على مدار الساعة

مُقْتَرَحَاتُ مِنْ أَجْلِ مَزِيدِ تَنْشِيطِ مَهْرَجَانِ الْمُدُنِ الْقَدِيمَةِ

12 أكتوبر, 2018 - 00:02
المختار ولد داهي - سفير سابق

ستحتفل بلادنا على غرار باقى الدول الإسلامية بعيد أو ذكرى – تأويلان – المولد النبوي الشريف هذا العام نهاية الثلث الأول أو بداية الثلث الثاني من شهر نوفمبر المقبل.

 

وقد تم منذ سنوات سن سنة حسنة لن ينقطع العمل بها إن شاء الله وهي تنظيم مهرجان سنوي لتنشيط المدن الموريتانية  القديمة يلتئم دوريا بإحدى المدن التاريخية الأربعة تزامنا مع الاحتفال بنعماء المولد النبوي الشريف احتفال فرح وشكر وتعظيم وتدبر وتنظيف "لبعض الشبهات"  التي علقت وترسبت على هذا التخليد السنوي إجماعي الاستحقاق.

 

والمهتم بالمهرجان السنوي لتنشيط المدن القديمة ملاحظ تطويرا وتحسينا وتنويعا سنة بعد سنة ونسخة تلو نسخة وهو علم وعمل يحسب - تراكميا وإن على تفاوت - للقائمين توجيها وتسييرا وتنظيما وتقييما وتقويما على المهرجان والذين لا مراء في كفاءتهم العلمية و"حميتهم" الوطنية ونزاهتهم الفكرية و"نزعتهم الإبداعية"....

 

واقتناعا منى بأني وأمثالي من "المواطنين اللمداويين citoyens lambdas" ينبغي لهم إمداد القائمين على الشأن العام بكل الأفكار والمقترحات التي قد يكون من شأنها تحسين إدارة الشأن العام فإني أعتبر أن المقترحات التالية - والتي منها ما يمكن الأخذ به في النسخة التي جاءت أشراطها ومنها ما يمكن الاستئناس به في تحضير النسخ المقبلة - من شأنها مزيد تنشيط وجاذبية وجدوائية المهرجان السنوي لإحياء المدن القديمة:

 

أولا: الاستضافة السنوية لوفد علمي وثقافي وفني كبير كما وكيفا من المدن التاريخية القديمة بالبلدان الشقيقة والصديقة خصوصا المدن المصنفة عالميا تراثا إنسانيا، ولئن قال قائل إن هذا الاقتراح أخذت الجهات المنظمة للمهرجان ببعضه من خلال استضافة فرق فنية وأدبية قادمة من تلك المدن السنوات الماضية أجبت بنعم مع المطالبة بترفيع كم ومستوى الضيوف من تلك المدن "ذلك أن ما يدرك كله لا يجزئ جله"؛

 

ثانيا: إنشاء جائزة سنوية سنية تمنح لأحسن تحقيق لأحد المخطوطات العلمية المؤلفة من طرف أحد علماء المدينة المخلد بها المهرجان السنوي للمدن القديمة وذلك بهدف التعريف بتلك المخطوطات وزيادة فرص الاستفادة منها وتأبيدها؛

 

ثالثا: توزيع جوائز شنقيط بمناسبة المهرجان السنوي ترفيعا لفعاليات المهرجان وكسرا لشيء ملاحظ من رتابة مراسيم هذه الجوائز العلمية بالغة الأهمية والتي ينبغي ترفيع مراسيم الإشراف عليها ومبلغها المادي وتقديرها المعنوي؛

 

رابعا: إنشاء جوائز توزع إبان المهرجان لتشجيع ما يمكن أن  أسميه إعادة كتابة أو "تحيين" "المختصرات" التي ألفها الشناقطة الأول في الفقه واللغة العربية نحوا وبلاغة وصرفا بأسلوب يتماشى ولغة هذا الزمان.

 

وأنبه في مقام هذا الاقتراح إلى أن التحيين المطلوب يقصد به التبسيط والمفهومية والبيداغوجية مع الاحتفاظ بالمستوى العلمي الرفيع؛

 

خامسا: إنشاء برنامج وطني لما أسميه "الإحياء التراثي" للمدن الموريتانية القديمة المندثرة كليا أو جزئيا - وما هي بقليلة - وأقصد بذلك إعادة بناء بعض المعالم القديمة لتلك المدن كالمساجد وسيران الأسواق وترسيم حدود تلك المدن....

 

سادسا: إنشاء "محاظر امتياز" أو محظرة امتياز على الأقل بكل واحدة من المدن القديمة تصرف "رواتب مغرية جدا "لمشائخها ومنح مشجعة امتيازا" لطلابها على أن يتم الحرص كل الحرص على التنوع الإتني والشرائحي لطلاب تلك المحاظر بل تُلِّح على ذهنى فكرة التمييز الإيجابي بتلك المحاظر لطلاب منحدرين من الفئة أو الشريحة التي كانت الأقل حظا في التعليم؛

 

سابعا: تعبئة تمويلات على شكل هبات لدى هيئات التمويل الإسلامية والمنظمات العالمية المختصة بحماية التراث الإنساني والهيئات الخيرية من أجل إنجاز الطرق الرابطة بين المدن القديمة وعواصم الولايات التابعة لها إداريا.