على مدار الساعة

وداعا ولدنا محمد قلي

14 أكتوبر, 2017 - 14:31

*قال تعالى (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ  ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)*

 

*والدنا الشيخ محمدقلي بن سيدي عبدالله فقيد الأمة الإسلامية*

 

*إنه المصاب الكبير والخطب الجلل مصاب البلدة والولاية والقطر بل والأمة الإسلامية جمعاء بفقد والدنا العبد الصالح الزاهد التقي النقي الخفي الذى طالما عمر المساجد عمارة وعبادة وجماعة وجمعة فخبرته وألفته سارية من سواريها.

 

لطالما تلجلج لسانه بتلاوة القرآن وذكر الله رطبا نديا ولطالما انهمرت عيناه فى كل خلوة وجلوة خشية الله ورهبة ، أحبه الصغير والكبير لحسن خلقه ونقاء قلبه وصفاء سريرته ولين جانبه وسماحته وكرمه.

 

*فهذه الجموع الغفيرة والكثرة الكاثرة والحشود الهائلة من المشيعين والمعزيين لأكبر دليل على تقاه وورعه وحب الله سبحانه وتعالى له فمن أحبه ربنا سبحانه وضع له الحب فى الأرض وهذا مالمسناه فى أوضح تجل من تجليات المحبة للأولياء والصالحين.

 

*فكل من أوتي بصيرة يعلم علم اليقين كيف كان والدنا وشيخنا وأستاذنا محمدقلي يمثل بقية الصلاح والولاية الباقية فى هذه الأمة إيمانا وتقوى.

 

*كيف لا، وقد كان من أهل الصلاة ومن أهل الجهاد ومن أهل الصدقة ومن أهل الصيام، وكأنه كان يتأسى ويقتدي بجده سيدنا أبي بكرالصديق رضي الله عنه* *صاحب سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى سيدعى من تلك الأبواب كلها.

 

*لقد نشأ والدنا محمدقلي رحمه الله وترعرع فى بيت مجد وسؤدد وعلم وشرف فنهل من العلم ومكارم الأخلاق والتربية الصالحة فكان عالما ورعا وبر تقيا حسن المنظر سنيه بهي الطلعة وجميل الهيئة بشوشا بابتسامته التى لاتفارق ثغره الباسم.

 

*يتلقى الجميع بحفاوة بالغة وعطف وحنان وكرم صار مضرب المثل وحديث الناس.

 

*تلقى والدنا الشيخ محمدقلي تعليما محظريا عاليا على يد فطاحلة العلم والمعرفة بالحوض كالشيخ الفقيه الجهبذ محمدوسالم ولد الشين وشيخنا الفقيه الأصولي محمدالمختار ولد إمباله والشيخ العلامة الشيخ المحفوظ بن بيه رحمهم الله تعالى.

 

*فكان والدنا الشيخ محمدقلي خلاصة ومجرى معرفيا متدفقا لهؤلاء البحور الثلاثة ؛فتضلع من القرآن وعلومه والفقه وفنونه والنحو وأبوابه بيدأن ورعه وزهده وانقطاعه للعبادة كان يدفعه دفعا لحب الخمول والخفاء فكان عبدالخفاء ولم يكن عبدالظهور الذى يقطع الظهور.

 

*ودخل سلك التعليم الأصلي والعصري بجدارة واقتدار معلما ومربيا ومرشدا فربى الأجيال تلو الأجيال ووعظ ونصح وأرشد وأنفق مؤثرا على نفسه.*
*عاقلا فطنا لبيبا يتحدث  الطلاب والأهالي باستمرار عما حباه الله من صفات وأوصاف حميدة.

 

*وبوفاته فقد أفل نجم  من نجوم العلم والتقى والورع والزهد من سماء موريتانيا.

 

*والحمدلله الذى جعل عطاء شيخنا الإمام محمدقلي مستمرا بعد رحيله بصدقته الجارية، وعلمه الذى بثه ينفع الناس ويمكث فى الأرض، وولده الصالح المبارك ؛ بارك الله فيهم وحفظهم ورعاهم وجعلهم خير خلف لخيرسلف ؛ وخيرا وبركة ومددا لشيخنا محمدقلي حسا ومعنى.

 محمدو ولد إدوم ولد نافع