على مدار الساعة

خبراء وباحثون يناقشون طريق موريتانيا "إلى الاستقلال الثاني"

25 نوفمبر, 2019 - 15:59
المحاضرون في الندوة المنظمة مساء أمس الأحد بنواكشوط

الأخبار (نواكشوط) – ناقش عدد من الخبراء والباحثين خلال ندوة نظمت أمس الأحد طريق موريتانيا إلى الاستقلال الثاني، وذلك ضمن خمسة محاور هي الإصلاح السياسي، والاندماج الاجتماعي، وإصلاح التعليم، ورؤسة وآفاق الدبلوماسية، ومستقبل الاقتصاد والتنمية.

 

ونظم الندوة المركز الإقليمي للأبحاث والاستشارات، واستضافتها قاعة المحاضرات في مدرسة النجوم بالعاصمة نواكشوط، فيما ترأسها الدكتور إسلم ولد خونا.

 

الدكتور سيدي أعمر ولد شيخنا تحدث في محور الإصلاح السياسي عن ضرورة العمل على تقوية الدولة عبر بناء المؤسسات والفصل بين السلطات، مطالبا بعقلنة صلاحيات رئيس الجمهورية، معتبرا أنه لا يمكن بقبول سلطات واسعة وبلا محاسبة.

 

ولفت ولد شيخنا إلى الحاجة إلى دسترة مؤسسة الحكومة، وبناء بناء سلطة قضائية مستقلة، لأن ذلك يمثل ضرورة لا محيد عنها لإنفاذ القوانين وبسط العدل.

 

وأبرز المحاضر اهمية بناء بيروقراطية محايدة تقوم على الكفاءة والاستحقاق المهني مع تمثيل جميع مكونات المجتمع، خاتما مداخلته بالتأكيد على ضرورة المطالبة بالسيطرة المدنية على المؤسسة العسكرية والأمنية، مطالبا بفتح حوار حول شكل التدخل السياسي للجيش في إطار المقبول والمنسجم مع الدستور الموريتاني.

 

الأستاذ عبد الله مامادو با استعرض في المحور الثاني من الندوة تاريخ التحديات التي واجهت مسار الاندماج المجتمعي في موريتانيا، مبرزا الصعوبات التي رافقت رسم حدود الدولة وخارطة الانتماءات الجغرافية والاجتماعية.

 

وأضاف عبدالله ممادو با أن الدولة الموريتانية بعد الاستقلال حكمتها أرستوقراطيتان بيظانية وزنجية، وتم تحييد وتهميش باقي المكونات الوطنية، قبل أن يحدث التوتر لاحقا بسبب الفرز والتنافس الداخلي على النفوذ داخل الدولة مع حلول الأبعاد القبلية والجهوية.

 

ورأى عبد الله مامادو با أن المظالم والاحتقان لبس بين المكونات الوطنية، بل بين الدولة وبعض مكونات الشعب.

 

وفي المحور الثالث من الندوة عن إصلاح التعليم تحدث الدكتور البكاي ولد عبد المالك، مركزا على أهمية بناء المدرسة الجمهورية في إطار تحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي للطبقات المهمشة والفقيرة، مؤكدا أنه يعلق آمالا جسيمة على المبادرة التي طرحها الرئيس محمد ولد الغزواني في برنامجه والممولة بميزانية ضخمة.

 

السفير محمد السالك ولد ابراهيم تناول محور السياسية الخارجية، متحدثا عن غياب سياسة خارجية مكتوبة وذات مبادئ محددة في البلاد.

 

واعتبر ولد إبراهيم أن ما وصفه بالتردي الذي أصاب الدبلوماسية يرجع بالأساس إلى تهميش الكفاءات في المجال الدبلوماسي، وهيمنة الرئاسة ومقربي الرئيس وأصدقائه على المجال.

 

 

وكان المحور الخامس والأخير في الندوة عن المؤشرات التنموية، وتناوله الدكتور صدفي ولد السخاوي، مستعرضا أبرز المؤشرات الاقتصادية والتنموية، وخصوصا حجم المديونية والبطالة في البلاد.

 

وطالب ولد السخاوي بالاستفادة من إمكانات البلد الاقتصادية، وإحياء طريق القوافل للربط بين شمال إفريقيا وغربها عبر سكك حديد حتى يستعيد الموريتاني ميراث أجداده في التجارة.

 

كما ركز في محوره على ملف الغاز، وأكد أنه يشكل نعمة، ومركزا للإقلاع إذا تم التعامل معه بعقلانية، وسيتحول إلى نقمة في حال أسيء استخدامه والتعاطي معه.

 

وأشفعت المقاربات المقدمة من قبل المحاضرين بمداخلات قيمة قدمها الجمهور الحاضر.