على مدار الساعة

باحث اقتصادي: على موريتانيا العمل للعبور من الجائحة نحو التنمية

27 أغسطس, 2020 - 14:19
صبحي ولد ودادي - اقتصادي، وباحث بالمركز الموريتاني للدراسات والبحوث الاستراتيجية

الأخبار (نواكشوط) – قال الباحث في المجال الاقتصادي صبحي ولد ودادي إن على موريتانيا "العمل للعبور من الجائحة نحو التنمية"، معتبرا أن ذلك "يشكل توظيفا أفضل "للمحنة"، واهتبال فرصة الاضطرار لوضع الاستحقاقات التنموية المناسبة موضع التنفيذ والمتابعة".

 

ورأى ولد ودادي في مقال تحت عنوان: "موريتانيا: من "الجائحة" إلى التنمية.. الإمكانات والمسارات" أن من المهم "الانطلاق من بعض المؤسّسات وكذا المعطيات الجديدة لتشخيص أسلم للتحديات وتلمس أفضل للمسارات المناسبة للعبور من الجائحة نحو الإقلاع التنموي".

 

وعدد ولد ودادي – وهو باحث في المركز الموريتاني للدراسات والبحوث الاستراتيجية من هذه المنطلقات "الحاجة للفكاك من التقسيم غير المتكافئ للعمل الدولي"، معتبرة أن الوضعية الحالية للعولمة المترنحة "تشكِّل فرصة كبرى لنفض الغبار عن استراتيجيات الاعتماد على الذات، وعدم الاستسلام لدور مورد المواد الأولية والسوق الكبير لاستهلاك المنتجات الصناعية، في الاقتصاد العالمي".

 

وأشارب إلى معاناة الليبرالية تعاني "هزات بسبب الأزمات العالمية المتتالية، سواء تلك التي حدثت بسبب آليات عملها كما حدث في الأزمة المالية 2008، أو بسبب تعرض مبادئها لنكسات جعلت ضرورات الواقع تتجاوزها، مما ألقى بظلال داكنة على مصداقية ترويجها ونشرها في العالم".

 

وأردف ولد ودادي أن "الاختلاف العميق في البنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية بين البلدان النامية وبلدان أوروبا وأمريكا حيث تسود مناهج اقتصاد السوق، يجعل استنساخ السياسات التنموية محفوفا بمشكلات منهجية وبالتالي معرضا للفشل".

 

ولفت ولد ودادي إلى أن الاقتصاد الموريتاني يمتلك "خصائص إيجابية كبيرة، ولديه مقدرات هامة، بدء من الموارد المنجمية الهائلة، للإمكانات المتجددة في مجال الزراعة والثروة البحرية والحيوانية".

 

وتوقف ولد ودادي في مقاله مع الزراعة، مؤكدا أن الزراعية المروية "تشكل إحدى الإمكانات غير المستغلة، فأزيد قليلا من نصف مليون هكتار أراض زراعية ذات إمكانيات كبيرة وتنافسية عالية، و135 ألف هكتار قابلة للري، تم استصلاح 50 بالمائة منها، لم يستغل منها سوى نسبة 34%".

 

كما توقف ضمن سرده لإمكانيات الاقتصاد الموريتاني مع "إمكانية بناء رأس مال بشري قوي يؤسس للولوج لاقتصاد المعرفة، حيث القيمة المضافة العالية"، مضيفا أنه "في ظل جائحة كوفيد -19 يمكن للكفاءات في العلوم التطبيقية أن تشكل منفذا قويا لاقتصاد موريتانيا والاقتصادات الشبيهة إلى عالم ما بعد كورونا، والاستفادة من عولمة التباعد والاقتصاد الرقمي الذي يتخلق اليوم".

 

وشدد ولد ودادي على أن البوابة الطبيعية لذلك هي إعادة بناء النظام التعليمي الذي ينبغي أن لا يدفع تشعب إشكالاته إلا إلى الشعور بألحية النهوض به، مناهج وكفاءات واحتياجات مالية.

 

ولفت ولد ودادي إلى أنه "كثيرا ما نظر للمقدرات البشرية، والشابة في البلدان النامية باعتبارها عبئا، في ظل كثرة الحديث عن العمالة غير الكفوءة"، معتبرا أن "برامج تأهيل مهنية واسعة، وسريعة، يمكن أن تجعل هذا المورد ذا مردودية عالية".

 

وعن المسارات التي يمكن أن تنتج بناء اقتصاد صلب قادر على مواجهة الصدمات، رأى ولد ودادي أن ذلك من خلال أربع مسارات، توقف مع كل واحد منها بشي من التفصيل، وهي "تحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الأساسية، ومسار التصنيع، وتقوية القطاع الخاص الرسمي، وتحسين نظام الحوكمة، ومحاربة الفساد".

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- لقراءة نص المقال، اضغطوا هنا، أو زوروا ركن آراء