على مدار الساعة

بناء الثقة... غزواني في عين العاصفة

7 يوليو, 2020 - 01:19
فتى متالي البخاري

تهتز الثقة كل يوم وتتسع الهوة بين المواطن والمسؤول... أوصاف لا تحصى يطلقها المواطنون من أرضيات الحرمان لوصف موظفي الدولة ومسيري الشأن العام وكلها للأسف أوصاف قدحية لا تسر سامعا فيرعوي ولا تغيظ وضعا قائما فدفعه للتغير من تلقاء نفسه نحو الأفضل...

 

هكذا هو حال موريتانيا وهي تغالب - بشعبها وقائدها المنتخب - وضعا مزريا راكمته سنين من الغبن وسوء الطالع تهاوت فيه القيم الجمهورية وتراجعت خلاله أخلاق القائمين على شؤون الناس.

 

يدرك الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني جيدا حجم التحدي وتطلعات الشعب وهو العارف بمفاصل الدولة... وقد بدأ العمل على أكثر من صعيد لاستعادة هيبة الدولة المسيبة وبناء الثقة بين المواطن والمسؤول بعد فرقة دهر ليست بالقليلة، لكن على كل صعيد من تلك الصعد جيوب مقاومة شرسة تعودت النهب والغبن دون حياء وساهمت عبر حقب شتى في تكريس وفرض اللا شيء مقابل كل شيء، حياة مجانية مترفة يقابلها بؤس شعبي متزايد.

 

الرئيس الذي يؤازه شعبه بدأ يؤسس فعليا  لإرساء الحكامة الرشيدة، وآليات الاستغلال الأمثل للموارد والاستثمارات العمومية المجدية والمنتجة، مع المحافظة على التوازنات الاقتصادية الكبرى وعلى النمو المطرد الذي يتيح تنمية مستدامة.

 

أراد - والشعب معه - تقوية الرقابة البرلمانية على السلطة التنفيذية، سبيلا إلى تحسين الحكامة وتعزيز الإصلاحات من أجل طمأنة المواطن على حُسن استخدام الموارد العمومية واحترام القرارات البرلمانية.

 

وعمل على تحديثَ وعصرنةَ نظام المالية العمومية ليكون التسيير شفافا وموجها لتحقيق أهداف واضحة من خلال تنفيذ برامج محددة.

 

لقد أثبت عام من حكم ولد الغزواني أنه استطاع جعل الموازناتُ موازناتِ نتائج لا موازناتِ وسائل.

 

وحرص -رغم ظروف الجائحة التي ألمت بالعالم كله - على توجيه موارد الدولة إلى أولويات التنمية واستخدامها بأعلى قدر ممكن من الفاعلية والجدوائية مع فرض الاحترام المطلق للمال العام.

 

كل هذا وولد الغزواني يدرك أنه في عين العاصفة فلا حسن النية ولا المثابرة تنفعان صاحبهما إن زل ولو لمرة واحدة أو ترك فجوة ولو قل حجمها لعودة الفاسدين وبذلك يكون التحدي على مثل هذه الأرضيات مضاعفا حرصا واحتياطا ووقوفا إلى جانب الشعب.

وعلى ذكر الشعب يحتاج ولد الغزواني في معركته السامية إلى تأييد شعبي مستمر لا يمل التحدي ومؤازة دائمة لا تزعزعها الأباطيل التي يلقيها أكلت المال الحرام معتمدين على تضخيم حوادث معزولة كل مرة لشغل الرأي العام عن معركته الكبرى "محاربة الفساد في نسختها الأصلية لا المزورة وبناء قيم جمهورية ناصعة".