الأخبار (نواكشوط) – شكل اعتقال عضو مجلس الشيوخ الموريتاني محمد ولد غده أحد الاهتمامات الأساسية لعدد من المدونين الموريتانيين على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، حيث تساءلوا عن مكان إخفاء البرلماني الذي اعتقلته مجموعة بزي مدني من منزله ليلة الجمعة 11 من الشهر الجاري.
وسم التساؤل
تجلى اهتمام بعض نشطاء الفيسبوك بشأن اعتقال ولد غدة عبر إطلاق وسم حمل عنوان: #أين_السناتور_ولد_غده، حيث تساءلوا فيه عن مكان اعتقاله الذي أخفي فيه قسرا – حسب بعض التدوينات - بعد منعه من السفر خارج البلاد للعلاج، في الوسم تناول المهتمون قضايا عدة في ملف اختطاف الرجل من غياب للقانون، وغياب للمعارضة، وغياب للموالاة.
غياب القانون
تحت الوسم المتقدم كتب المدون المشهور محمد الأمين الفاظل ناعيا ما بقي من شكليات القضاء والقانون، حيث قال: "لم نحترم في أي يوم من الأيام على هذه الأرض القانون ولا القضاء، ولكننا كنا نحترم على الٌأقل الشكليات، وكان ذلك يمثل الحد الأدنى من الحد الأدنى من دولة المؤسسات والقانون التي نحلم بها، اليوم لم نعد نحترم حتى تلك الشكليات، ففي عملية اختطاف السيناتور ولد غدة، لم نحترم هذه الشكليات" تجاوز الشكليات هذا شرحه الفاظل مبينا خطورة أبعاده في التوقيت وفي خرق الحصانة البرلمانية، وقد كان هاجس غياب القانون حاضرا بقوة حيث تساءل الفاظل نفسه مع آخرين عن:
"أين القانون؟ أين القضاء؟ أين الحصانة البرلمانية؟ #أين_السيناتور_ولد_غدة ؟؟؟؟". وتحت الوسم المذكور بيَّن المدون أحمدو ولد اعل الطالب أنه "حين تدخل السياسة قاعة المحكمة تخرج العدالة منها".
غياب المعارضة والمولاة
في قضية ولد غدة أشار مدون يسمى عادل تاج الدين إلى أن المولاة لم يسمع لها صوت في هذا الأمر الذي اعتبره بحجم "اختطاف"، متسائلا: "ماذا تركوا للعصابات اللصوصية...؟".
وأردف: "الغريب انك لن تجد مواليا يستنكر حادثة الاختطاف المشينة ولا قانونية على نظام الفساد غير الأخلاقي #البؤس السياسي"#أين السناتور ولد غده؟".
وكما لاحظ بعض المدونين غياب الموالاة عن التعليق على الحادث، لاحظ آخرون أن السكوت والغياب لم يكن خاصا بها بل إن المعارضة أيضا غابت عن المشهد غيابا جعل بعض أنصارها يقرن تساءله عن ولد غده بتساؤل عن المعارضة نفسها، وهذا ما جعل مدونا يدعى جدن دين يتساءل: "أين المعارضة من اعتقال محمد ولد غده؟".
هذا التساؤل أوضحه مدون يدعى م سالم محمد الذي حضر وقفة أسرة ولد غدة حيث قال: "في الوقفة الماضية التي نظمتها أسرة "ولد غدة" قرب مقر بعثة الأمم المتحدة في"انواكشوط" سمعت إحدى النساء تسأل عن قادة المعارضة أين هم؟ و لماذا لم يحضروا الوقفة وهل تم إشعارهم بموعدها ومكان تنظيمها؟، هذا السؤال مطروح، أين المعارضة من قضية السيناتور؟
في ظل هذا الغياب يستمر الجدل في الشارع الموريتاني حول مصير السيناتور محمد ولد غده الذي استفهم بعض المدونين هل لاعتقاله علاقة بملفات غامضة تكثر حولها الشائعات مثل قضية الرصاصة والمال السياسي، وقد عبر المدون المشهور محمد الأمين ولد سيدي مولود عن ذلك في تدوينة له حيث قال: "هل يساهم اعتقال السيناتور ولد غده في إقناع الناس بصدق رواية النظام بخصوص "رصاصة صديقة"؟.
وتحدد ظهر الأربعاء لأول مرة مكان اعتقال السيناتور ولد غده، حيث سمحت الدرك لمحاميه أحمد سالم ولد بوحبيني بزيارته في مقر فرقة الدرك المختلطة، قبل أن ينهي المحامي اللقاء بعد رفض الدرك السماح له بلقاء موكله بشكل منفرد، وهو ما وصفه المحامي بالإجراء غير القانوني.