على مدار الساعة

آسية عبد الرحمن: المجال الإعلامي مليء بدخلاء شوهوا المهنة

16 نوفمبر, 2017 - 11:37
الحلقة الرابعة من دردشة الأربعاء - إعداد محمد فال سيدنا medvall31z@gmail.com

الأخبار (نواكشوط) – وصفت الملحقة الإعلامية في الديوان الرئاسي بموريتانيا آسية عبد الرحمن المجال الإعلامي في البلاد بأنه "مليء بالدخلاء الذين شوهوا سمعة المهنة، للأسف!"، مؤكدة في الوقت ذاته أن في البلاد "قامات إعلامية هي مبعث فخر واعتزاز، كما أن فيها مؤسسات إعلامية محترمة".

 

وتحدثت بنت عبد الرحمن في #دردشة_الأربعاء عن سبب اختيارها للإعلام، وعن تجربتها فيه، كما خصصت حيزا معتبرا من الدردشة للتعليق على الحكم الذي أصدرته محكمة استنئاف نواذيبو في حق كاتب المقال المسيء للنبي صلى الله عليه وسلم محمد الشيخ ولد امخيطير.

 

وقدمت بنت عبد الرحمن في الدردشة التي نشرت في عدد يوم أمس الأربعاء من صحيفة "الأخبار إنفو" تعليقات موجزة على مسابقة أمير الشعراء، وعلى قناة الجزيرة، وعلى الأغنية الموريتانية.

 

 

#دردشة-الأربعاء

هي "دردشة" خفيفة مع شخصيات علمية، أدبية، وإعلامية، وسياسية… يكون لها تأثير مشهود في الوسائط الاجتماعية. نحاور الضيف حول تخصصه ومجاله، ونطلب رأيه في بعض القضايا المختلفة التي تلوح في جدول الأحداث المرتبطة بالشأن المحلي أو العالمي…
يتم نشر "الدردشة" ــ حصريا ــ في صحيفة "الأخبار" التي تصدر كل "أربعاء".

فإلى نص الدردشة:

هي الأستاذة آسية عبد الرحمن المستشارة الإعلامية الملحقة بديوان رئيس الجمهورية، حاصلة على "الليصانص" في الأدب الإنجليزي من جامعة نواكشوط 2006، ثم شهادة "الماجستير" في الإعلام والتواصل من جامعة "عبد المالك السعدي" ــ تطوان ــ بالمملكة المغربية 2010.
عملت ضيفتنا رئيسة تحرير، وكاتبة صحفية، ومنتجة أخبار بقناة "الآن" في "دبي" منذ إبريل 2010، حيث أسست هناك صفحة "المغاربية الآن".
تم تعيينها مستشارة إعلامية ملحقة بديوان رئيس الجمهورية 2016 وهي الوظيفة التي تشغلها حتى الآن.

جرت معها الدردشة على النحو التالي:

محمد فال سيدنا: بداية نشكركم على قبول "الدردشة" معنا، ونذكركم ــ والسادةَ القراء ــ أنها لا تتجاوز "ساعة" (ستين دقيقة) فلو تفضلتم بالإيجاز في الردود حتى نتمكن من تناول موضوعات مختلفة في هذه "الحلقة".

السؤال الأول: كيف رأيت "مهنة المتاعب" ولماذا تختارينها من بين التخصصات؟

 

آسية عبد الرحمن: في البداية، أشكرك على إتاحة الفرصة للدردشة مع إعلامي أديب مثلك. وللإجابة على سؤالك، أقول: إن الصحافة ــ بالنسبة لي ــ هي مهنة المتعة، لا المتاعب، وهي حلم صاحبني منذ الصغر، أما سبب اختياري لها من بين التخصصات، فيعود أساسا إلى شغفي بالاستماع لإذاعة بي بي سي العربية...
 

محمد فال: كيف ترين واقع الإعلام عموما في موريتانيا؟ 

آسية عبد الرحمن: سؤال ذو شجون! ففي بلادي قامات إعلامية هي مبعث فخر واعتزاز، كما أن فيها مؤسسات إعلامية محترمة، غير أن المجال مليء بالدخلاء الذين شوهوا سمعة المهنة، للأسف!
 

محمد فال: تم تعيينك مستشارة إعلامية ملحقة بديوان رئيس الجمهورية منذ ما يزيد على العام، فما الذي أضافت لك التجربة الجديدة؟ وهل تنوين اعتزال الإعلام التلفزي؟

 

آسية عبد الرحمن: بصراحة، التجربة أضافت لي الكثير، وخدمة البلد لها متعة خاصة، فبعد نجاح تجربتي في الإعلام الدولي، على مدى سنوات، كان لي الشرف بنيل ثقة السيد رئيس الجمهورية، الذي استدعاني وأتاح لي فرصة خدمة وطني من الداخل، ولم أنْوِ "اعتزال" الإعلام التلفزيوني، إنما أعتبر نفسي في محطة من محطات حياتي المهنية.

