على مدار الساعة

دعاء استفتاح السنة الانتخابية...

20 فبراير, 2018 - 00:27
البشير ولد عبد الرزاق

"..اللهم إنا نسألك خير سنتنا الانتخابية هذه، فتحها ونصرها وبركتها، ونعوذ بك من شر ما فيها ومن شر ما بعدها، اللهم اجعل خير هذه السنوات خواتمها وخير هذه الانتخابات أواخرها، اللهم واجعل الانتخابات النيابية زيادة لنا في الديمقراطية، واجعل الانتخابات الرئاسية راحة لنا ولبالنا من كل أزمة سياسية، اللهم ومن رام المادة: 28 بسوء، فاشغله بنفسه...".

 

في مقال طريف بعنوان "دعاء نهاية السنة الخنيقة"، يروي الكاتب والصحفي المصري الجميل بلال فضل، قصصا حول تأليف الأدعية طبقا لضرورات الحياة، من بينها أحداث رواية (الناجي الأخير)، للكاتب أمريكي تشاك بولانيك، التي تحكي عن شركة قررت أن تستغل الشعبية الكاسحة لرجل ذي قدرات خارقة، فألّفت نيابة عنه كتابا بعنوان (الأدعية الأكثر تداولاً).

 

ضم الكتاب كل الأدعية التي يمكن أن يحتاجها الناس في حياتهم اليومية: "دعاء فقدان الوزن، دعاء تأخير الذروة، دعاء إزالة العفن الفطري، دعاء إسكات الكلاب النابحة، دعاء أجهزة إنذار السيارات، دعاء منع المخالفات المرورية، دعاء منع تسرب المياه من المواسير، دعاء الحصول على مكان لركن السيارة، دعاء منع الإفراط في العرق تحت الإبط وأدعية أخرى كثيرة من غير المناسب ذكرها هنا"، وقد حقق الكتاب في البداية مبيعات خيالية، لكن عوائده ما لبثت أن هبطت إلى الحضيض، حين أدرك الناس أن تلك الأدعية لم تغير شيئا في حياتهم اليومية، مع أنهم أصبحوا يحفظونها هم وأولادهم عن ظهر قلب.

 

وأنا أقرأ هذا المقال الذي لم يفقد شيئا من سحره وبريقه، مع أنه نشر نهاية 2014، ذكرتني سنة صاحبنا "الخنيقة" تلك، بسنتنا نحن "المنخنقة" هذه، وسألت نفسي لماذا لا نؤلف نحن بدورنا دعاء خاصا بنا، نستفتح به سنتنا الانتخابية هذه، ويكون مستجابا بإذن الله، عكس ما حصل مع الأستاذ بلال فضل، الذي يخبرنا في مقاله، بخفة دم مصرية أصيلة، أنه أقلع عن كتابة الأدعية، بعدما تأكد له، أنه هو وجميع من دعا لهم، لم يكونوا أهلا للاستجابة.

 

وهاكم "مشروع" دعاء استفتاح سنتنا الانتخابية، المستجاب بإذن الله:

"اللهم يا ذا المن يا ذا الجلال والإكرام، يا مجيب الدعاء ويا مجير الضعفاء، اللهم اجعل انتخاباتنا هذه من خير الانتخابات واجعلها آمنة مطمئنة من البدايات إلى النهايات، اللهم إنا نسألك خير سنتنا الانتخابية هذه، فتحها ونصرها وبركتها، ونعوذ بك من شر ما فيها ومن شر ما بعدها، اللهم اجعل خير هذه السنوات خواتمها وخير هذه الانتخابات أواخرها، اللهم إن الشيطان زين لساستنا الفرقة والشقاق فخذ بنواصيهم إلى الألفة والوفاق، اللهم جنبهم طول الخوار وبلغهم سبل الحوار، اللهم واجعل الانتخابات النيابية زيادة لنا في الديمقراطية، واجعل الانتخابات الرئاسية راحة لنا ولبالنا من كل أزمة سياسية، اللهم ومن رام المادة: 28 بسوء، فاشغله بنفسه...

 

اللهم عليك بالمتربصين بدستورنا، اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم، اللهم عليك بهم وبتدبيرهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم شتت مبادراتهم وقلل أنصارهم وأسكت أصواتهم وأبطل حججهم وفرق صفوفهم وخرب مخططاتهم.

 

اللهم إنا نشكو إليك ضعف معارضتنا وقلة حيلتها وهوانها على الناس، يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين، إلى من تكلها، إلى أغلبية تتجهمها أم إلى حاكم ملكته أمرها، إن لم يكن بك عليها غضب فلا نبالي...

 

اللهم حبب إلينا الشفافية وزينها في قلوبنا وكره إلينا التزوير والتطبيل والتزمير واجعلنا من الراشدين، اللهم إنا نسألك الشفافية وما قرب إليها من قول عمل ونعوذ بل من التزوير وما قرب إليه من قول وعمل..

 

اللهم اجعل لجنتنا الانتخابية من خير اللجان ونجها من كيد الإنس ومس الجان وجنبها النسيان والهذيان والمحن ما ظهر منها وما بطن، اللهم وجنبها كل فعل قبيح وألهم رئيسها الكلام بلسان عربي فصيح، اللهم تقبل توبتها واغسل حوبتها وسدد رأيها واجمع شملها وبيض وجهها ولا تضيع أجرها ولا تخز محاضرها وخذ بنواصي أعضائها إلى الحق..

 

اللهم إنا نعوذ بك من صوت لا ينفع ورئيس مكتب لا يشبع وسياسي يقتله الجشع وحبر لا يلصق، اللهم وارزقنا نيل المطالب وخفف علينا ساعات الحشر أمام المكاتب...

 

اللهم  يا ساتر كن لنا وراء الساتر،

اللهم وجنبنا الضيق ساعة الوقوف على الصناديق،

اللهم يا رب السماوات، كن لنا عند فرز الأصوات،

اللهم واجعل لنا مخارج يوم إعلان النتائج،

اللهم إنا نسألك خير صناديق الاقتراع ونعوذ بك من كل شرور "صناديق الاختراع "...".

 

إذا بدا لكم هذا الدعاء طويلا وشاقا ومتشعبا، لا توجد مشكلة، يمكننا أن نجرب الدعاء المختصر، الذي اقترح الأستاذ بلال فضل، على إخوتنا المصريين أن يرددوه طول الوقت وفي كل السنوات: "طبطب علينا يا رب".