على مدار الساعة

عمران يروي تفاصيل رحلاته بثنائية الدفع عبر صحاري موريتانيا

7 ديسمبر, 2017 - 18:11
السائق المحترف والعسكري السابق عمران ولد عمران تحدث للأخبار من مدينة تيشيت التاريخية ـ (الأخبار)

الأخبار (تيشيت) ـ قال السائق المحترف عمران ولد عمران إنه لا يعتبر رحلاته إلى مدينة تيشيت الأثرية في عمق الصحراء الموريتانية عبر سيارة ثنائية الدفع مغامرة، موضحا أنه اعتاد منذ الصغر وبدايات تعلمه قيادة السيارات السفرَ إلى حيث يشاء وبمختلف أنواع السيارات.

 

ووصل ولد عمران قبل أيام مدينة تيشيت قادما من مدينة تجكجة وعابرًا مسافة 240 كلم من الرمال المتحركة، وذلك للمرة الثالثة خلال سنوات عبر سيارته ثنائية الدفع من نوع CARINA TOYOTA ضمن فعاليات النسخة السابعة من مهرجان المدن القديمة.

 

وأضاف في مقابلة مع الأخبار، أن عبور الطريق يستغرق منه المدة الزمنية ذاتها بالنسبة لرباعيات الدفع وعابرات الصحراء، مشيرا إلى أن بإمكانه عبور المسافة في وقت أقل في حال كان يشارك في سباق.

 

كما أكد السائق المحترف أنه لم يشعر بعدُ باستنفاد ما يصل إلى نسبة 50% من طاقة سيارته ولا 50% من خبرته الشخصية في قيادة السيارات.

 

وتحدث ولد عمران وهو عسكري سابق تعرض لإصابة خلال حرب الصحراء أواخر سبعينات القرن الماضي، عن مشاركاته في سباق باريس/ داكار عبر سيارات عادية في وقت يستقل غيره من المتسابقين سيارات مجهزة خصيصا للسباقات.

 

وهذا نص المقابلة:

 

الأخبار: متى بدأت رحلاتك بثنائيات الدفع في الطرق الوعرة بالصحاري؟

 

عمران: لقد اعتدت منذ صغري السفر إلى حيث أشاء، وبعد تعلمي قيادة السيارات أصبحت أتطلع إلى اكتشاف الطرق، وعشقت الطرق الوعرة أكثر من غيرها.

 

كما أنني امتهنت السفر قبل سنوات طويلة بالسيارات ثنائية الدفع إلى أي مناطق نائية أشاء الوصول إليها وعبر طرق وعرة جدا من حيث الحجارة والمرتفعات والمنحدرات ومن حيث الرمال أيضا، وهي طرق يخشاها السائقون حتى وهم يعبرونها برباعيات الدفع وعابرات الصحراء.

 

لكن كل تلك الرحلات كنت أقوم بها بشكل غير رسمي؛ وبالتالي لا تصل المعلومات عنها إلى الرأي العام والجمهور الذي يهتم بهذا النوع من الرياضات ذائعة الصيت على مستوى العالم.

 

وأذكر هنا أنني قد شاركت أكثر من مرة في سباق باريس/داكار وتحديدا في الجزء منه داخل الأراضي الموريتانية، ورافقت المتسابقين بسيارات عادية في الوقت الذي كانوا هم يستقلون سيارات مجهزة خصيصا من المصانع لمثل هذه السباقات.

 

الأخبار: كيف قررت عبور الرمال نحو تيشيت بسيارتك الصغيرة؟

 

عمران: في أواخر 2012 بدأت التخطيط للمشاركة في مهرجان المدن القديمة برحلات إليها عبر سيارتي الشخصية ثنائية الدفع من نوع CARINA   TOYOTA، ولأن النسختين الأوليين من المهرجان قد فاتتني فقد كانت أول رحلة في هذا الصدد عام 2013 من تجكجة إلى تيشيت ثم ولاته فالنعمة فنواكشوط، ولقيت صدى إعلاميا لتزامنها مع المهرجان.

 

ثم لاحقا واكبت نسخ المهرجان برحلات عبر السيارة نفسها، جابت هذه الرحلات الطرق الرملية الرابطة بين المدن القديمة، وكذلك طريق تجكجة ـ العين الصفرة ـ شنقيط، وطريق الزويرات ـ لحمامي ـ تورين ـ آفتاس ـ أمغطير ـ وادان، وطريق تنغرادة ـ لعصايب ـ وادان.

 

وبمناسبة النسخة السابعة من مهرجان المدن القديمة وصلت إلى تيشيت قادما من تجكجة في رحلة هي الثالثة من نوعها عبر سيارتي نفسها.

 

الأخبار: لماذا اخترت في رحلاتك هذه سيارة CARINA TOYOTA، هل من خصائص محددة فيها جعلتك تفضلها؟

 

عمران: سيارة CARINA   TOYOTA تستوي بالنسبة لي مع غيرها من السيارات، لكنها هي سيارتي التي أملك ولذلك سافرت عبرها هي تحديدا وليس غيرها.

 

لكن في حال ضياعها بفعل التقادم على سبيل المثال أو تمكني من اقتناء سيارة أخرى صغيرة وثنائية الدفع ومن أي نوع كانت فإمكاني أن أسلك بها الطرق الوعرة نفسها، وأيضا في حال وفّر لي أحدهم سيارة من أي نوع وأجّرني لعبور هذه الطرق سأعبرها بها.

 

الأخبار: هل سبق أن سلكت الطرق التي عبرتها بثنائية الدفع بواسطة عابرات الصحراء؟

 

عمران: نعم، كل الطرق التي عبرتها بسيارتي الصغيرة أعرفها جيدا وخبرتها بسيارات رباعية الدفع وعابرة للصحراء خلال رحلاتي التي كنت أقوم بها في مجال السياحة والسباقات والتنزّه.

