على مدار الساعة

للإصلاح كلمة تحاول إرشاد كاتبين قومي وإسلامي إلى كلمة سواء بـينهما

23 مارس, 2017 - 17:21
محمدو بن البار - بتاريخ: 22 - 03 - 2017

كلمة الإصلاح هذه المرة قرأت عنوان مقال لكاتب قومي إسلامي عنونه بقوله: بيان الجبهة الشعبية للدفاع عن اللغة العربية كما قرأت عنوانا آخر لأحد الإسلاميين القوميـين عنونه بقوله: الإسلاميون والقضية اللغويـة.

 

وبما أني أعرف جيدا أن الجميع مسلم ومن أصل عربي فقد تعمدت تسميتهما بذلك لأني لا أومن بهذه الأوصاف الخاصة قومي وإسلامي بل الجميع يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وأراني غنيا أن أقول للمثقفين ما يترتب على قول هذه الشهادة من الأوصاف وما يتصف بها قائلها أيا كان، كما يعرفون أن الإسلام سمي السبـيل إليه بالطريق المستـقيم.

 

ولكن الله جعل حول هذه الطريق المستقيم كثيرا من الطرق الملتوية وقد أذن للشيطان أن يخيل للكثير من المسلمين أنه يسير عليها، مع أن معالم الطريق المستقيم واضحة لمن هداه الله أن يسير عليها من غير انحراف والانحراف عنها هو من قضاء الله وقدره.

 

وبما أن الكاتبين انحرفا في المقالين عن هذه الطريق فأرجو أن يسمحوا لي بهذا التـنبـيه على مكان هذا الانحراف وساعته لأن المعنيـين هما أخواي وقد قال صلى الله عليه وسلم: "نصر أخاك ظالما أو مظلوما" فـنصرته مظلوما واضحة ونصرته ظالم أن ترده عن الظلم.

 

أما عن كيفية اكتشاف هذا الانحراف في المقالين فإن أي عاقـل كانت تمشي معه جماعة على طريق واضح ورأى بعضهم يسيـر عنها يمينا وشمالا أو يترنح بعيدا عنها فلا شك أن المرافق سيعرف أن مرافقيه أصيبوا بطارئ جعلهم يترنحون خارج الصراط المستقيـم.

 

ولكن التـنبـيه على هذا الانحراف سيكون بسيطا حسب هذه الصبابة القـليلة التي أعرفها عن معالم تـلك الطريق وهي قـليلة جدا ولكنـني أحمد الله عليها، ولقـلتها فإني أرجو من الجميع أن ينظر إليها نظرة المنبه العابر للسبـيل قصده التـنبـيه فقط.

 

وأقول في مقدمة هذا التـنبـيه أنـنا نـتـيقن أن هذه الرسالة الواضحة التي أرسلها إلينا ربنا بهذه اللغة العربية المعروفة جيدا عندنا نحن العرب الذين ليس لنا لغة أم غيرها مهما كان أصلنا دون آدم وقد جاءتـنا من سند قريب من ربنا:

  

فقد صدرت من الله جل جلاله عربية لفظا ومعنى إلى جبريل عليه السلام ومنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم النبي العربي الأمي الذي لا يعرف لغة غيرها لا الفرنسية ولا الصينية ولا البولارية ولا السونكية ولا غير تـلك من اللغات ثم وصلت إلي أنا وأنت وهم وهن إلى غير ذلك ممن يسمع بها بأي لغة أخرى.

 

ولا شك أن من يستمع إلى قول الله مباشرة في قوله تعالى {وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع بعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور والله يقضي بالحق} لا شك أن من يعرف المراد منها مباشرة ليس كمن يعلم المعنى عن طريق ترجمتها بلغة أخرى، فإن أي مسلم استطاع إن لم تـكن العربية لغة أمه مباشرة فعليه أن يحاول أن يكون أول تعليم يصل إلى ذهنه وهو صغير هو اللغة العربية وهذا واجب على وليه فعله لأنها لغة دينه وهي التي لا يفصله عن نزولها من رب العالمين على النبي صلى الله عليه وسلم وجبريل عليه السلام أي فاصل آخر كما هو معلوم.

