على مدار الساعة

باحثون وساسة يناقشون تجربة الأحزاب السياسية بموريتانيا

16 ديسمبر, 2018 - 12:41
منصة الجلسة الثانية من جلسات الملتقى اليوم

الأخبار (نواكشوط) – ناقش عدد من الساسة والباحثين واقع تجربة الأحزاب السياسية في موريتانيا، وذلك ضمن ملتقى وطنيا نظمته الجمعية الموريتانية للعلوم السياسية في نواكشوط بشراكة مع مؤسسنة "هانس زايدل" الألمانية.

 

رئيس الجمعية الدكتور الناني ولد المامي أكد في كلمته في افتتاح الملتقى أن الأحزاب السياسية في موريتانيا تواجه تحديات موضوعية منها ما هو مؤسسي تنظيمي يتعلق بالقوانين، يخص مدى الاستجابة لمتطلبات الحزب السياسي في دولة الديمقراطية، ومنها ما هو مجتمعي يتعلق بمدى قدرتها على فرض ذاتها كبنى جديدة على المجتمع والدولة تحل محل البنى التقليدية.

 

وأضاف ولد المامي أن الهدف من الملتقى هو أن يتبارى الباحثون والخبراء للإجابة على التساؤلات الجوهرية المرتبطة بالتجربة الحزبية الموريتانية، سواء ما تعلق منها بظروف نشأتها ومسار تطورها، أو إسهامها في الحياة السياسية الموريتانية قبل وبعد قيام الدولة، أو ما يتعلق ببرامجها وأنساقها الفكرية والسياسية، أو ما يهم النظم التي تحدد قواعد عملها وكيفية مشاركتها في صناعة القرار السياسي داخل البلاد.

 

وتقدم رئيس الجمعية بتساؤلات قبيل الدخول في محاور الندوة منها: "ما هي محفزات ومعوقات عملها؟ فضلا عن أسباب ومبررات هذا الانفجار الحزبي، ومدى إسهامه في تطوير التجربة الديمقراطية؟ وما هي العوامل التي تؤدي إلى تحديد اتجاهات هذه الأحزاب وأسس علاقتها بالسلطة؟".

 

واعتبر ولد المامي أن الإجابة على هذه الأسئلة سيمكن من وضع تصنيف لهذه الأحزاب على مستوى الأفكار والإديولوجيا، أو على مستوى المواقف والتوجهات.

 

ورأى ولد المامي في كلمتها الافتتاحية أن نشأة الأحزاب السياسية في موريتانية كانت نتيجة عوامل ومعطيات موضوعية، وأخرى خاصة، معتبرا أن من أهمها وأرسخها المناسبات الانتخابية والصراعات الداخلية.

 

وأرف ولد المامي أنه إذا كانت المعطيات الموضوعية قد جعلت هذه الأحزاب لا تختلف كثيرا عن بقية الأحزاب السياسية في العالم، فإن المعطيات الخاصة مكنتها من أن يكون لها الدور الأبرز في المجتمع وهو يحبو ليضع أولى بنياته التنظيمية والمؤسسة من أجل إقامة دولته الوطنية.

 

وتوقف ولد المامي مع ما وصفه بإدارة التعددية للحياة السياسية التي طبعت إعداد دستور 1991، والتي حملت إفساحا لمجال حرية الاجتماع والتجمع، معتبرا أنها تتوفر عند صياغة القوانين المطبقة له، أو لم تفصح عن نفسها بالمستوى ذاته.

 

وتشكل الملتقى من جلسات تناولت الأولى منهم محور نشـأة وتطور الأحزاب السياسية في موريتانيا، وترأسها الدكتور سيدي محمد سيد اب، وكان محورها الأول عن العوامل المؤثرة في نشأة الأحزاب السياسية الموريتانية: د / محمدو محمد المختار أستاذ القانون العام في كلية العلوم القانونية والاقتصادية.

 

فيما كان المحور الثاني فكان عن نشأة الأحزاب السياسية ودورها في تأسيس الدولة مع د / محمد المختار سيدي محمد أستاذ التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، فيما تناول المحور الثالث التكوين الفكري والسياسي للنخبة الحزبية مع د. البكاي عبد المالك، أستاذ فلسفة وعلم اجتماع  بكلية الآداب والعلوم الإنسانية.

 

أما الجلسة الثانية فتناولت "الإطار القانوني والتنظيمي للأحزاب السياسية الموريتانية"، وترأسها الخبير الدستوري الأستاذ محمد الأمين ولد داهي، وتناولت ورقتها الأولى النظام الحزبي في ظل التجربة الدستورية لعام 1991، مع د. محمد المختار مليل، أستاذ العلوم السياسية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية.

 

أما ورقتها الثانية فتوقفت مع النظام الانتخابي وأثره على التجربة الحزبية الموريتانية، وقدمها الدكتور سيدي محمد سيداب، أستاذ القانون بكلية العلوم القانونية والاقتصادية، فيما تناولت الورقة الثالثة القوة الاقتراحية للأحزاب السياسية، وقدمها الأستاذ محمد جميل منصور رئيس المركز الموريتاني مركز الدراسات الإستراتيجية.

 

وكان الورقة الأخيرة ضمن الجلسة الثانية بعنوان: "قراءة في التنظيم القانوني لتمويل الأحزاب السياسية في موريتانيا"، مع الباحث في مجال العلوم السياسية محمد عبد الجليل يحي.

 

وسيكون للملتقى جلسات مسائية تحت عنوان: "الأداء السياسي الحزبي، محاولة للتقييم"، ويرأس الجلسة الأولى الدكتور محمد الراظي صدفنه أستاذ التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، وتكون ورقتها الأولى تحت عنوان: "الانتخابات وتمثيل الأحزاب السياسية"، مع الأستاذ مصطفى أحمد ديده /أستاذ القانون العام بكلية العلوم القانونية والاقتصادية.

 

أما الورقة الثانية، فتكون تحت عنوان: "انتخابات 2018 قراءة في أداء الأحزاب"، ويقدمها الأستاذ شيخنا ولد افقيه، وهو باحث في مجال العلوم السياسية، فيما تكون الورقة الثالثة عن المعارضة الحزبية ودورها في بناء التجربة: مع الكاتب والوزير السابق إسلمو ولد عبد القادر، فيما تكون الورقة الرابعة والأخيرة تحت عنوان: "العوامل المؤثرة في أداء الأحزاب السياسية" مع الدكتور سيد أعمر ولد شيخنا، وهو باحث في العلوم السياسية.

 

وترأس حفل افتتاح الندوة نائب رئيس الجمعية محمد المختار أحمد ناه حيث رحب في بدايتها بالمشاركين في المتلقى من باحثين، وطلبة، وممثلين عن الأحزاب السياسية، كما قدم توطئة حول المحاور التي سيتم نقاشها خلال الملتقى، والتي تغطي التجربة للأحزاب السياسية في موريتانيا، كما تلقي الضوء على واقعها، ما استشراف مستقبلها انطلاقا من هذين المعطيين.