على مدار الساعة

حادثة مصحة الرضوان: شهادة لأحد الزملاء وتعليق يتضمن مقترحا

8 مارس, 2022 - 16:48
د. محمد محمود الحسن  - استشفائي جامعي - جراح عظام

"اتصل بي أحد الزملاء الأخصائيين المشهود لهم بالكفاءة والاتقان وحسن المعاملة وحيازة ثقة جميع الزملاء الذين عملوا معه، وأخبرني أن والدته كانت من ضمن المتضررين من هذه الحادثة.

 

وقال، أخي العزيز،

هذه المصحة تشكل صرحا طبيا راقيا مجهزا بأكمل التجهيزات وأحدثها، وقدَّمت وما تزال تقدم الكثير والكثير من الخدمات الجليلة لمواطنين هم بأمس الحاحة إليها. كلما في الأمر أن خللا أصاب إحدى حلقات التعقيم في ذلك اليوم ليتعرض جميع المرضى الذين عولجوا من طرف ثلاثة جراحين مختلفين بنفس المضاعفات، وهو بالفعل أمر خطير وصعب، وضرر قائم، نأسف ونتحسر على حدوثه، لكنه بقدر ما يستوجب العمل على علاج المضاعفات والتخفيف من مخلفاتها والبحث والتدقيق للوقوف على الأسباب ومعالجتها، وتفادى تكرارها، بقدر ما يستوجب الابتعاد عن كلما من شأنه أن يمس من مصداقية مؤسسة تقدم النفع وتساعد بشكل كبير في تأدية خدمات صحية متخصصة مجانية، وبجودة عالية". انتهت الشهادة.

 

وأنا عن نفسي أزكي شهادة هذا الزميل العزيز.

 

 وبصفتي أحد الأطباء الممارسين، والذين لا يخلو عملهم اليومي من مضاعفات وانعكاسات تدخل في طبيعة العمل البشري ومخاطر هذه المهنة الحساسة في ظروف عمل صعبة فإني أقول:

1. احتراما للرأي العام، وحفاظا على سمعة هذه المصحة التي هي جزء من سمعة القطاع، أتمنى أن تخرج إدارتها في مؤتمر إعلامي يتحدث فيه أحد الأخصائين الأكثر تجربة وخبرة، ليتحدث بلغة علمية واضحة، وبالثقة المطلوبة عن المؤسسة، وعن طبيعة عملها، وعن هذا الحادث الأليم، لتتضح حيثياته ويغلق الباب أمام الشائعات والأقاويل، وليترك المجال مفتوحا في انتظار نتائج التحقيق التي يفترض أن تقوم بها المؤسسة تحت إشراف الجهات الوصية.

 

2. قطاع الصحة قطاع حساس، والحفاظ على سمعته والابتعاد عن ضرب ثقة المواطنين به مهمة وضرورة تستوجب الابتعاد عن التخندق وتصفيات الحسابات الضيقة بين جهات محلية وتقربا من جهات أجنبية قد تكون مستفيدة من تدهور الخدمات الصحية عندنا خدمة لسياحتها الطبية.

 

3. العمل الجراحي مسألة معقدة، لا تكفي فيها كفاءة الطبيب وخبرته، ولا التجهيزات، وإنما قد تشوبها مضاعفات خطيرة تؤدي أحيانا للوفاة أو لفقد عضو أو وظيفة دون وجود خطإ مادي، ومع ذلك فإن صحة المواطن تستوجب الصرامة والتدفيق  وتفعيل الرقابة سبيلا إلى الحصول على أحسن النتائج وتقليص هامش الخطإ.

 

4. الثقة رصيد، والمصداقية مكسب، والسكوت ضعف وهروب من المواجهة، الطبيب يجب أن يمتلك الشجاعة ليتحدث بشفافية وصدق عند حدوث أي عارض أثناء ممارسة عمله، لأن الطب في النهاية بذل عناية، لا يلزم النتيجة.

 

- حافظو على سمعة القطاع

- حافظو على ثقة المواطن بقطاعه

- لا تستسلموا لحملات التشهير والتشويه.

 

والله من وراء القصد.