 

وهذه الخصوصية الثمينة أقرب شعب إليها هي تلك الشعوب المسلمة الموجودة أقـلية في دول عربية ولذا فإن جميع الأقـليات التي لها لغة أم غير العربية وموجودة في دول المغرب العربي غير موريتانيا ودول الأفارقة العرب الآخرين في الشرق الإفريقي اغـتـنموا تـلك الفرصة وهم الآن متساوون في معرفة العربية سليقة في دولهم مع من ليس لغة أمهم غير عربية فهم يعرفونها مثـلهم تماما لا فرق بـينهم في النطق ولا في الفهم ولكن مع الأسف ليس في دولتـنا منا نحن العرب الناطقين بالعربية ولا من الأقليات الناطقين بلغات أخرى رجل رشيد في الموضوع.

 

وبعد هذه المقدمة فإني أبدأ التـنبـيه على الانحراف عن السير على الطريق المستـقيم للكاتبـين وأبدأ القومي المسلم الذي عنون مقاله: بـبيان الجبهة الشعبية للدفاع عن اللغة العربية وهذا العنوان أحكمت كلماته إلا أنها حنطت في عنوانها فمن يوم استقلال موريتانيا إلى اليوم واللغة العربية زمنة في وطنها لا تدخل إدارة هذا الوطن إلا خلسة على المسؤولين سواء كانوا لا لغة لأمهاتهم إلا العربية أو غيرهم ولا جبهة ولا مقاومة.

 

وهذه الجبهة المكتوب اسمها لم تطلق رصاصة واحدة داخل هذه الإدارة الأجنبـية لغة وضميرا الموريتانية جسما وليس معنى هذه الرصاصة الرصاصة المادية فـتـلك استعمالها خيانة للمواطن والوطن ولكن نضال الجبهات أفـتـك من الرصاص الحي.

 

فلو شكلت لجان وصندوق للتبرع لإدخال العربية في الإدارة وفرض إدخال هذه اللبنة المفقودة في بناء هذه الدولة من يوم استـقلالها إلى الآن لكان الأمر قد تـغير مبكرا.

 

فالمتآمر على إبعاد العربية من إدارة موريتانيا ليس أولئك الذين يتـكلمون لغات أمهاتهم غير اللغة العربية بل هي موتورة ومبعدة ومطرودة من أولئك الذين لا ضمير لهم عربي ولا إسلامي مع أنهم لا لغة لأمهاتهم غير العربية وهذه السلبية من الاستقلال وحتى الآن وغدا لا قدر الله ويتجسد ذلك في الآتي:

 

أولا: السلطة التـنفيذية بدءا من الرئيس والوزير الأول ووزراء السيادة الأربعة الخارجية والداخلية والدفاع والعدل وباقي الوزراء الآخرين من مياه وثـقافة والنقل والمعادن وجميع وزارات النساء الخ كل الإدارات التابعة لهذه الوزارات تعـد هي الجبهة المضادة لاستـقلال اللغة العربية وجعلها سيادة وطنية مثـل العلم والنشيد وأوراق الحالة المدنية لهذه الدولة.

 

فهؤلاء الوزراء سواء القدماء وسواء من مات منهم ومن ما زال حيا والموجودون في وزاراتهم حاليا كل هؤلاء الموريتانيون جغرافيا الفرنسيون إدارة هم الجبهة التـنـفيذية لترك موريتانيا كما هي من سنة 59 من القرن الماضي إلى الآن وإداراتها لا تمت إلى العربية أو العروبة بصلـة.

 

فكان على هذه الجبهة الجديدة التي سمت نفسها بالجبهة الشعبية للدفاع عن اللغة العربية أن لا تعنون نفسها بهذا العنوان حتى تطـلق رصاصة واحدة على أي مكتب من هذه الإدارات في المكاتب التـنفيذية وذلك بالاحتجاج البناء والعمل العملي المتـتابع ولا سيما عندما كثر الكتاب والمواقع الإلكترونية والإذاعات الحرة الخ، فيمكن توجيه هذه الإدارات بالنقد المباشر لكل وزارة تـكتب في إدارتها على الشمال ما يمكن كتابته بالعربية على اليمين مثـل الرسائل الصادرة والواردة والقرارات المتصلة بالأشخاص، والنظر في هذه الرسائل إذا كانت صادرة من الوزير وعليها الطابع العام للدولة الموريتانية فينبه عليها في المواقع تـنبـيها خاصا.

