الشرطي يمتلك عصا وقنابل مسيلة للدموع، أما الأستاذ فيمتلك قلما أعزلا وحقيبة مليئة بدموع الأجيال..
لقد قتل التعليم مظلوما وتفرق دمه بين الأنظمة، فبدون وجود طبقة وسطى متعلمة، لا تطمعوا بوطن أخضر!
هناك الآن ثلاث دوائر في قطاع التعليم:
دائرة واسعة وباهتة ومهملة تسمي "التعليم العمومي" متروكة لعامة الشعب، لكي تلهيهم وتشغلهم عن الوعي والثروة والسلطة، كان الأذكياء فيها يحصلون على منح تساعدهم في التقدم، لكن الدولة بدأت تنزعها منهم..
دائرة متوسطة تسمى بالتعليم الخاص، وترتادها ثلة من أبناء المتعلمين، ممن ينفقون بسخاء من جيوبهم، وأهلها يجدون رائحة الوظائف السامية أحيانا...
دائرة ضيقة وخاصة وهي لتوريث الوظائف، وهي خاصة ومخصصة لسكان الدولة العميقة..
لذلك الأستاذ مهمش لأنه يقبع في الدائرة الأولى، لكن الدولة إن لم تبذل جهدا فوريا في إصلاح التعليم، وإنارة الدرب أمام أجيال ستشكل بعد عشر سنوات 60% من السكان، فإنها ستندم ذات يوم، وحينها لا ينفع الندم..
اللهم قد بلغت اللهم فأشهد...
هنا تامشكط، والصيف من فوقنا ومن تحتنا، ومن خلفنا ومن أمامنا، وخيالي بدأ يذوب كالزبدة من شدة الحر..
الساعة 19:10 وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم..