الأخبار (نواكشوط) – أكد النائب البرلماني محمد ولد ببانا أن "أكبر مشكلة يعاني منها حزب الاتحاد من أجل الجمهورية هي عدم انتخاب هيئاته"، مشيرا إلى التشخيص الذي تم خلال الأيام التشاورية الأخيرة والحقوق المقترحة خلاله تضمنت ذلك، وأكدت ضرورة "إيجاد آلية موضوعية وشفافة لولوج الفاعلين والمناضلين للمراكز القيادية في الحزب عن طريق الانتخاب، وأنه لا توجد طريقة أخرى غيرها".
وقال ولد ببانا في مقابلة مع الأخبار إنه "لم يكن من المقتنعين بجدوائية العمل المقام به" من طرف اللجنة المكلفة بتشخيص واقع الحزب الحاكم، مردفا بقوله: "لأكون أكثر دقة، كنت أطمح أن تكون الطريقة التي تتم بها المعالجة مختلفة، وأن تخضع لمستوى من التشاور ما قبل تشكيل اللجنة، وأن تكون اللجنة نتاج تفاعل داخل الحزب، وإن كانت بإيعاز أو باقتراح أو توجيه من طرف قيادة الحزب، أو من طرف مؤسسيه أصلا".
وأردف ولد ببانا – وهو أحد النواب البارزين في كتلة الحزب في البرلمان قائلا: "كم يؤسفني أن نكون بعد سنوات من ممارسة العمل السياسي داخل هذا الحزب، ما زلنا غير قادرين على اكتشاف أمراضنا، أو نتعرف على أعراضها، أو نمتلك القدرة على إحداث تحولات ولو بطريقة مشاركة بسيطة منا في تشخيص هذا الواقع ومحاولة حله".
وذكر ولد ببانا بأنه سبق وأن طرح إشكالية عدم انتخاب هيئات الحزب خلال اجتماع سابق للمجلس الوطني 2010، وذلك من خلال تأكيده أنه لم يكن يتصور أنه "بعد كل هذا الزمن، وبعد الكثير من التطورات السياسية، يأتينا مدير ديوان الرئيس أو مستشار بلائحة تضم أعضاء المجلس الوطني، وأعضاء المكتب التنفيذي، وأكدت أن المناسب هو أن يتم انتخابهم تماما كما تم انتخاب المناديب القادمين من الداخل".
وأشار ولد ببانا إلى أن التحدي الآن هو أن يترك "الفاعلون السياسيون مخرجات الأيام التشاورية الأخيرة تمضي إلى نهايتها بطريقة آمنة، لا تتدخل فيها، ولا تسيرها لمصلحتها، وأن تترك هذه القواعد الناظمة للعمل السياسي عن طريق الانتخاب داخل الحزب من بدايتها إلى نهايتها كحكم بين مختلف الفاعلين السياسيين في الحزب".
وأضاف: "أعتقد أنه إذا تم النجاح في هذه النقطة فنحن أمام بنية سياسية قوية تقف على شرعية حقيقة من منسبيها".
ووصف ولد ببانا الخطوات التي قامت بها اللجنة المكلفة بتشخيص واقع الحزب الحاكم وتفعيل هيئاته بأنه "تصب في صالح اللجنة، ولا تصب في صالح التصور الذي كنت أتبناه قبل إقدامها على العمل"، معتبرا "أن المخرجات كانت على المستوى، وما ينقص الآن هو فقط ما سيحدث في المستقبل، إذا كانت الخطوات المقبلة في مستوى مخرجات العمل الحالي، فإننا أمام تطور إيجابي بالمطلق، وإذا حدث العكس – لا قدر الله – فأعتقد أنهم قاموا بجزء إيجابي، وتم الفشل في جزء آخر".
وردا على سؤال حول من سيصوت له النائب لرئاسة الحزب الحاكم قال ولد ببانا: "قد أترشح شخصيا"، مردفا بالقول: "على كل حال إلى حد الساعة لم أسمع بترشح أي شخص لرئاسة الحزب، وما أؤكده هو أن سأدخل الانتساب بشكل فعال، وبروح جديدة، وكلي أمل أن تجد هذه الإصلاحات النور بشكل عملي، وأن تطبق بشكل حقيقي، وإذا ما تم ذلك فإن أي شخص يصل إلى قيادة الحزب عن طريق الانتخاب سأكون من المدافعين عن برنامجه، وأكون عونا له، المهم أن يكون منتخبا، وأن لا يكون معينا".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- لقراءة نص المقابلة اضغطوا هنا، أو زوروا ركن مقابلات