على مدار الساعة

الاستثمار في التعليم ضمان للمستقبل

8 يناير, 2023 - 16:54
بقلم د. محمد الراظي بن صدفن

إن التعليم هو السبيل إلى التنمية الذاتية وهو طريق المستقبل للمجتمعات. وذلك لاعتبارات عديدة أهمها: أنه يحد من أوجه اللا مساواة ويخلق فرص التطور ويحقق التنمية المستدامة التي تتطلع إليها الكثير من الشعوب في وقتنا الحاضر.

 

ويرى بعض المفكرين من أصحاب الاختصاص، أن رقي الأمم ونجاحاتها لا تقاس أبدًا بالثروات التي تملك أو بمواردها الطبيعية، بل بمستوى تعليم أفرادها.

 

بناء على ما تقدم، فإنه ليس من المستغرب أن يحظى قطاع التعليم بالأهمية القصوى في برنامج رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في تعهداته المعلنة للمجتمع والتي هي الآن في طور الإنجاز.

 

ففي اللقاء الذي جمعنا به خلال الحملة الانتخابية سنة 2019 م، بحضور ممثلي مؤسسات التعليم العالى والفاعلين النقابيين من الأساتذة الداعمين لمشروعه المجتمعي، أكد سيادته أن بناء الإنسان يجب أن يكون نقطة البداية في أي عملية تنموية يراد الوصول إليها، مدركًا ما للتعليم من أهمية في بناء الدولة الحديثة، معلقًا الآمال في الوقت نفسه على الجامعة في التأسيس لتعليم متطور يأخذ بعين الاعتبار الموائمة بين التكوين والتشغيل ويضع متطلبات البلاد التنموية في سلم الأولويات.

 

فالتعليم العالى، علاوة على كونه وسيلة لتحسين نوعية الحياة ومعالجة التحديات الاجتماعية والعالمية الكبرى، فهو يلعب كذلك دورا مهما ورئيسيا في تحريك أداء النمو الاقتصادي والرفع من القدرة التنافسية للدول.

 

في هذا السياق، لا شك أن الإجراءات التي أتخذها سيادته والمتعلقة بتحسين منظومتنا التعليمية التي تعاني من اختلالات عديدة، بدءا بمراجعتها وتشييد آلاف المدارس على المستوى الوطني ودفع المكافآت للمعلمين والأساتذة وطواقم التأطير العاملين في المدارس الأساسية والمؤسسات الثانوية، مرورًا بزيادة رواتب أساتذة التعليم العالى ورفع سن تقاعدهم إلى 68 سنة وزيادة منح الطلاب وتحسين ظروفهم وإنشاء مؤسسات تعليمية جديدة لتنويع عروض التكوين و انتهاء بإطلاق الأشغال في توسعة المركب الجامعي الذي ستتضاعف قدرته الإستيعابية بالنصف، بإشراف من فخامة الرئيس شخصيًا، تنم عن إنجازات ملموسة لا يمكن تجاهلها وتستحق منًا جميعًا كامل الإشادة والتثمين.

 

وهذا يؤكد مرة أخرى سلامة توجهات الرجل ودليل قاطع على إصراره على الوفاء بالعهود رغم الإكراهات لأن رهانه على إصلاح التعليم يراد من ورائه تحقيق الهدف الإستراتيجي الكبير الذي لا غنى عنه والمتمثل في إذكاء روح المواطنة والحد من الفوارق وتعزيز التماسك الاجتماعي وتحقيق الوحدة الوطنية الشاملة بين جميع مكونات شعبنا.

 

لهذه الأسباب، يصبح الاستثمار في التعليم هو الخيار الأفضل الضامن لمستقبل البلاد ورفاهية شعبها وصون المصالح العليا لأجيالها المستقبلية.

 

{وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} صدق الله العظيم.