 

محمد فال: أثار الحكم الصادر قبل أيام على المتهم "ولد امخيطير" ضجة شعبية واسعة، فهل تضيفين لنا معلومات عن وضعيته الحالية، وعن نية النظام الموريتاني إزاءه؟

 

آسية عبد الرحمن: منذ أول وهلة لصدور الحكم، عبّر السيد رئيس الجمهورية عن امتعاضه شخصيا من الحكم، رغم تأكيده على احترام مبدإ استقلالية القضاء. أما عن الوضعية الحالية للمسيء إلى نفسه، فقد أكدت لي مصادر رسمية وجوده في البلد، وأنه سيُتحفظ عليه حتى تبتّ المحكمة العليا في أمره.

أنا شخصيا فاجأني الحكم القضائي في حق المسيء إلى نفسه، إذ لم أكن أتوقع أن يقتصر الأمر على سنتين وغرامة مالية لا تتجاوز 60 ألف أوقية! ولكن القضاة أدرى بالقانون، وبالشريعة الإسلامية التي نص دستورنا على أنها المصدر الوحيد للتشريع في بلادنا، حرسها الله، كما أن القضاة الخمسة هم الذين استجوبوا المسيء إلى نفسه مشافهة، وهم أدرى بخبايا الملف وملابساته وتنقيح وتحقيق مناطه، ثم إصدار الحكم وفق ما تشكَّل لديهم من قناعات حول الموضوع، ومع ذلك فقد ساءني الحكم، لما رأيت فيه من تساهل لم أكن أتوقعه، وبعد صدوره، فاجأني ما وقع من استباحة لأعراض القضاة، ونشر أرقام هواتفهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حتى تفتقت القرائح، شعرا ونثرا، عن الإساءة إليهم ووصفهم بما لا يليق أن يوصف به أي مواطن، فما بالك بقضاة يتمتعون بحصانة زائدة على ما يتمتع به المسلمون من حرمة أعراضهم. صحيح أننا أمام قضية غير عادية، إلا أنه لا ينبغي ترك الباب مفتوحا لكل من شاء أن يفتي أو يكفّر الناس أو يخوّنهم... ولكنني أتفهم أن الناس عندما يتعلق الأمر بحبيبنا المصطفى ونبينا المجتبى صلى الله عليه وسلم، تكون عواطفهم صادقة، باختصار، كنت أرجو وآمل أن يعدم المسيء إلى نفسه؛ ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه المساس بالجناب النبوي الشريف وبمقدساتنا الإسلامية التي لا نقبل المساومة بشأنها، مهما كلفنا ذلك، وأقول لمن يتحدثون عن حقوق الإنسان: إن لكل بلد مقدساته المحاطة بخطوط حمراء، ولا يمكن المساس بها.

 

محمد فال: تزخر صفحتك على "الفيسبوك" بالمختارات الشعرية والنفحات الفنية الجميلة، فهل يعني ذلك أن لك ارتباطا ببعض الفنون الأدبية؟

 

آسية عبد الرحمن: طبعا! فرغم تطفلي على الأدب، إلا أن لدي ميلا لبعض الأجناس الأدبية والفنية. وأشفق على من لا يعتنون بالأدب.

 

محمد فال: باختصار، ما رأيك في:
 ــ مسابقة أمير الشعراء.
 ــ قناة الجزيرة.
 ــ الأغنية الموريتانية.

آسية عبد الرحمن: مسابقة أمير الشعراء فكرة رائدة، وآتت أكلها في تحريك الفضاء الشعري في عالمنا العربي؛ رغم تحفظي على اعتماد الرسائل النصية في نتائجها النهائية.
"الجزيرة" قناة بدأت رائدة، وبعد ما يسمى بالربيع العربي انحرفت بوصلتها للأسف.

أما الأغنية الموريتانية فسأكون صريحة وأقول إن الجديد منها لا يعجبني بتاتا، وأستمع للفنانين ديمي وسدوم في أرشيفهما القديم، والبركة عندي في الست أم كلثوم:)
 

محمد فال: شكرا جزيلا الأستاذة الإعلامية آسية عبد الرحمن، كنتِ أول ضيف من النساء على دردشتنا، ظلت أجوبتك واضحة ومختصرة، وكانت استجابتك لدعوتنا كريمة... تقبلي كامل الود ووافر الامتنان...

 

آسية عبد الرحمن: شكرًا جزيلا. أرجو لكم التوفيق.