تصادف الإنسان في حياته أصناف من البشر على اختلاف مشاربها و كلهم ميسر لما خلق له... فمنهم الشخص المثالي و منهم من هو دون ذلك.
و مهما بلغ الإنسان من التعلق بغيره، فإنه لا يمكنه أن يحجب عن نفسه ما يطفو على سطح شخصيته من صفات سلبية... و تلك سنة الله في خلقه : فالسلبيات أكثر وضوحا و لمعانا من الايجابيات.
أما بالنسبة لي، فإن الشذوذ الذي يبرر القاعدة يكمن في مصاحبتي للزعيم التاريخي و القائد الألمعي، برام ولد الداه ولد اعبيد.
لقد شق هذا الرجل الأسطورة طريقه غير آبه بركام المطبات الاجتماعية و الاقتصادية و ظل يصدح بالحق على رؤوس الأشهاد و كأنه القائل :
تمرست بالآفات حتى تركتها
تقول : أمات الموت أم ذعر الذعر ؟
إنه رجل لا تأخذه في سبيل الحق لومة لائم و لا تثنيه عن هدفه الأسمى مشاكل و لا حواجز.
جرب السجون و أكتوي بنار الغدر و الخيانة و نسجت حوله أخطر الافتراءات و لكنه ظل صامدا، متكلا على ربه في كل ظرف و في كل مكان.
و من جهة أخرى، فقد جربت صدقه و وفاءه و استفدت من أخلاقه الحميدة، تلك الأخلاق التي قل أن يتحلى بها غيره من ممارسي السياسة و التحدي.
و بعبارة واحدة، فإن الزعيم و الحقوقي برام من طينة نادرة، جوهرها الصدق و التضحية و الصلابة... و قد خلد اسمه بحروف من ذهب في سجل التاريخ.
و اليوم، و قد أقتنع الجميع أنه يناضل من أجل الجميع و أنه وهب حياته للدفاع عن المظلومين و المغبونين و المهمشين مهما كانوا و أينما وجدوا، فلا يسع كل ذي قلب سليم إلا أن يبارك له مسعاه و أن يدعو الله له سرا و علانية بدوام الصحة و العافية، مقدمين له أصدق و أحر التهانئ على النتائج المشرفة التي حصل عليها في الانتخابات الرئاسية على الرغم من التزوير و عدم تكافؤ الفرص بينه و بين مرشح النظام.