 

وهذه الجبهة يمكنها طلب الإذن لهذا النوع من الاحتجاجات والتـنديد السلمي وكشف عورات هؤلاء المتفرنسـين من هؤلاء الموريتانيـين ولا سيما من كانت العربية هي لغته الأم، وذلك بالتنبيه وإنشاء جبهة حقيقية غير العنوان فقط تمارس هذه المهنة المشرفة وفتح صندوق تبرع لها ولمدة ثلاث سنوات على الأقـل قابلة للتجديد.

 

كما يجب على الجبهة أن تـقول ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم لمن أمره أن يأكل بيمينه بدل شماله

فقال له لا أستطيع فرد عليه الرسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله لا استطعت ما منعه إلا الكبر فلم يرفع يده.

 

فكذلك تـقول الجبهة لكل من كتب على الشمال وهو يقدر على الكتابة على اليمين لا استطعت وأذلك الله في الدنيا والآخرة.

 

ومن هنا نعود لمناقشة ما قاله هذا القومي الإسلامي صاحب العنوان الذي ما زال كلامه على الورق فبعد عنوانه مباشرة أتبعه بكلمات غاية في الحسن والواقعية وهي كلمة طلب فيها الالتحام والوحدة الكبرى وكونها مطلبا ملحا إلا أنه بادر إلى هذه الكلمات قـبل أن يجف مدادها يمسحها بكلمات أخرى خارجة وبعيدة عن سلوك الطريق المستقيم، فجمع ما بين دبابـير التـغريب والفرانكفونية ومجامع الظلامية الشعوبية الإسلامية المكشوفة كما قال لينعت الجميع بهذه النعوت البعيدة عن الوحدة المنشودة التي لا يغـني سردها فـتـيلا عن الدفاع عن اللغة العربية، ونسب إليها أي المجموعة التي عين أنها هي التي ترمي إلى مسح حضارتـنا وسلب هويتـنا وإلغاء وعاء ثـقافـتنا العربية الإسلامية ليشيد بهذه اللغة بعد ذلك، ثم يقول إن الالتحام والوحدة سيحشر المرجفين في المدينة وباعة الأوطان ومنافقي التدين سماسرة الشعوبية وتجار ملفات الاسترقاق الخ ليجمع جميع الموريتانيين في جبهة مضادة وهذا يختص به أفراد قـليلون هم الذين يعنيهم بهذه الأوصاف ولكنهم فعلا فاعلون ومؤثرون على قـلتهم وأكبر اعانة لهم هو ما جاء في كلمات هذا القومي المسلم صاحب هذا العنوان في طبخه لأكثر المجتمع الموريتاني بكلمات ونعوت أكل الدهر عليها وشرب لم ترد صائلا ولا تـغيث صديقا ولا تـنـفذ هجوما فعليا مضادا.

 

أما تـقدمه خطوات بعد ذلك نحو من يتـكلمون في البرلمان بالكلام العنصري وضد العربية بالذات فهم يتـكلمون على ما يكرهونه قبل أن يقع وكأنه واقع وهو الواجب أن يقع ولو وقع لشاهدوا أنه الخير المفقود والراحة المستديمة وأعنى بذلك الوحدة في الثقافة العربية فقط ولكن قبل أن يولد ذلك فهم في حل من كلامهم نظرا للواقع.

