على مدار الساعة

نقوش على جدار النضال

24 أبريل, 2019 - 12:21
بقلم: محمد عبد الرحمن محمد عالي "فاضل" - أستاذ فيزياء - رياضيات بالإعدادية 3 بكيفة

في اليوم الثالث من الإضراب، أهنئ الصامدين على المبادئ، العاضين على القيم بالنواجذ، والمؤمنين بأن ذات الشوكة هي الطريق السليم لمقارعة الظلم واسترداد الحقوق..

 

كان الأداء محترما رغم الإغراء والترهيب ورغم التخوين وإلصاق التهم، لقد كشفت المعركة اللثام عن أولئك المعوقين وعن أساليبهم وأعذارهم المختلفة {إن بيوتنا عورة} و{لا تنفروا في الحر} أعذار اختلفت في الطرح واتحدت في الهدف، لقد عمل أولئك مبلغ جهدهم بل وانفضوا عنكم وتركوكم قائمين في ساحات نضال الكرامة والمهابة وسلط بعضهم سياطه عليكم لكنكم أبيتم إلا أن تسعوا في بناء مجدهم بعد أن هدموه بأيديهم..

 

علم المتفرجون صدق نياتكم والمتمالئون حسن صنيعكم بل وسكبتم ذنوبا - بفتح الذال - من جميل الفعال على أبوالهم التي غطت الساحة وزرعت روائحها في كل شبر...

 

إن التضحية في سبيل الكرامة تستدعي بذل المهج أحرى أن تبتز بتنسيقية زهيدة أو علاوة سخيفة تقيد حريتك وتلقي بك في سوق النخاسة..

 

إن نضالكم زملائي الأفاضل زميلاتي الفضليات هو صدقة جارية تهبونها لكل متخاذل ودرسا للأجيال أبلغ تعبيرا وأكثر جدوى..

 

أحبتي لن ينس التاريخ صمودكم الأسطوري في بيئة لا تعرف إلا التزلف ولا تحسن إلا النفاق لكنكم بإصراركم أعدتم للعهد معناه وللصدق هيبته وللإباء ألقه..

 

ثلاثة أيام قضيتموها مجاهدين لأنفسكم ومرابطين في  محاريب الإدارات الجهوية لا سلاح لكم غير القناعة وليس لكم في الخفاء مناصر ولا شاطب لأسمائكم من لوائح "الفدائيين".

 

واصلوا النهج وأملوا ما يسركم فلكم في نفوس أولئك مكانة وإن أظهروا عكس ذلك ولكم في القلوب منزلة سامقة وإن قللوا من شأنها ولكم في النضال حياة ولكن لا تشعرون..