على مدار الساعة

لماذا سكان بلدنا أقل بشكل لافت من سكان دول الجوار؟

26 أبريل, 2021 - 04:33
د. احمد ولد المصطف

وفق آخر مؤشرات السكان الصادرة عن الأمم المتحدة، فإن سكان بلدنا يبلغ عددهم حدود 4.7 مليون نسمة، في حين أن سكان السنغال 17 مليونا، مالي حوالي 21 مليونا، الجزائر 44 مليونا، المغرب 37 مليونا.

 

يعني ذلك أن سكان السنغال مقارنة معنا ثلاثة أضعاف ونصف، وسكان مالي أزيد من أربعة أضعاف، أما بخصوص المغرب والجزائر فنسبة سكان هاتين الدولتين مقارنة مع عدد سكاننا ستكون على التوالي حوالي ثمانية وتسعة أضعاف.

 

قد يقول قائل إن أسباب هذا التفاوت الكبير في عدد سكاننا مقارنة مع سكان جيراننا يعود إلى قساوة الظروف المناخية وندرة المياه والصراعات في بلد لم يتوفر في الماضي على نظام مركزي، إلخ.

 

رغم ذلك، أرى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار للعوامل التاريخية التالية التي قد تكون السبب الرئيسي في ضعف الكثافة السكانية في بلدنا:

1. توسع المرابطين (حوالي 430 هجرية 1040 م / 540 هجرية - 1147 م) شمالا نحو المغرب الأقصى و شبه الجزيرة الأيبيرية (أسبانيا، البرتغال)، وما نجم عن ذلك من نزوح جزئي لقبائل صنهاجة، وبالأخص لمتونة ومسوفة وإلى حد ما جدالة، وهي قبائل ظل مقاتلوها يشكلون العمود الفقري للجيش المرابطي، وذلك حتى سقوط هذه الدولة على يد الموحدين حوالي 540 هجرية / 1147 م؛

 

2. ما قام به البرتغاليون من قتل وسبي لسكان سواحلنا منذ 1441، تاريخ وصولهم إلى الرأس الأبيض (نواذيبو)، وحتى جلائهم النهائي سنة 1634، حيث قتلوا وسبوا خلال الفترة المذكورة الآلاف من سكان المنطقة الممتدة من رأس نواذيبو وحتي مصب نهر السنغال وفق ما وثقه البرتغاليون أنفسهم؛

 

3. الحروب التي شنتها القوى الاستعمارية الأوروبية الأخرى على الفضاء الجغرافي الذي يحمل اليوم اسم موريتانيا، وبالأخص تلك التي خاضتها فرنسا بشكل مباشر على الحيز المذكور منذ القرن التاسع عشر أو تلك التي تسببت فيها تمهيدا لاحتلاله عن طريق ترويج تجارة السلاح والإيقاع بين مختلف المجموعات المتصارعة، إضافة إلى الحرب التي خاضتها على مدى العقود الثلاثة التي تلت احتلالها الفعلي والذي بدأ مطلع سنة 1903 بهدف إحكام سيطرتها على البلد ولإخماد مقاومة السكان ورفضهم لهذا الاحتلال.