الأخبار (نواكشوط) ـ بعد مضي ثمانية أسابيع على زيارة رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران لموريتانيا ولقائه بالرئيس محمد ولد عبد العزيز، لا تزال العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تعيش حالة الرتابة القائمة طيلة السنوات الست الماضية.
ورغم أن زيارة بن كيران لموريتانيا كان يتوقع أن تتبعها اتصالات مستمرة من الجانبين لتكون بداية تحول جديد في العلاقات، خصوصا وأن لقاءه بالرئيس محمد ولد عبد العزيز في الزويرات تم في أجواء غاية في الودية وخلق نوعا من الأمل في عودة الأمور إلى نصابها.
إلا أن نتائج هذه الزيارة على ما يبدو لم تتجاوز موضوع تصريحات الآمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط التي وصفت بأنها مسيئة لموريتانيا.
زيارة من جانب واحد
وكان لافتا أن زيارة بن كيران لم تتبع بزيارة مماثلة من الجانب الموريتاني، فلم توفد موريتانيا أي مبعوث إلى المغرب ردا على زيارة رئيس الوزراء المغربي؛ وهو ما رأى فيه متابعون تعطل مؤشرات التقارب الدبلوماسي المنتظر.
ويُطرح احتمال أن المغرب كان يهدف من خلال زيارة بن كيران وإغلاق ملف شباط، إلى تحييد موريتانيا بشأن مساعيه للانضمام مجددا إلى الاتحاد الأفريقي، حيث تصنف موريتانيا مغربيا كبلد "مارق" عن المحو عن المحور المغربي السنغالي الفرنسي.
وهو المحور الذي يرى مراقبون عارفون بالشأن الموريتاني الداخلي أن نواكشوط لن تنضم إليه لأنه من وجهة نظرها انتقاص من قرارها المستقل والسيادي الذي يجعل منها كما تريد بلدا محوريا وليس بلدا تابعا لأي محور أو أي بلد.
وحسب معلومات حصلت عليها الأخبار فإن موريتانيا مستاءة من أن المغرب عمل على إغلاق ملف تصريحات شباط دون أن يسعى إلى معالجة حقيقية تنهي الأزمة الدبلوماسية بين البلدين.
مؤشرات لعودة التوتر
تطورات الأيام الأخيرة تكشف عن مؤشرات لعودة التوتر الدبلوماسي بين البلدين إلى ما قبل زيارة بن كيران ولقائه بولد عبد العزيز في الزويرات، خصوصا مع الطلب الرسمي الذي تقدمت به المملكة المغربية للانضمام للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.
كما يستشف من تصريحات ولد عبد العزيز في مقابلته مع افرانس 24، أن العلاقات مع المغرب لا تزال تعاني من الفتور، وأن زيارة بن كيران لم تحدث خرقا يذكر في حالة الفتور هذه، في وقت كان يتوقع أن تنهي سنوات المد والجزر التي اقتربت من القطيعة وإن لم تصل إليها.
بل يؤكد استمرار حالة الفتور في العلاقات غياب ولد عبد العزيز عن حفل العشاء الذي أقامه الملك المغربي محمد السادس في أديس أبابا على شرف رؤساء الدول التي لم تضع عراقيل أما عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي.
هذا إضافة إلى عودة المقالات التي تنتقد موريتانيا عبر وسائل الإعلام المغربية، وذلك بعد أن خفف الإعلام المغربي من استهدافه للحكومة الموريتانية ولسياساتها، وبعد أن تغيرت زاوية معاجلته للقضايا والملفات الداخلية بموريتانيا.
ويرى مراقبون أن مساعي المغرب التي سبقت التصويت على عودته للاتحاد الأفريقي، إضافة إلى محاولات المملكة حل الأزمة الغامبية من بوابة داكار، فضلا عن ما يعتبر دعما مغربيا صامتا للسنغال في وجه التوترات مع موريتانيا.. كلها عوامل أبقت العلاقات تراوح مكانها وبالتالي أبقت على نوع من التوتر وإن بمستويات أقل من الحدة السابقة.