 

فلو هدى الله عند الاستـقلال قادة جميع البلد بغض النظر عن لغة أمهاتهم ولونهم وأجمعوا عند الاستقلال بين الاستقلال الثـقافي والاجتماعي كجمعهم بين الاستقلال السياسي والاقتصادي في دولة واحدة لكنا الآن مثـل الدول الأخرى متعددي اللغات والأعراق مثـل دول المغرب العربي والأفارقة العرب الجميع من الله عليه أنه دينه واحد واعتمد على لغة هذا الدين الموحدة له كلغة إدارية وبقيت اللغات الأخرى غير المكتوبة تستعمل شعبـيا في ما خلقت له لاستراح الجميع 57 سنة من هذه الخصومة الآن.

 

ولكن جميع قادة هذا البلد وحتى اليوم بغض النظر عن لغة أحدهم الأم ما زالوا مفرطين تفريط المقعد العاجز عن تحقيق الاستـقلال الثقافي فإذا ضعف إطار عن لغته العربية الأم فنظيره الذي ليس لأمه لغة أخرى أولى أن لا يقود الاستقلال الثقافي بل الواقع يساعده وهو ألا ينـتـقل إلى لغة يظن أن من كانت لغة أمه هي المعمول بها سيتـفوق عليه فيها فسوف يعارض ذلك، وهذا هاجس شيطاني مفرق لأن الأبناء تـلقيهم لتعلم اللغات في الصغر واستيعابهم لها واحد كما هو مشاهد في العالم، فالفرنسيون الأصليون في وطنهم ليسوا أكثر ثـقافة من نظرائهم من المهاجرين إليهم في الصغر.

 

فـلو كنا من استـقلالنا جعلنا جميع التعليم عربيا واللغة الفرنسية تدرس لأجل التـكلم بها فقط لكنا توحدنا من الجنوب إلى الشمال ومن الشرق إلى الغرب سريعا ولكنه الضعف والخور وضمور الضمير.

 

فأولئك الذين تـكلموا في البرلمان بذلك الكلام المجانف للحقيقة يرون أن المكان والضمائر الموجودة في المكان متسعة لكلامهم، فلم يجدوا من يرميهم بشهاب ثاقب إلا ضمير واحد أما الآخرون فرأوا أن ضمائرهم أصبحت رمادا تذروه الرياح حتى عن عقائدهم التي لا تعرف حقيقة أن اللغة العربية هي التي تفهم منها العقيدة الصحيحة فـلو قرأوا في صغرهم بالعربية لعرفوا الإسلام معرفة من قـلوبهم لا معرفة المحاكاة والإتباع غير الموصل للحق.

 

وهنا يقول الشيخ عدود رحمه الله:

لم يبق إلا أن تسود ثـقافة  ** عربية الايراد والإصداري
 

أما الكاتب الإسلامي القومي فإني أبدأ بنـقل جملة كتبها وقد صدق فيها تمام الصدق حيث قال: أن ما يعرفه ويفهمه هو أن موقف الإسلاميـين من القضية اللغوية ينطـلق أولا من رؤية إيمانية تعتبر اللغات كلها آيات من آيات الله تستوي في ذلك العربية والصينية والفرنسية والملاوية والانكليزية.

 

وتعـليقنا على كلامه هذا بالصدق والأمانة يعنى أنه خصص نفسه بأن هذا فهمه ومعرفته هو، فلو أظهر ضمير الفصل في قوله أفهمه وأعرفه أو اتبع الضمير المتصل باسمه الشخصي لكان أتى بمنـتـهى الأمانة والصدق عن نفسه.

 

فكون العربية تستوي مع اللغات الأخرى لأن الجميع آيات من آيات الله نحتاج فيه إلى فهم ومعرفة ولو لشخص وحد نـشفعه معه في الفهم والمعرفة هذه.

 

فمن المعلوم أن خلق الله للإنسان من آيات الله يقول تعالى {أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تـنتشرون} وأكثر خلقه خلقه ليكون حطبا لجهنم فهو والحجارة هم وقود النار.

 

والاشـتراك في الألفاظ اللغـوية لا أظن أن عقول البشر أعطته معنى بسبب ذلك الاشتراك فنحن عندنا واد كركور في ولد ينج والمغرب عنده واد نون ومصر فيها الواد المقدس طوي فهل اشـتراك أسماء هؤلاء الأودية يعطيها قداسة مثـل وادي طوى المقدس بل منها ما يسمى بواد النار.

