على مدار الساعة

اللاعب المسلم في الدوريات الأوروبية... حين تصلح الكرة ما أفسدته البروباغاندا

8 يوليو, 2021 - 19:35
محمد سالم بلاهي

تزخر دوريات كرة القدم الأوروبية على غرار الدوريات العالمية الأخرى بلاعبين مسلمين محترفين أظهروا مواقف مشرفة وأوصلوا صورة الإسلام السمح ورسالته إلى تلك  المجتمعات الغربية وتأثرت بسلوكهم الجماهير  تأثرا بالغا.  

فرغم متطلبات الاحتراف في تلك الدوريات وصرامة قوانين اللعبة داخل الملاعب وخارجها، مما قد يصنف على أنه رسالة دينية أو سياسية إلا أن كثيرا من اللاعبين المسلمين ظلوا  أوفياء لدينهم, متمسكين بتعاليمه, متضامنين مع قضايا المسلمين في كل محنة يمرون بها.

إن من يريد طرق هذا الموضوع لا شك ستقفز إلى ذهنه وتحضر أمام عينيه عشرات الصور والأمثلة في الحاضر والماضي، لكننا سنكتفي  ببعضها على سبيل المثال لا الحصر .

فحين نبدأ من أيامنا هذه سنجد صورا مشرفة للاعب المسلم من خلال سلوكه ومواقفه, ففي بطولة أمم أوروبا 2020 ( المؤجلة) و التي تجري حاليا, وأثناء مؤتمر صحفي على هامش إحدى مباريات منتخب فرنسا وبحركة عفوية بسيطة أزاح لاعب خط الوسط الفرنسي  مانشستر يونايتد بول بوغبا قنينة الكحول من أمامه أثناء التحدث للإعلام, وهو لا يدري أنه أزاح معها ذلك الحرج الذي كان يطارد اللاعب المسلم في أغلب المؤتمرات الصحفية .

فبالرغم من أن الشركة المنتجة للمشروب الكحولي هي إحدى الشركات الراعية  للبطولة وفي الوقت الذي كان الكل ينتظر فيه صدور عقاب في حق اللاعب, أصدرت اللجنة المنظمة قرارا بعدم وضع قناني الكحول على طاولة المؤتمرات الصحفية حين يكون اللاعب المتحدث مسلما.

وغير بعيد من هذا في زمن آخر وبطولة أخرى رفض اللاعب السنغالي ديمبابا- نجم نادي تشيلسي الإنجليزي السابق- استلام جائزة أفضل لاعب في مباراة القمة بين ناديه تشيلسي حينها ضد الشياطين الحمر في كأس الاتحاد سنة 2013 لأنها كانت عبارة عن قنينة من النبيذ, كما أن اللاعب الإيفواري يحي توري والجزائري محرز قاما بنفس الشيء في مناسبات أخرى.

وفي الأسابيع الماضية إبان العدوان الاسرائيلي على حي الشيخ جراح بالقدس وماصاحبه من قصف لغزة ظهرت مواقف مشرفة من لاعبين مسلمين متضامنين بشتى الطرق, من رفع لعلم فلسطين  في الملاعب كما فعل اللاعب الفرنسي بوغبا والجزائري رياض محرز بطل الدوري الانجليزي مع السيتي , ولاعب ليستر سيتي البنغالي حمزة تشودهاري بطل كأس الاتحاد الانجليزي وغيرهم.
هذا بالاضافة إلى عشرات اللاعبين الذين أبدوا تعاطفهم ووقوفهم مع الفلسطينين بنشر تغريدات وصور على حساباتهم الالكترونية كالمصري محمد صلاح والألماني مسعود أوزيل وآخرين كثر.

القضية الفلسطينية ظلت هي القضية المركزية للاعب المسلم طيلة السنوات الماضية وفي مختلف الدوريات والبطولات.
فقد احتفل اللاعب المصري السابق محمد أبو تريكه حين سجل هدفا مع منتخبه خلال كأس الأمم الإفريقية التي أقيمت في غانا عام 2008 بارتداء قميص كتب عليه  شعار ( تعاطفا مع غزة) , كما نحا الدولي المالي فيدريك كانوتي نفس المنحى بعد ذلك خلال مباراة أخرى.

اللاعب المالي كانوتي كانت له مواقف مشرفة أخرى , فحين كان لاعبا بنادي إشبيلية الأندلسي قام بدفع الضرائب المتراكمة على أحد المساجد بالمدينة التي بلغت 700 ألف دولار مما حال دون هدمه.
هناك لاعبون التزموا بعباداتهم في أوقاتها، كالصلاة أثناء التدريبات وقبل المباريات وبعدها وداخل غرف تبديل الملابس و أمام أعين زملائهم  ومشجعيهم من غير المسلمين الذين احترموا لهم ذلك, بل إن البعض تأثر به وكان سببا في إسلامه،  كما حصل مع المشجع الإنجليزي (بين بيرد ) الذي صرح لصحيفة الغارديان البريطانية أن اللاعب المصري محمد صلاح كان هو من ألهمه لدخول الإسلام.

كذلك لم يؤثر صوم رمضان على أداء أغلب اللاعبين ولم يبحثوا عن أعذار صحية ودينية تبيح لهم الإفطار رغم الجهد المبذول وارتفاع درجات الحرارة أحيانا.
ففي الدوري الإنجليزي الممتاز وخلال شهر رمضان من هذا العام اتفق الناديان ليستر سيتي وساوثهامبتون مع الحكم على إيقاف المباراة عند غروب الشمس ليفطر اللاعب الفرنسي الصائم ويلسي فوفانا وذلك ما تككر مع نفس اللاعب في مباراة أخرى.
هذا الموقف يعيد إلى الأذهان ما حصل للاعب السابق لنادي الأنتر الغاني مونتاري حين أصر على اللعب وهو صائم مما تسبب له في خلاف مع مدربه البرتغالي مورينيو الذي حاول إجباره على الإفطار قبيل المباراة  الأمر الذي رفضه اللاعب ودفع ثمنه.  
 صورُ بعض اللاعبين وهم يؤدون مناسك الحج والعمرة في البقاع المقدسة كانت هي الأخرى لها الأثر البالغ بين أوساط المتابعين والمعجبين.

إن عالم الرياضة عموما وعالم كرة القدم خصوصا  في عصرنا هذا وفي ظل العولمة هو من أكثر المجالات متابعة وتأثيرا, يكون فيه اللاعب تحت مجهر الجماهير والمعجبين الذين يتابعون كل تصرفاته داخل الملعب وخارجه ( مايفعل - مايقول - ما ينشر على حساباته )، فمنهم من استغل تلك الشهرة باعتزازه بدينه والتخلق بأخلاقه ، ومنهم من انهمك في عالمه المادي وملذاته وشتان بين الاثنين.