 

ونادرا ما يمر علي عام كامل دون أسلك تلك الطرق، لكن لم أعبر الطرق إلى المدن القديمة والطرق التي تربط بين بعضها والبعض الآخر بثنائية الدفع قبل عام 2013.

 

الأخبار: كم يكفيك من الوقت لعبور الطرق الوعرة بثنائيات الدفع؟

 

عمران: أستغرق من الوقت المدة نفسها التي تتطلبها الرحلة عبر رباعيات الدفع، لكنني أحيانا أعِدُّ وأتناول طعام الغداء والعشاء أثناء السفر بينما تتفادى سيارات النقل بعض الوقت الذي يستغرقه إعداد الطعام.

 

ولا يفوتني هذا التنبيه إلى أنني أعبر هذه المسافات ولست في عجلة من أمري، ولو أنني كنت مشاركا في سباق لأمكنني عبورها في وقت أقل بكثير؛ فأنا أشعر أنني لم أستنفد بعدُ في هذه الرحلات كل طاقتي ولا كل طاقة السيارة.

 

الأخبار: هل شعرت بمنافسٍ يوما ما؟

 

عمران: في موسم سابق عبَر الطريق معي إلى تيشيت صاحب سيارة من نوع MERCEDES 190، وقد وصلت الساعة الثامنة مساء ووصل هو الساعة الخامسة من اليوم الموالي، ومنذ ذلك الحين لم يُعِد الكرّة مما يعني أنه واجه صعوبات وعجز عن تكرار التجربة.

 

ولا أعلم بغير هذا الرجل من أصحاب السيارات ثنائيات الدفع حاول مجاراتي في عبور الطرق المؤدية إلى تيشيت والطرق الرابطة بين المدن القديمة.

 

الأخبار: السائقون في سباق باريس/داكار لا يشكلون منافسين بالنسبة لك؟

 

في الواقع سبق للسائقين في سباق باريس/داكار عبور طريق تيشيت بسيارات صغيرة وبدراجات نارية، إلا أنه وفي آخر نسخة من السباق عجز حوالي نصفهم عن عبورها وعادوا إلى تجكجة.

 

لكن، ليكن في علم الجميع أن سيارات السائقين في سباق باريس/داكار مُعدّة خصيصا لمثل هذه الطرق الوعرة، وهم يؤجَّرون من قبل المصانع على اكتشاف عيوب في صناعة تلك السيارات؛ بمعنى أنهم لا يدخرون قوتهم؛ فالسيارة إما أن تعبر أو تتكسر ولا خيار ثالثٌ.

 

أيضا يتوفر لهؤلاء السائقين من الوسائل ما لا يتوفر لي شخصيا، وتزود سياراتهم بمعدات لا تزود بها سيارتي. ألا تعلمون أنهم يعبئون الإطارات ويخففون ضغطها دون توقف بواسطة آلات تحكم سهلة الاستخدام؟ هذا مجرد مثال.

 

الأخبار: هل تعتبر أن في رحلاتك هذه مغامرة؟

 

عمران: كلا، لا أعتبرها مغامرة لأنني لم أجد طرقا صعبة ولا طرقا تخيفني أو تشعرني بأنها مستحيلة، كما أشعر أنني لم أستغل بعدُ ما يصل إلى نسبة 50% من قوة السيارة وطاقتها ولا نسبة 50% من خبرتي الشخصية في قيادة السيارات عبر مثل هذه الطرق.

 

الأخبار: كيف واجهت صعوبات الطريق؟

 

عمران: لا توجد صعوبات بالنسبة لي في أي من هذه الطرق، فقط هناك احتياطات لازمة أقوم بها تتعلق بتعبئة الإطارات وغير ذلك.

 

كما أنني، ومن خلال تجربتي الطويلة في مجال السفر عبر الصحراء، أعرف ما أحتاج إليه في مثل هذه الأسفار؛ ولذلك أصطحب معي بعض قطع الغيار التي أتوقع أنها معرضة للتلف وللانكسار أثناء الرحلة ومعي الآلات اللازمة لاستبدال القطع التي تتلف أو تنكسر بقطع جديدة.

 

وعلى سبيل المثال فأنا لم احتج يوما للاستعانة برجال ولا نساء ولا أطفال لدفع سيارتي حتى تعبر الرمال، كما لم تتعطل لتجعلني مضطرا لجرها أو حملها بواسطة سيارة أخرى.

 

فقط يمكنني أن أعتبر الطرق الحجرية أكثر صعوبة من الطرق الرملية، بفعل تأثير الحجارة التي تتطاير أثناء السير لأنها قد تتسبب في أضرار لأنابيب الوقود والماء والأسلاك الكهربائية الموجودة في الجانب السفلي من السيارة.

 

الأخبار: وكيف تتفادى صعوبات الطرق الرملية، ومن بينها لا شك أن سيارتك لا يمكنها عبور الطريق البري نفسه الذي تسلكه عابرات الصحراء؟

 

عمران: أتجنب دائما أثر السيارات ذات الإطارات الأكبر لأنها تكون أكثر ارتفاعا عن مستوى سطح الأرض من ارتفاع سيارتي، ولذلك فأحيانا أسير بمحاذاتها وأحيانا أخرى أختط لسيارتي طريقا يجعل أحد إطاراتها يمر في الوسط بين أثر إطارات السيارات الأخرى.

 

وأستطيع أن أقول إنني أتعامل بحرفية كاملة مع الطريق وما أصادفه من طوارئ أثناء القيادة بما في ذلك الحجارة وعبور أثر السيارات الكبيرة.

 

الأخبار: شكرا جزيلا لكم.