على مدار الساعة

موريتانيا: جدل التعريب يكتسح فيسبوك عبر بوابة البرلمان

11 مارس, 2017 - 08:30

الأخبار (نواكشوط) ـ تجدد الجدل في الأيام الأخيرة بمواقع التواصل الاجتماعي الموريتانية حول التعريب ومكانة اللغة العربية التي اعتبرها الدستور اللغة الرسمية في البلاد، وسط اتهامات بالعنصرية وأخرى بخذلان لغة البلاد الأولى.

 

وجاء الجدل الجديد وسط تباين في وجهات النظر على خلفية تصريحات بعض البرلمانيين واتهامات متبادلة بإقصاء الآخر، حيث انعكس على مواقع التواصل الاجتماعي ليسجل عدد من المدونين مواقفهم بشأن الجدل الدائر حول مسألة التعريب في موريتانيا الذي يعود إلى سنوات الاستقلال الأولى.

 

حق يؤدي إلى باطل!

الإعلامي أحمدو ولد الوديعة، اعتبر في تدوينة نشرها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أنه في ظل الأجواء الحالية يكون طرح اللغة العربية "كلغة وطنية جامعة حق يؤدي إلى باطل".

 

وأضاف ولد الوديعة أن هناك عوامل سياسية واجتماعية مر بها البلد، أثرت في موقف مكونات الوطن الموحد من اللغة العربية، في إشارة إلى السجال بين القوميين العرب والزنوج، حيث يرى أن "طرح الفريق الأول للغة العربية بشكل مستفز يجعل منها لغة قوم لا لغة جامعة"، بحسب تعبيره.

 

في السياق ذاته يضيف المدون المصطفى ولد اديودا أن الزنوج الموريتانيين ظلوا يتجشمون عناء دراسة اللغة العربية يوم كانت تصنع القيمة، مؤكدا أنه حين تعود العربية إلى مكانتها تصنع العقل وفرص العمل فسيعودون إلى دراستها.

 

ويعلق ولد اديودا، بالقول إنه ما دامت اللغة العربية مهملة في الإدارة من طرف العروبيين أنفسهم الذين يفضلون عليها الفرنسية، فليس من الإنصاف محاسبة الزنوج على البحث عن لغة أخرى "فالتهریج السیاسی إنما يهدف إلى إلهاء المتلونین والسذج وأشباه النخب".

 

فرض الفرنسية قهرًا..

الإعلامي أبي ولد زيدان، أكد في تدوينة بصفحة في موقع فيسبوك، أن اللغة الفرنسية التي قال إنه لا يحبها "مفروضة علي في بلدي قهرا وظلما، بلا حول مني ولا قوة"، مشيرا إلى أن فواتير المياه والكهرباء والأنترنت لا تصله إلا بها.

 

ويرى ولد زيدان، أن فرض اللغة، أي لغة، على غير الناطق بها في بلده لأنه أقلية أو أغلبية "هو عنصرية ووقاحة".

 

أما الشاعر المختار السالم فقد تساءل قائلا: "هل يمكن لنائب فرنسي أن يقول: لن تفرض علينا الفرنسية؟".

 

وأضاف منتقدا المعارضة الموريتانية في تدوينه على صفحته بالفيسبوك: الغيرة على "خرقة"... لم لا تأخذكم على إهانة لغة القرآن تحت قبة البرلمان؟!

 

من يحمي العربية؟!

جدل التعريب مجددا في موريتانيا، أثار سيلا من التدوين في مواقع التواصل الاجتماعي، وسط حديث متكرر عن استهتار شديد بلغة البلاد الأولى التي يرى مدونون أنها ظلت الحلقة الأضعف دائما.

 

الباحث والمؤرخ الموريتاني سيدي أعمر ولد شيخنا، وصف الإسلاميين بأنهم "الخط الأول في الدفاع عن اللغة العربية في وجه المسخ الفرنكفوني"، مشيرا إلى أن "أي تراخٍ في هذا السياق يمثل تشوها وفقدانا للبوصلة.يحب تداركه بسرعة".

 

من جانبه شدد رئيس المركز العربي الإفريقي للإعلام والتنمية محمد سالم ولد الداه، على أن للعربية بموريتانيا حماتها، مضيفا: "ياهذه.. ..وياهَؤُلَاءِ... ويا .... أولئك.. إن كنتم تعتقدون أن اللغة العربية لغة أموات وقد ماتت معهم فأنتم واهمون...".