على مدار الساعة

المسافة بين الدواء الجيد والمزور أولى

1 ديسمبر, 2019 - 17:05
محمد الأمين اممد

تلتف العامة سريعا حول كل جلبة وتناصر أعلى المتخاصمين فيها صوتا وأكثرهم ضجيجا!! لكنها ما تلبث أن تولي عنه حينما ينتصر خصمه؛ أو تسأم من مقاومة الخصم له دون قدرته على صرعه وإنهاء الأمر ..

 

هذا تماما، هو ما يحدث لنا كمواطنين متلهفين للإصلاح مع وزير الصحة وحديثه المتكرر عن الإصلاح؛ وهوما يفسره حجم الدعم الذى لاقى الوزير حينما أعلن عن خطته للإصلاح، فلم تكد ترى بيتا إلا وأهله يثنون على نذير وجهده الجبار ويجعلون النكات حول معركته والصيادلة لكنه زخم ما لبث أن ذاب كما يذوب الملح بعد أن سئم الناس الجعجعة دون أن يبصروا طحينا ..

 

وقالوا  بلسان الحال "هذا ألا كلم كلم عايد" ليرجعوا البصر كرتين حول ما قيل إنه إصلاح.

 

غير أن الوزير حين رأى خفوت الضجيج جاء بأسلوب إثارة جديد ألا وهو تطبيق قانون المسافة المحير غاضا بصره ومتناسيا عن فقه الأولويات وتنظيم الخطوات في هذه المسألة؛ متناسيا أن التدرج سنة كونية، منذ خلق آدم عليه السلام إلا مبعث البشرية، وأن قانون الطبيعة لا محيد عنه ولا تبديل لمن أراد أن يترك أثرا في دروب الإصلاح المتشعبة.

 

سيدي الوزير،

إن الشعب الذى يقف معك اليوم في مسألة لما يفهم كنهها بعد سيتخلى عنك ويرتفع صراخه معرقلا مشروعك الإصلاحي الذى تسعى له والسبب هو قانون المسافة هذا .

 

لكن سيدي الوزير ثق تماما أنه حين يتأكد المواطن أن الدواء لم يعد مزورا وأنه لم يعد بحاجة للسفر نحو الدول المجاورة من أجل العلاج أو حتى من أجل شراء الدواء فتأكد حينها أنه سيقف معك ناصرا لك في وجه خصومك ..

 

أما وهو لا زال يعاني من تفشى التزوير وغياب الرقيب فحتما سيقول ما تغنى عني المسافة إن كانت إنما هي تقديم مزور وتأخير آخر ..

 

سيدي الوزير،

المسافة قطعا ليست دواء بل قد تصبح داء حينما تعرقل مسيرك نحو هدفك المنشود.. فالله الله لا تضيع آمال شعب منكوب في وطنه المسروق منه منذ عقود بسبب الوعود الزائفة بالتغيير .

 

سيدي الوزير،

ما تغنى المسافة عن مواطن ضعيف خرج من مستشفى يحمل وصفة طيبة لتنهكه أنت بالبحث عنها في أزقة مدينة غير آمنة ..

 

سيدي الوزير،

لوكان هذا الدواء المبحوث عنه موثوقا من عدم تزويره لكان المطلب يستحق التضحية أما وأنا أبحث عن دواء تراودني الشكوك في عدم جدوائيته فما تغنى عنى المسافة قربت أو بعدت؟

 

والسلام