 

هذه الفكرة مهد لها هذا الأخ الإسلامي القومي بأنه وقعت إكراهات على فرض التعريب باللهيب والنار والذي يظهر للعيان والواقع أن هذا الإكراه باللهيب والنار وقع ضد التعريب لأنه الواقع الآن وهو الذي ما زال واقعا.

 

وأصعب على الضمير وأبعد من الفكر وأقسى على الفهم من ذلك كله طرح ثلاث احتمالات للحياة الثقافية في موريتانيا ركنها الأول كما قال العربية والثاني البلارية والسونكية والولفية أما الثالث فهو اللغة الفرنسية باعتبارها لغة دراسة وعلم وعمل ــ فياليت كل العرب في موريتانيا ماتوا قبل أن يسمعوا في هذا الوطن من عربي مسلم يقول هذا والله إنها الإهانة للمواطنين وللعربية وللدين ـ والذي يخفف من وطأته على القلب هو التيقن أنه لم يرد به ذلك وإن كان لا معنى للماء إلا الماء بمعنى أن الإهانة لا تقع إلا بهذا، والله المستعان على ما يصفون.

 

فمقارنة العربية التي اختارها الله لآخر رسالة من السماء إلى الأرض ووصفها بأنها تبـين هذه المعاني التي أرسلت بها يقول تعالى {وإنه لتـنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قـلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبـين} فمناظرة هذه اللغات مع لغاتـنا الوطنية الأخرى وإن كنا نعـتـز بأهلها لإيمانهم جميعا وذلك يجعل مصيرنا معهم واحد في السراء والضراء بنص القرآن لجدير بأن لا يكتب هكذا.

 

أما وصف الفرنسية بأنها لغة علم وعمل ودراسة فهي أضعف لغة مع مثيلاتها الأوربية الاستعمارية وأقـل منها انـتـشارا لا يتـكلمها مع دولتها إلا من استعمرتهم وبعض من بلجيكا ومرتـنيك الفرنسيون السود في كندا.

 

ونعتها بالعلم والعمل وترك العربية من هذه الأوصاف يضاهي عقوق من ترك في الدار أمه التي حملته كرها ووضعته كرها وحمل مكانها (أمه أراح).

 

أما جعل الفرنسية لغة مواصلات لشرائحنا مع غيرهم فمع من يقع التواصل بالفرنسية، فالشعب إن كانت لغته بلارية في الدول المجاورة يتواصلون بها وكذلك الشرائح الأخرى ولا تواصل بالفرنسية لأن الجميع لا يعرفها في أي دولة إلا بقراءتها وليست لغة أم لأحد منهم.

 

وأظن أن الطريق السليمة التي تجمع المواطنين هي دراسة جميع المواد لجميع مكونات الشعب بالعربية ودراسة الفرنسية للتفاهم بها كلغة فقط خارج الوطن وذلك لكل مواطن وكفي.

 

وفي الأخير أود أن يسمح لي الجميع عندما وصفت الكاتبـين بالقومي والإسلامي لأن هذا هو الواقع لأن الانـتـساب للأحزاب لا يلقي الصفة ولا الأصل وكل قومي يظن أنه يساوي عند الله بعوضة بدون الإسلام فهو مفتر على الإسلام وعلى عروبة الإسلام وسيظهر ذلك عندما يؤتي كل ذي فضل فضله.

 

وهنا يقول الشيخ عدود رحمه الله:

ليست تـكفى قومية دون تقوى *** إن قارون كان من قوم موسى
 

وكل مسلم يظن أن اجتماع الإسلام والأصل العربي في شخص لا يعني شيئا بالنسبة للإسلام فليصم أذنه عن قوله تعالى {ولقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعـقلون} وقوله {وإنه لذكر لك ولقـومك وسوف تسألون} {لقد مـنّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا منهم} الخ.

 

فمن من الله عليه أن جعل لغة أمه عربية سليقة يعرف بها المعاني القرآنية مباشرة فقد هدي إلى صراط مستقيم.