديمقراطية وحركة أم23 المسلحة، وبينها ورواندا، فيما يتعلق بالمعارك الدائرة بالشرق الكونغولي، وذلك من أجل التركيز على مهامها في رئاسة الاتحاد الإفريقي.
وأوضح بيان صادر عن الرئاسة الأنغولية، أن مفوضية الاتحاد الإفريقي ستتخذ "الخطوات اللازمة" في الأيام المقبلة "لإيجاد الدولة التي سيتولى رئيسها" مهمة الوساطة في هذا النزاع.
وأشار البيان إلى أن الوسيط المستقبلي في الصراع سيحظى بمساعدة من الجماعة الإنمائية للجنوب الإفريقي، ومجموعة شرق إفريقيا.
ويأتي قرار أنغولا التنحي عن الوساطة، بعدما ألغت الثلاثاء الماضي محادثات سلام كانت مرتقبة في لواندا بين وفد ممثل للحكومة الكونغولية وآخر عن حركة أم23، لكن الحركة أعلنت مقاطعتها للمحادثات، مشيرة في بيان إلى حصول "تغيرات كبيرة في الوضع على الأرض".
واستضافت العاصمة القطرية الدوحة الثلاثاء اجتماعا بين الرئيسين الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي والرواندي بول كاغامي، برعاية أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني.
وأكد بيان صادر عقب الاجتماع الثلاثي "التزام جميع الأطراف بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار" في الشرق الكونغولي.
وتم كذلك الاتفاق على الحاجة لاستمرار المناقشات التي بدأت في الدوحة لبناء أسس متينة من أجل "تحقيق السلام المستدام كما هو موضح في عمليتي لواندا ونيروبي، اللتين تم دمجهما".
ومنذ عام 2021، تم إقرار أكثر من 10 اتفاقات هدنة في شرق الكونغو الديمقراطية الغني بالموارد الطبيعية، لكنها باءت جميعها بالفشل.
وتصاعدت منذ مطلع العام 2025، وتيرة النزاع في الشرق الكونغولي مع سيطرة حركة أم23 على أكبر مدينتين في المنطقة، هما غوما عاصمة ولاية شمال كيفو، وبوكافو عاصمة جنوب كيفو.
ومساء الأربعاء الماضي سيطرت الحركة على مدينة واليكالي، الواقعة على بعد نحو 230 كيلومترا من غوما وبوكافو، وتوجد في محيطها مناجم من الذهب والقصدير.